"ريال مدريد" يفكر في التضحية بأبرز لاعبيه وعلى رأسهم رودريغيز وبنزيمة

يبحث قادة فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم التضحية ببعض لاعبيه الأساسيين وفي مقدمتهم خاميس رودريغيز، وإيسكو الاركون، وخيسي، وكريم بنزيمة، لاسيما بعد الهزيمة الموجعة التي تلقاها رجال زين الدين زيدان أمام أتلتيكو مدريد في الديربي.
وبدأ قادة ريال مدريد التفكير من الآن في الموسم المقبل، والقيام بثورة تصحيح، ولن تكون هذه المرة في مقاعد البدلاء بل في اللاعبين الأساسيين، حيث توجَّه أصابع الاتهام إلى نجوم الفريق بعد تراجع مخيف في مستواهم، وخلال الأيام الأخيرة أثيرت أنباء عدة بشأن مستقبل أبرز اللاعبين لاسيما مع تصريحات كريستيانو رونالدو المثيرة للجدل، والتي انتقد فيها المستوى الفني لزملائه، ويرى الكثيرون أن الفريق بحاجة لتجديد الدماء بعد الخروج الموسم الماضي خالي الوفاض واحتمال تكرار السيناريو ذاته هذا الموسم.

وأكد أحد المقربين من إدارة ريال مدريد، الصحافي الإسباني توماس جونزاليس مارتن، أن هناك نيّة من قادة النادي في القيام بثورة في الفريق الصيف المقبل، وقد تم اتخاذ هذا القرار قبل 3 أشهر وتحديدًا بعد الهزائم ضد برشلونة وإشبيلية وفياريال.
وتأكد بالفعل أن الفريق بحاجة إلى تجديد تشكيلته بعد خيبة الأمل أمام أتلتيكو مدريد، وستكون هناك ثورة من دون مغفرة، حيث أن قادة النادي الملكي يعترفون أيضًا بالتخطيط السيء من طرفهم بداية هذا الموسم بتشكيل الفريق، وعلى وجه الخصوص عدم التعاقد مع لاعبين ينافسون كل من كريم بنزيمة ومارسيلو على مركز أساسي.

ويرى رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، برفقة المدير العام خوسيه أنخيل سانشيز والإدارة الرياضية، أن الفريق يعاني من تراجع الأداء وتراجع الجانب الذهني، وأن هذه المشاكل المتراكمة لم تأتِ أخيرًا بل منذ بداية العام 2015 وتحديدًا بعد الهزائم التي تلقاها زملاء كريستيانو رونالدو أمام أتلتيكو مدريد، سواءً في كأس الملكي (2-0 و 2-2) أو 4-0 في ملعب فيسينتي كالديرون بالليغا، ولذك فقد قرر قادة النادي في حزيران/يونيو الماضي إقالة انشيلوتي وتعيين رافا بينيتيز، حيث كانوا يعتقدون أن المشكلة من المدرب وليس اللاعبين.
وجاء التعاقد مع بينيتيز بسبب أسلوبه التدريبي الحاد، حيث من المعروف عن المدرب السابق لأندية ليفربول ونابولي أنه يعتمد فقط على "الأجدر" في التشكيلة، ولكنه خيّب الآمال بطريقة لعبه الدفاعية وأيضًا طريقة تعامله مع اللاعبين، مما أدى إلى توتر العلاقة ليضطر الرئيس إلى إقالته وتعيين زيدان، وبالفعل كانت هناك نتائج إيجابية في الفترة الأولى للفرنسي، وأعرب اللاعبون عن سعادتهم وارتياحهم معه ولكن في المباريات المعقدة ظهر خلل، مما جعل من الواضح أن المشكلة ليست في المدرب بل من اللاعبين، على حد قول إدارة ريال مدريد.

واستنتج قادة ريال مدريد أن الفريق بحاجة إلى تغييرات جذرية، وهناك نيّة باستقطاب 5 أو 6 لاعبين من الطراز العالي، ومن المحتمل أن يغادر بعض من أبرز اللاعبين، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين تراجع مستواهم هذا الموسم.
وأحد المشاكل التي جعلت ريال مدريد لا يقدم المأمول أمام فرق المقدمة، عدم اللعب ككتلة واحدة، وهناك الكثير من اللاعبين غير قادرين على التضحية لاسيما في الجانب الدفاعي، وأيضًا يفتقر الفريق إلى قائد حقيقي داخل أرضية الميدان، ويشير الصحافي الإسباني إلى أن بعض من قادة ريال مدريد ذكروا مثال تشابي الونسو اللاعب الحالي في بايرن ميونيخ الألماني، وأن الأخير كان مثالًا لقائد من دون شارة.. يصرخ ويقود زملاءه، ومن جهة أخرى يفتقد الفريق إلى لاعبين يشعرون بقيمة القميص الذين يحملونه، ويرون أن التعاقد مع لاعبين أجانب يجعل من الصعب استيعاب ما يعنيه ارتداء القميص الأبيض.

وهناك عدة أسماء على الطاولة لدى قادة ريال مدريد، ولكن أبرز الأسماء المتداولة هي لبول بوغبا نجم يوفنتوس الإيطالي، ودافيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي، وروبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، وإيدين هازارد نجم تشيلسي، ومن المتوقع أن ينضم إليهم لاعبون أمثال بورخا مايورال مهاجم الفريق الثاني (الكاستيا) بالإضافة إلى استرجاع بعض المواهب المعارة مثل ماركو اسينسيو جناح إسبانيول وفاييخو مدافع سرقسطة.
وأعرب زيدان لإدارة ريال مدريد عن رغبته في ضمّ كل من بوغبا وليفاندوفسكي، ولكن أولًا يسعى النادي إلى تسوية موضوع رحيل اللاعبين وبعدها إعطاء الضوء الأخضر لقدوم الجدد، وفي الوقت الراهن فإنه من المبكر إعطاء لائحة للاعبين المرشحين للرحيل، ولكن الرمق الأخير من الموسم سيعطي صورة واضحة لقادة النادي وسيحدد القائمة.

وعلى حد قول المصدر ذاته، فإن كل أصابع الاتهام لدى إدارة ريال مدريد موجهة تحديدَا إلى خاميس رودريغيز وإيسكو الاركون وخيسي، وكريم بنزيمة الذي يعتبر من المرشحين للرحيل لاسيما حال قدوم ليفاندوفسكي.
وسيكون زيدان المكلف بإصلاح الفريق، ولكن قبل ذلك سيكون أمام تحدٍ وهو كسب استمراريته لبدء تنظيف غرفة خلع الملابس، وسيستمر المدرب الفرنسي في حالة على الأقل الوصول إلى الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا وإنهاء الدوري في المركز الثاني أو الثالث، وقد قرر فلورنتينو بيريز برفقة المدير العام خوسيه انخيل سانشيز، أن يكون زيدان من يقود إعادة هيكلة الفريق للموسم المقبل.
وسيتم التشاور مع زيدان بشأن التعاقدات في حالة استمراره، وأن المدرب الفرنسي على علم بأن استمراره في الفريق ليس مضمونًا، وهو ما أكده في المؤتمر الصحافي بعد الهزيمة أمام الأتلتيكو، ويلقي قادة النادي اللوم على الفرنسي بسبب عدم وجود صرامة مع نجوم الفريق، والذين لا يمتثلون إلى بعض تعليماته في التضحية الدفاعية لاسيما مع لاعبين نجوم.