اعلن ريال مدريد وصيف بطل الدوري الاسباني لكرة القدم ان الحارس الرمز ايكر كاسياس الذي امضى معه 25 عاما وحقق كل ما يتمناه، سيوقع مع بورتو البرتغالي.
وقال الفريق الملكي في بيان صدر في وقت متأخر ليل السبت الاحد بعد 3 ايام من مفاوضات عاصفة "توصل ريال مدريد وبورتو الى اتفاق حول انتقال ايكر كاسياس الى النادي البرتغالي".
"كنت في التاسعة من عمري عندما ارتديت القميص الابيض وحققت بالتالي حلمي"، هذا ما قاله "سان ايكر" كاسياس اليوم الاحد في مؤتمر صحافي مؤثر لم يتواجد فيه اي مسؤول من ريال مدريد، مضيفا "بعد 25 عاما من دفاعي عن قميص اكبر فريق في العالم وصلت الى هذا اليوم الصعب، الى اليوم الذي سأضطر فيه الى القول وداعا لمؤسسة اعطتني كل شيء".
وتابع كاسياس (34 عاما) الذي التحق بريال مدريد عام 1990 وهو في سن التاسعة من العمر فقط وتدرج في فئاته السنية حتى طرق باب الفريق الاول عام 1999 وتربع بقوة على العرش الى ان اصبح "ايقونة" الفريق وقائده: "لقد أسسني كشخص، لقد قادني للوصول الى النضج وغرس في نفسي القيم التي يدافع عنها: الاحترام، الرفقة، الالتزام وخصوصا التواضع. لن اتمكن ابدا من نسيانكم، وكونوا متأكدين بأني اينما حليت سأستمر في الصراخ +الى الامام مدريد+".
وكان نادي العاصمة الاسبانية كتب في بيان بأن: "افضل حارس مرمى في ريال مدريد وفي تاريخ كرة القدم الاسبانية يبدأ مرحلة جديدة".
ويشكل هذا الانتقال المنتظر انعطافة تاريخية لريال مدريد الذي يحاول ضم الاسباني دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد الانكليزي.
وكان وكيل اعمال الحارس "الاسطوري" كارلو كوتروبيا ابلغ الصحافة الاثنين الماضي بوجود عرض من بورتو، مؤكدا ان كاسياس "مسرور به".
وقد تحدث كاسياس اليوم عن هذا الانتقال، قائلا: "هناك سببان جوهريان يقفان خلف انتقالي. الاول ناجم عن الرغبة التي ابداها الرئيس (جورج نونو بينتو دا كوستا) والمدير الرياضي انتيرو (هنريكه) والمدرب (الاسباني) خولين لوبيتيغوي، وقبل كل شيء بقية اعضاء الفريق".
وواصل "اما الثاني، فهو المودة التي شعرت بها من البرتغال منذ ان علم الناس بقدومي. كنت سعيدا وراضيا جدا بالطريقة التي شجعوني بها على القدوم. سأقوم بكل ما بوسعي لكي لا اخيب امالهم وسأقاتل بكل ما لدي للفوز باكبر عدد ممكن من الالقاب في فريقي الجديد".
صراع مع مورينيو
من المؤكد ان ما حصل يشكل خروجا من الباب الصغير و"حرقة في القلب" للحارس الرمز الذي يمتد عقده مع ريال حتى 2017 خصوصا انه اعرب مرارا خلال الاشهر الثلاثة الماضية عن رغبته في انهاء مسيرته في مدريد.
لكن يبدو ان الارتياح هو المنتصر بعد 3 مواسم صعبة على فتى حي موستوليس في ضاحية مدريد والحارس الذي احرز مع منتخب بلاده كأس العالم في مونديال 2010 في جنوب افريقيا، وكأس اوروبا مرتين (2008 و2012).
وبدأ نجم كاسياس مرحلة ما قبل الافول في موسم 2012-2013 حيث بدأ صراعه مع المدرب حينذاك البرتغالي جوزيه مورينيو الذي وضعه على مقاعد الاحتياط بعد ان اتهمه ب"خلد اوروبي" يفشي للصحافة ما يدور في غرف الملابس.
ووضع كاسياس في منافسة مع دييغو لوبيز المنتقل الى ريال مدريد، واصبح موضع سخرية واستهزاء من قبل جمهور ملعب سانتياغو برنابيو بسبب الهفوات والاخطاء غير العادية، فنزلت اسهمه الى الحضيض وكانت الذروة في مونديال 2014 في البرازيل حيث ظهر عليه عجز تام في المباراة ضد هولندا (1-5) ثم الخروج من الدور الاول وبالتالي فقدان اللقب.
سجل حافل
لكن هذه الاشهر من الشكوك والتشكيك يجب الا تحمل على نسيان سجل زاخر لصاحب الرقم القياسي في تمثيل بلاده دوليا (162 مباراة دولية)، خلال 25 عاما و16 موسما مع الفريق الاول في نادي العاصمة حيث حقق معه اكثر مما يتمنى اي لاعب تحقيقه.
واحرز كاسياس مع ريال 19 لقبا في جميع المسابقات منها 3 القاب في دوري ابطال اوروبا اعوام 2000 و2002 و2014، وبات في موسمه الاول (1999-2000) اصغر حارس يلعب اساسيا وهو في سن التاسعة عشرة و4 ايام في نهائي دوري ابطال اوروبا الذي انتهى بفوز فريقه على مواطنه فالنسيا 3-صفر.
ووضع الهدوء وردات الفعل السريعة والصحيحة والارتياح في التعامل مع المهاجمين الخصوم وجها لوجه كاسياس في مرتبة افضل حراس المرمى في التاريخ، وتشهد على ذلك فدائيته في استخلاص الكرة من على قدم المهاجم الهولندي اريين روبن في نهائي مونديال 2010 الذي فازت فيه اسبانيا 1-صفر بعد التمديد.
وبعد 5 سنوات من هذا التاريخ، لم يفقد كاسياس القدرة في كسب المواجهات الثنائية حيث قام باستعراضين نادرين امام بيلاروسيا في منتصف حزيران/يونيو (1-صفر) في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس اوروبا 2016 في فرنسا، في مباراة قد تكون الاخيرة له مع المنتخب.
وجاء في بيان النادي الملكي "بالنسبة الى ريال مدريد، هذا يوم اعتراف بالجميل.. في هذا الوداع ملايين الاحاسيس وذاكرة مثقلة بالامال والتضحيات والجهود والانتصارات. هنا صنع قائدنا اسطورته".
ورغم كل الخدمات الجليلة التي قدمها خلال مواسم طويلة، لم تسلم رأس كاسياس في مدريد، وهو قال اواخر ايار/مايو في تصريح لاذاعة كادينا سير "ريال يطلب الكثير. كل عام يطلب المزيد".
ويعتبر مصير كاسياس صدى لما لحق بالقائد السابق راوول غونزاليز الذي دفع دون رحمة الى الخروج من الباب ذاته عام 2010، وقبله ايضا مدرب المنتخب الحالي فيسنتي دل بوسكي الذي اقيل من منصبه عام 2003 رغم احرازه اللقب بحجة "تغيير الجلد والتشبيب" اي ضخ دم جديد في الجسم التدريبي.
خلافا لذلك، كانت الصورة في ملعب كامب نو مطلع حزيران/يونيو حيث اقام برشلونة مهرجانا عظيما لتمجيد قائده تشافي هرناديز الذي كان آخر انجاز له مع فريقه التتويج بدوري ابطال اوروبا.
أرسل تعليقك