قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن عزل رئيسة كوريا الجنوبية، بارك كون هاى، أمس الجمعة، يستدعى إجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوما، من شأنها تنصيب رئيس جديد أكثر تشككا فى أهداف السياسة الأمريكية فى شمال شرق آسيا، حسب استطلاعات للرأى العام.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته الليلة الماضية، أن الرئيسة بارك -التى عزلتها المحكمة الدستورية فى كوريا الجنوبية- كانت حليفا يعتمد عليه للولايات المتحدة، وتدفع بالنهج المتشدد لواشنطن تجاه كوريا الشمالية، والذى يهدف إلى الضغط على زعيم بيونج يانج، حول برامجه الصاروخية والنووية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن كوريا الجنوبية، تسلمت أول مكونات منظومة الدفاع الصاروخية (ثاد) المثيرة للجدل، والتى من شأنها ردع التهديد الصاروخى لكوريا الشمالية.
وقالت الصحيفة، إن مون جاى-ان، المرشح المتصدر ليخلف "بارك"، أبدى تشككه فى منظومة ثاد، ويؤيد سياسات قد تقرب كوريا الجنوبية إلى الصين، وتشجع للتفاوض أكثر مع النظام الكورى المنافس فى بيونج يانج، مشيرة إلى أن الطامحين فى فوزه والذين مثل مون على الجانب الأيسر من الطيف السياسى، يشاركونه نفس وجهات النظر.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القرار الجماعى لأعضاء المحكمة الدستورية جعل "بارك"، أول رئيسة كورية جنوبية يتم عزلها من منصبها بقرار إقالة، مضيفة أن الحكم دفع عشرات الآلاف من الناس للتظاهر فى الشوارع معه وضده، فى احتجاجات لقى خلالها شخصان على الأقل حتفهما.
لكن عزل الرئيسة "بارك"، أنهى فضيحة الفساد السياسى الكبيرة التى عصفت بكوريا الجنوبية لنحو نصف عام، وتورطت فيها الصديقة المقربة للرئيسة بتهم تلقى رشاوى وابتزاز رجال أعمال والتدخل فى قرارات الحكومة والرئاسة دون حق نظرا لعدم شغلها أى منصب حكومى يذكر.
وفى المقابل، رأى مسئولون أمريكيون، وآسيويون، أن عزل "بارك" يطرح شكوكا جديدة فى شمال شرق آسيا، فى وقت من القلق المتنامى بالولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية والصين.
وذكرت الصحيفة، أن وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، سيسافر إلى سول، الجمعة القادم، ضمن رحلة تشمل 3 دول عبر آسيا، حيث تبدأ رحلته من طوكيو، يوم الأربعاء، على أن يتوجه إلى بكين بعد زيارته لكوريا الجنوبية.
وأوضحت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تخطط لنشر منظومة ثاد فى كوريا الجنوبية، وأن تحاول بشكل كبير زيادة الضغط المالى على بيونج يانج، من خلال فرض مزيد من العقوبات.
إلا أن مسئولين أمريكيين حاليين، وسابقين، قالوا، إنه من غير المؤكد إذا كان التغير السياسى فى كوريا الجنوبية سيؤثر على موعد نشر منظومة الدفاع الصاروخى، حسب الصحيفة، التى أشارت إلى أن بعض المسئولين، يقولون إن "الرئيس الكورى الجنوبى القادم قد يسعى إلى التودد لكوريا الشمالية عبر الحوافز الاقتصادية والمشروعات التجارية المشتركة".
وقال فيكتور تشا، الخبير فى الشئون الكورية، بجامعة جورج تاون، والذى عمل فى البيت الأبيض فى عهد جورج بوش، "من المرجح أن تكون الحكومة القادمة فى سول، أكثر ميلا لليسار، ولذلك لن تشارك إدارة ترامب وجهات النظر".
وأوضح الخبير، أن الوضع الحالى قد يتشابه مع ما حدث أيام حكم بوش فى العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فى أوائل الألفينيات، عندما تصاعدت حدة التوترات بينهما آنذاك نتيجة خلافهما حول التعامل مباشرة أم لا مع بيونج يانج.
أرسل تعليقك