بغداد - جعفر النصراوي
أكمل المخرج السوري سامي الجندي إخراج المسلسل الريفي العراقي "الحفيظ"، الذي أنتجته قناة "العراقية" (شبه الرسمية)، بمشاركة 4 نجوم عربيين، وأكثر من 50 ممثلا عراقيًا، ويكشف المسلسل أسرارًا لمنطقة محرمة يحيط بها الغموض، عن ملوك الجان في مدينة العمارة في مركز محافظة ميسان (320 كم جنوب شرق بغداد).
وقال المخرج السوري سامي الجندي لـ "العرب اليوم": إن اللمسات الأخيرة للمسلسل الريفي الحفيظ شارفت على الانتهاء، استعدادًا لعرضه في رمضان المقبل، مشيرًا إلى أن "المسلسل يتألف من 30 حلقة، ويشارك فيه أكثر من 50 ممثلا عراقيًا، منهم النجوم إياد راضي وسهى سالم ورائد محسن ومهند هادي وعادل عباس وحسين عجاج وخليل فاضل وأسعد عبد المجيد وسمر محمد وأنعام الربيعي وإحسان هاني وبيان نبيل وسولاف جليل".
وأضاف الجندي أن "الأدوار الرئيسة في المسلسل جسدها ممثلون عرب، هم النجم السوري أيمن زيدان والمصري سامح الصريطي، فضلا عن السوريتين مرح جبر ونادين قدور"، مبينًا أن "أحداثه تجري في أهوار ميسان وتل الحفيظ تحديدًا، كونه شكل بيئة متكاملة للتصوير بما يخدم سيناريو المسلسل".
وأوضح المخرج السوري أن "أحداث المسلسل تدور حول التجسيد العلمي لهذا التل، لما يحمله من خفايا لم يتم الوصل إليها حتى الآن، خصوصًا ما يتعلق بالروايات التي تتحدث عن كونه ملوك الجان ما تزال تحرسه حتى الآن وتمنع الاقتراب منه".
ومن ناحيته، نفى الفنان أيمن زيدان لـ "العرب اليوم" أن "يكون السبب في اشتراكه بالمسلسل فقط هو الوضع الأمني، الذي تشهده سورية، والدليل أن الدراما السورية أنتجت 23 مسلسلا سوريًا، صور منها 18 داخل سورية، وهي معدة للعرض في رمضان المقبل".
وأشار زيدان إلى أن "العلاقات بين الدراما السورية والعراقية فيها كثير من الأعمال ما قبل الأزمة، وهناك أعداد كبيرة من الأعمال العراقية كان فيها ممثلون سوريون، ونحن نتحدث هنا عن فكرة التلاقي، سواء كانت على هذه الجغرافية أو تلك، والأمر مرتبط بضرورة وجود المبرر الدرامي لهذا التواجد أو التلاقي، ففي مسلسل "حفيظ" الذي شاركت فيه، يوجد منقبون للآثار من خارج بنية المجتمع العراقي، فأعتقد بهذه الحالة كان من الواجب أو الضروري مشاركة لممثل سوري أو مصري هو أمر مبرر للمشروع، فالاقحام يكون حسب الضروريات الدرامية، وأنا لا أراها أبعد من ذلك، ولا أحمّل الموضوع معاني أكبر مما يحتمل، فالمسألة متعلقة بالضرورة الدرامية. هذا المسلسل يتطلب وجود لشخصيات غير عراقية، وأعتقد أن كفاءة الممثلين العراقيين - وهذه ليست مجاملة - قادرة على صياغة مشروعات جيدة".
ومن ناحيته، قال المخرج المسرحي والمخرج المساعد للمسلل حسين علي صالح لـ "العرب اليوم": إن الاستتباب الأمني الذي تتميز به محافظة ميسان وطبيعتها الخلابة، وفرت بيئة ملائمة لقبول مجموعة كبيرة من النجوم المشاركة في المسلسل، عكس الحال في العاصمة بغداد، التي يغلب عليها صوت الضجيج والمروحيات وسيارات النجدة التي تعيق تصوير المشاهد، مضيفًا أن "وجود فنانين عرب في المسلسل يسهم في زيادة خبرة أقرانهم العراقيين".
وبدورها قالت الممثلة العراقية نجلاء فهمي لـ "العرب اليوم": إن المسلسل يشكل تجربة لا يمكن نسيانها لما شهدته من وجود فنانين كبار وتعاون للأهالي وطيبتهم، متمنية أن "تهتم الحكومة بالفن وتعمل على بناء مدن إعلامية كما هو الحال في النشاط الرياضي، موضحة أن "دورها في المسلسل يجسد فتاة ريفية تعيش وسط أهلها من ديانة الصابئة، بحيث تقع في حب شخص من المدينة ويشكل البعد بينهما العائق الأكبر".
وعلى صعيد متصل، قالت الفنانة سولاف (تمثل دور لبنت من ديانه الصابئة أيضًا): إن مشاركتي هي الأولى في التصوير في منطقة الأهوار، وإن أسرار تل الحفيظ عادة ما كانت حافزًا للكثير من الفنانين على المشاركة بالمسلسل، الذي استغرقت أعمال لتصوير مشاهده على مدى أكثر من 3 أشهر".
ويعتبر تل الحفيط الذي يقع في أهوار قضاء المجر الكبير (35 كم جنوب مدينة العمارة)، من الأماكن الأثرية التي لا يستطيع أحد الوصول إليها لأسباب مبهمة حتى الآن، ويعرف عنه أنه مسكون من قبل "ملوك الجان"، وتشير القصص إلى أن "الجان تحرس كنوز النبي سليمان في المنطقة، وتمنع أي شخص من الوصول إليها".
أرسل تعليقك