وجّه جوزيه لويس كاستيلو ودييغو كوراليس لبعضهما لكمات بشكل وحشي من أجل حصد لقب بطولة الوزن الخفيف حتى الجولة العاشرة، والتي شهدت بدايتها إسقاط كاستيلو لخصمه مرتين.
وفي الوقت الذي بدا فيه كوراليس منهزمًا، استطاع العودة مرة أخرى إلى المباراة وتقديم أفضل رجوع للمواجهة شهدتها الرياضة.
وكان ينبغي أن يحتفل كوراليس في هذه الأيام ببلوغه (38 عامًا)، وذلك برفقة زوجته إلى جانب قضاء اليوم مع والدته ووالده واثنين من أشقائه، كما كان ينبغي أيضًا أن يحتفل بمسيرته في رياضة الملاكمة على مدار 11 عامًا خاض خلالها 45 مواجهة، ولكن بالطبع لا يمكن حدوث ذلك بعد أن قتل في حادث سير على دراجته البخارية منذ ما يقرب من ثمانية أعوام في لاس فيغاس.
وتأثر كوراليس خلال طفولته بأعمال العنف التي كانت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة العصابات في شوارع أوك بارك الواقعة في ساكرامنتو، وبعد رحيل والده العنيف والمسرف في شرب الخمر تولت والدته أولجا وكذلك راي وودز الذي كان بمثابة والده الحقيقي تربيته هو وأشقاءه إستيبان وداري.
وتقلد وودز إدارة "البوكسينغ" في الدوري الرياضي لشرطة ساكرامنتو، وأصبحت الصالة الرياضية لممارسة "البوكسينغ" في ذلك الوقت مكانًا يخرج فيه كوراليس "شيكو الصغير" ما لديه من غضب وطاقة زائدة مع أقل الأضرار الجانبية، ولم يكلفه الكثير من الوقت حتى يحصل على ألقاب ، حيث تمكن من حصد لقب سوبر الريشة من الخصم الذي كان لا يقهر حينها وهو روبرتو غارسيا عندما كان يبلغ فقط من العمر (22 عامًا).
ووقع كوراليس في أوائل عام 2001 على اتفاق لمواجهة بطل مجلس الملاكمة العالمي آنذاك فلويد مايويذر، الذي كان في العمر والوزن نفسه.
وسقط كوراليس أمام منافسه في هذه المباراة لخمس مرات قبل أن يلوح وودز باستخدام فوطة بيضاء من أجل إنقاذ ابنه من نفسه، وبعد هذه المباراة أصبحت تصرفاته عنيفة مع زوجته الحامل ماريـا ما استتبع إدراجه في إصلاحية.
وعلى جانب آخر ولد كاستيلو في إيمبالمي الواقعة في سنورا بالقرب من ساحل خليج كاليفورنيا، وكان يطلق عليه اسم "تيمبيل" حيث استطاع التغلب على 17 من إجمالي 18 منافسًا في وزن الريشة حينما كان لا يزال في سن المراهقة.
وكان كاستيلو بالرغم من تلقيه الهزيمة في بعض المواجهات حينما بلغ من العمر (24 عامًا) أفضل مكسيكي في أي وزن أقل من 140 باوند.
وأدهش العالم في حزيران / يونيو عام 2000، بحصوله على حزام مجلس الملاكمة العالمي "WBC" من المصنف ستيف جونسون، وبتغلبه على خوان لازكانوا وجويل كاسامايور وجوليو دياز في مواجهات متتالية ما بين عامي 2004 و 2005، اعتلى كاستيلو قمة أفضل لاعبي العالم.
وأصبح وزن كوراليس بعد قضاء عقوبته داخل السجن كبيرًا ولكنه اتجه إلى الصالة الرياضية لاستعادة لياقته مرة أخرى وتمكن من تحقيق الفوز في أربع مواجهات في أقل من خمسة أشهر، ثم اصطدم بعدها بالكوبي كاسامايور في مباراة عانى خلالها الثنائي ولكن تم إنهاؤها من قبل الطبيب على إثر الإصابة التي تعرض لها كوراليس وأحالت دون استكمال المباراة.
وعكس كوراليس النتيجة بالفوز بعد خمسة أشهر خلال إعادة المباراة، وبدلًا من الحفاظ على الفوز بحزام وزن 130 باوندًا ذهب لمواجهة الملاكم اشيلينو فريتاس الذي لا يقهر على وزن 135 باوندًا، واستطاع كوراليس إسقاطه في الجولات الثامنة والتاسعة والعاشرة.
وكان دييغو كوراليس على موعد لمواجهة خوسيه لويس كاستيو، على لقب "سينكو دي مايو" عام 2005 في لاس فيغاس، وسيطرت حالة من الترقب قبل الجرس الأول، ورافق الأسطورة المكسيكي خوليو سيزار تشافيز الملاكم كاستيلو، في حين شوهد فريتاس ضمن الحشود المؤيدة للملاكم كوراليس.
وبدا على الملاكم الأميركي كوراليس بأنه يواجه صعوبات ومتاعب كثيرة خلال اللقاء بعد اللكمات القوية التي تلقاها من منافسه المكسيكي كاستيلو، الأمر الذي جعله يذهب باتجاه الحبال قبل الخروج من الحلبة، وبالرغم من ذلك لم تخلو الجولة المفتوحة من المفاجآت حينما استطاع كوراليس التغلب على جميع المصاعب التي كان يواجهها في اللقاء والعودة مرة أخرى إلى المنافسة وتوجيه اللكمات لخصمه.
وتلقى كاستيلو إصابة قوية من إحدى اللكمات القوية خلال الجولة الثالثة، كما ظهر جرح غائر أعلى عينه اليسرى خلال الجولة الرابعة ما قد يستتبع معه إيقاف المباراة من الجولة الخامسة في حال أن استمر النزيف مع اللجوء إلى بطاقات الأداء.
وتمكن كاستيلو من الفوز بالجولة السادسة بعد التراجع في أداء كوراليس الذي عاد مرة أخرى إلى المنافسة في الجولة السابعة على الرغم من الإصابة التي لحقت به في عظام وجنته مهددة بإغلاق عينه اليسرى، ومع تضاؤل الرؤية لديه بصورة مفاجئة إلا أنه وجه لكمة قوية إلى كاستيلو أثرت على إدراكه.
واستمر السجال العنيف بين الملاكمين خلال الجولتين الثامنة والتاسعة جعلت جميع من يشاهدوا هذه المباراة في حيرة من أمرهم عما سوف تؤول إليه، ومع بدء الجولة العاشرة كانت الرؤية من خلال العين اليمني لدى كوراليس تضاءلت هي الأخرى، ومع تلقيه لكمة قوية سقط على ركبتيه وبصق درع اللثة ولكنه تحامل واستطاع النهوض مرة أخرى حينما وصل الحكم في عده إلى الرقم ثمانية.
وأخذ مدرب كوراليس يبذل قصارى جهده من أجل إنعاش الملاكم لثوانٍ إضافية، في الوقت الذي كان ينظر إليه كاستيلو باعتباره انتهى، وبعد عشر ثوانٍ إضافية سقط كوراليس مرة أخرى إثر تلقيه للكمتين، ولكنه استعاد مرة أخرى قوته وشحذ طاقته ومن ثم وجّه لكمة قوية بيده اليمني تسببت في إحداث هزة للملاكم كاستيلو الذي اتجه نحو الحبال وبقي لمدة دقيقتين وست ثوانٍ ولم يستطع استكمال المباراة، ما يعني بذلك فوز كوراليس بالمباراة التي تعد تاريخية وشهدت عودة أكثر من استثنائية.
أرسل تعليقك