عمار علي حسن
اتصل بى الأستاذ عمانويل عاطف فوزى من المنيا، يبلغنى بتأسيس فريق تحت لافتة، تقول: «شباب من أجل التحول الديمقراطى»، يرمى إلى توعية المنتمين إلى مختلف الأحزاب السياسية فى صعيد مصر، على وجه الخصوص، فى كل ما يتعلق بثقافة الديمقراطية الناشئة، فى ثلاث مسائل أساسية هى: مراحل التحول الديمقراطى، وأدواته، ومعوقاته.
وطلب نصيحتى وإسهامى معهم، بعد أن أخبرنى بأن هذا الفريق سيبدأ نشاطه بطرح أفكار وإجراءات تضمن نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم أرسل لى رسالة، تقول نصاً: «لضمان نزاهة الانتخابات، وحيدتها داخل الصندوق وخارجه، نقترح أمام الرأى العام خطوات عملية تحقق تكافؤ الفرص، بهدف تنافس حقيقى، يضمن مزيداً من التثقيف للمواطن المصرى أثناء ممارسة العملية الانتخابية ومزيداً من الوعى بمشكلات الدولة وهموم الوطن، على أن تكون هذه الخطوات على النحو التالى:
1- وقوف مؤسسات الدولة على مسافة واحدة من كل المرشحين (شرطة، جيش، دواوين المحافظات).
2- يُعقد اجتماع خاص مع (رؤساء القنوات التليفزيونية الخاصة والحكومية) من أجل الاتفاق على مساحة إعلامية متساوية بقدر الإمكان لكافة المرشحين، ويكون الأمر نفسه بالنسبة للإعلام المقروء والمسموع.
3- التصدى لأى شكل من أشكال الرشوة الانتخابية، مثل: (توفير وسائل مواصلات للمواطنين البسطاء) تنقلهم إلى اللجان مقابل تصويتهم لمرشح بعينه.
4- يجب على السلطة أن تتعامل بصدر رحب فى تلقى أى طلبات للمراقبة الدولية على الانتخابات، ومن باب أولى طلبات منظمات المجتمع المدنى المصرى».. انتهت الرسالة.
ولأن صاحب الرسالة، ابن بلدى، قد طلب منى النصيحة، فإنى أقول له ابتداءً، إن الفريق الذى شكلتموه لا يجب أن يتوقف عمله عند حدود الانتخابات الرئاسية، بل يجب أن يمتد إلى الانتخابات البرلمانية، وأنه فريق يعمل فى الصعيد، الذى تم إهماله لسنوات طويلة، ومن ثم فإن أى توجه لتعزيز الثقافة السياسية لأهله، هو فى نظرى عمل وطنى جسور، يجب أن نمد جميعاً إليه يد العون على قدر الاستطاعة، وأن نشجع مجموعات وفرق عمل من الشباب فى مختلف المحافظات أن تحذو حذوه، تحت مبدأ: «أن تشعل شمعة، خير لك من أن تلعن الظلام».
وسأجمل نصيحتى لكم أيها الشباب فى أمرين أساسيين، الأول: هو معرفة العيوب التى وصمت كل الانتخابات التى سبقت ثورة يناير حتى تتلافوها، وتتصدوا لكل من يريد أن يعود إليها منقضاً على مكتسبات النزاهة التى حققتها الثورة، والثانى هو أن تعلموا الناس كيف يقرأون برنامجاً انتخابياً، حتى لا يخدعهم أى من المرشحين، وهو ما سأشرحه لكم فى ثلاثة مقالات مقبلة، فإلى الغد يا شباب، إن شاء الله تعالى.
أرسل تعليقك