تمثل رياضة المشي الجبلي والتسلق (الهايكنج) إحدى الرياضات التي تحظى باهتمام الكثيرين في السلطنة، منهم من يتسلق الجبال بالحبال وآخرون يتحدون الصخور والبعض يسيرون بين الأودية والشعاب ليتنفسوا هواءها العليل، وفئة تفضل اكتشاف الكهوف المنتشرة بين ربوع الجبال، وهناك من يعشق تأمل الغروب والشروق في تلال الرمال أو قمم الجبال أو على الشواطئ والجزر العمانية الخلابة، وفئة تكتسب المعرفة عن الأشجار والأزهار والأحجار.
وتتميز السلطنة بتنوع جغرافي فريد في الطبيعة بين السهول والجبال والشواطئ والرمال؛ منها الأودية العميقة والصدوع الجبلية الشهيرة ومساقط الشلالات والكهوف والصحاري وامتداد الشواطئ والمسطحات والمدرجات الزراعية الخضراء وغيرها الكثير؛ مما أكسبها شهرة عالمية لمحبي السياحة والمغامرات والاستمتاع بالطبيعة البكر.
وثمة ضوابط وأساسيات يجب التحلي بها قبل ممارسة "الهايكينج" منها اللياقة البدنية المناسبة والاستعداد التام والمعرفة بالمسارات والتحلي بالصبر والقدرة على التحمل وأخذ الاحتياطات اللازمة كعُدة الإسعافات الأولية والماء والفواكه والتغذية المناسبة ومراعاة التوقيت والزمان والحفاظ على المكان نظيفا والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، إضافة إلى اللباس والحذاء المناسب وحقيبة الظهر والتأكد من علامات وإشارات المسارات وغيرها.
ومن المسارات الجبلية الشهيرة في السلطنة تلك الموجودة في محافظة الداخلية منها مسار جبل شمس والجبل الشرقي والجبل الأخضر ومسار وادي حلفين ووادي كمه ووادي تنوف ووادي الهجري ووادي بني حبيب ومسار العرقوب ووادي المعيدن وساب بني خميس والنخر ووادي غول ومدرجات سعال بجبل خونيه بولاية بدبد.
وفي محافظة جنوب الباطنة: مسار وادي السحتن ووادي بني عوف ووادي بني هني ووادي بني غافر ومسار الفراعة ووجمة والهويب والغور والبشوق والصير ويصب وعين الحبنة والسلسلة ويقا وبلد سيت وهاط وصلما وبمه والحويت ووادي الثعابين بوادي بني عوف، ومسارات وادي مستل مثل وكان وحدش والجبيل ووادي الميسين ووادي الهدك ووادي الأبيض ومسارات وادي بني خروص كوادي الجمل ووادي الجشم، وفي محافظة شمال الباطنة كأودية حيبي وعاهن والخابورة وصحم وغيرها الكثير.
وفي محافظتي جنوب وشمال الشرقية: مسار وادي سرور وجبل السوديه وطيوي وشاب وقلهات ووادي بني خالد ودماء والطائيين وضيقة وغيرها. وفي محافظة مسقط: مسارات الوادي الكبير وقنتب والحمام والعامرات ووادي الخوض ومسار سداب والحمرية وقريات ومسار وادي العربيين والسيفة والجبل الأبيض والجبل الأسود.
وفي جبال محافظة ظفار مسار المغسيل وكهف طيق وطوي أعتير وعين حشير وجوجب عين خويت وجبل القمر وجبل سمحان ، وفي محافظة مسندم مسار الخالدية ومسار خور قدا.
وفي محافظة الظاهرة مسار الوقبة وينقل وضنك ومسار حصن بيت المراح جبل الخطم.
وإلى جانب رياضة المشي الجبلي هناك مغامرات الكهوف ككهف بوهبات وكهف الفتحة السابعة وكهف الهوتة وكهف تري وكهف اللاصف وكهف طيب وكهف طيق، ومسار العيون المائية كعين الشبكة في قرية بضعة وعين المرامد بسمائل وعين السخنة بوادي الأبيض وعين الحويت بوادي بني عوف.
يقول مالك بن محمد المعولي من ولاية وادي المعاول أحد الشباب الممارسين لهذه الرياضة: يجب الاستعداد التام قبل ممارسة هذه الرياضة من عدة جوانب منها اللياقة البدنية والصحة الجسمية وأخذ عُدة الإسعافات الأولية والتزود بالماء الكافي وبعض الفواكه المهمة ووسائل إشعال النار والإنارة، واللباس المناسب كالحذاء الخاص، والتنسيق مع الفرق الرياضية المتخصصة أو المرشدين السياحيين المعتمدين أو التنسيق مع أهل المنطقة والتعرف على المسار.
وأضاف المعولي أنه ما زال يمارس هذه الرياضة منذ سنوات نظرا لأهميتها لجسم وصحة الإنسان حيث شعر بالراحة النفسية والجسمية بعد كل مسار أنجزه وينتظر شوقًا حتى يكرره في مسار آخر ، ومن المسارات المهمة التي يجب على المغامرين خوضها مسار شرف العلمين إلى بركة الشرف بالجبل الشرقي ثم نزولا إلى السلسلة وبعدها إلى الهويب بوادي السحتن، ومسار مسفاة العبريين ومسار وادي النخر وساب بني خميس وغيرها الكثير في سلسلة جبال الحجر الشرقي والغربي.
ويقول المغامر فجر عمر من الجمهورية العربية السورية، مقيم بالسلطنة: أحببت الطبيعة العمانية الفريدة منذ عدة سنوات عشت بين أحضان الجبال والرمال والأودية والشعاب والشواطئ، ونظرا لحبي لرياضة (الهايك) مشيا وصعودا وتسلقا وسباحة، فقد زرت عدة مواقع منها القريبة والبعيدة.
ومن المواقع الجميلة والخلابة التي مارست بها رياضة الهايكنج: وادي العربيين بولاية قريات مشيا وسباحةً وواديي طيوي وشاب ومغامرة كهف الفتحة السابعة مع فريق متخصص، وكذلك استمتعت بصعود الجبال ومشاهدة مساقط الأودية والشلالات مع مجموعة من الأخوة العمانيين في كثير من المواقع والمسارات منها مسار البوصلة بجبل شمس ووادي الجمل ووادي الجشم بقرية الهجير بولاية العوابي.
كما يقول أحمد بن سامي البحري وهو أحد الشباب الصغار الذين يحبون ممارسة هذه الرياضة: أحببت هذه الرياضة من حب أبي لها، وقد مارستها معه في عدة مسارات منها بوادي السحتن بولاية الرستاق كقرية وجمة والصير والبشوق وبعض العيون المائية إضافة لمسار سداب، وقد وجدت فيها المتعة والراحة النفسية والصحة الجسمية، والتقاط الصور التذكارية الجميلة ولقطات الفيديو التوثيقية واكتساب المهارات والمعارف وغيرها، وإحياء الطرق والمسارات الجبلية القديمة التي سلكها الآباء والأجداد.
وتمثل جبال السلطنة كذلك متسعًا عظيمًا لهواة التخييم والنوم في الطبيعة حيث الإطلالة الساحرة من أعلى القمم الجبلية على القرى الوادعة في أسفل الأودية في شمالها أو جنوبها خصوصا في فترة الصيف، إذ تكون الأجواء في الجبال والأودية باردة أو معتدلة، حيث مياه الأودية الغيلية وأشجارها الوارفة الظلال، ومنهم من يقصد الرمال كرمال ولاية بدية والقابل بمحافظة شمال الشرقية ورمال خبة الجعدان في جنوب الباطنة.
هكذا تتنوع الرياضات في السلطنة بين المشي والجري والتسلق والسباحة وركوب الخيل والقوارب والدراجات الهوائية والنارية والسيارات والرماية والتخييم وغيرها الكثير من الخيارات بشتى أماكنها في السلطنة وقد تنشط بعض الرياضات أكثر في موسم الشتاء واعتدال الحرارة كرياضة ( الهايكنج).
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك