كيفية التعامل مع انعدام الحافز والاحباط عند المراهقين
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

كيفية التعامل مع انعدام الحافز والاحباط عند المراهقين ؟

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - كيفية التعامل مع انعدام الحافز والاحباط عند المراهقين ؟

الاحباط
القاهرة – العرب اليوم

ما الذي حدث لذلك الطفل الذي كان بالأمس فضولياً، متلهفاً للتعلم والاكتشاف، ملتزماً ومجتهداً... ليتحول فجئتاً إلى مراهق كسول مكتئب ومنعزل عن كل ما يمكن من تثقيفه وزيادة وعيه وكذا تربيته، رافضاً لبذل أي مجهود، ومتجنباً لأي نوع من المساعدة عائلية كانت أم خارجية...؟

يبدو أن شيئا ما ناقص! ربما هو الحماس أو الحافز أو حتى الدافع للحياة بشكل عام. في المدرسة يقول إنه يهدر وقته لأنه لا يتعلم أي شيء لكن حذار من النوايا الخفية. إذ قد يكون السبب الحقيقي وراء حالته هذه وتجنبه لبذل أي مجهود هو الخوف من مواجهة تحديات جديدة بل والفشل فيها.

ومع ذلك فان الافتقار للحافز من الأشياء التي يتعرض اليها كل المراهقين باختلافهم في فترة ما من مراهقتهم، وبالرغم من كونها مرحلة انتقالية إلا أنها لا تخلو من العواقب التي قد تأتر بشكل واضح على حياتهم بشكل عام كالتأخر في التعلم، وفقدان عادة العمل المستمر والانضباط، والوقوع في دوامة الفشل والرسوب ناهيك عن خطر النفور من الدراسة.

إلا أنه يمكن اعتبار هذه المرحلة السيئة كـحق جائز وممنوح للمراهق على شرط أن تُأطر في حوار مفتوح بين المراهق و والديه تجنباً لأي إدانة أو عواقب حقيقية يمكن ان تلحق به في المستقبل.
المراهقة والتحفيز, كفاح يومي :

الأمر مختلف عندما يقع المراهق في الإحباط. في سن التي يكون معرض فيها للتأثيرات الخارجية والحاجة إلى الاستقلال الذاتي وبناء ثقة النفس ورغبته بالتسكع مع أقرانه فقط، الشيء الذي يضع المراهق تدريجيا في خطر الانعزال الذي سيؤثر حتما على حياته.

لذلك يجب على الوالدين مراقبة هذه الحالة والعلامات الدالة عليها كرفض الحوار والتهكم والاستفزاز وحالة التثبيط والتوقف عن ممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية المفضلة والرغبة في الكف عن فعل أي شيء والشعور بالتعب المزمن والانغلاق على الذات.

في المدرسة متلاً، ومع تزايد المسؤوليات الدراسية، يُبطل المراهق العلاقة القائمة على المشاركة، كابحا بذلك جزءا من نفسه الواعي مما يقتل فيه روح المنافسة والتعلم. بعدئذ يصبح من الصعب إيقاف الاحباط الذي يعاني منه المراهق الذي يزداد بمرور الوقت.

حيت يؤكد اخصائي التربية السلوكية للأطفال والمراهقين أن كثيرون من المراهقين يعانون من مشكل فقدان الحافز.
 
وهنا يُطرح السؤال: كيف يمكن مساعدة المراهقين على استرجاع الحافز للمضي قدماً؟
أسباب شخصية :

الحديث عن أزمة المراهقة ليس كافياً. يجب الانتباه إلى الأحداث التي يعيشها ابنك المراهق سواء ما يتعلق بالمناخ أو حدث عائلي خاص، صراع بين الأصدقاء، اضطراب في حياته العاطفية، الإفراط في تهويل حدث سلبي، تسلسل درجات دراسية سيئة، تحريف أقوال مسؤول مدرسي... حدث طفيف يكفي في بعض الأحيان، كما لو أن ابنك المراهق ينتظر هذا الحدث ليدخل في حالة الخمول والكسل وفقدان الرغبة في العيش والاستمرار.

اطلبي منه أن يحدد السبب المحتمل لتغير تصرفاته، مشيرة لأهمية وجود الثقة في الحوار، لكن دون محاولة الإجابة مكانه إذ قد يرى في إجابتكِ نوعاً من التعسّف والكذب، في المقابل لا تتردّدي في التعبير عن استعدادك للاستماع إليه بتمعّن في ظل حالته التي لا تخلو من انعدام مستمر للحوافز وضرورة تحذيره من العواقب.
خصوصية انعدام الحافز الدراسي:

أيكفي لابنك المراهق أن يرغب في الدراسة لكي يدرس بالفعل؟ نعلم جميعاً نعلم بأن الدراسة تشكل تحدي كبير ملقى على عاتق المراهق خاصة مع مروره بهذه المرحلة الانتقالية من جهة نجد توقعات الآباء المبالغ فيها ومن جهة أخرى نجد وسائل الإلهاء والمتعة الفورية المقنعة للغاية التي يستعملها العالم التجاري لتأثير على المراهقين.

مما يضع المراهق في حيرة بين رغبته في الاستمتاع وعدم المبالاة وتحمل أي مسؤولية وبين نظرة والديه له وتوقعاتهم.

كما قد يكون وراء انعدام الحافز الدراسي أسباب شخصية. كأي نشاط آخر قد يلتمس تجاوز الذات، فإن دوافع التعلم مرهونة بطبيعة الشخص، بتاريخه، بإرثه العائلي، وبطريقة إدراكه لحياته ومحيطه. هكذا، وعلى سبيل المثال فإن المراهقون ليسوا سواسية أمام الخوف من الفشل، ففي غالب الأحيان يفضلون ذَمّ العمل والجهد على مواجهة احتمال حكم أقرانهم وآباءهم بعدم أهلية مهاراتهم وقدراتهم.

لذا يظل الحل الوحيد والناجع مرتبط بالحوار البناء لوضع اليد على مكامن الخلل.
اختاري وتحلي الصبر :

في مواجهة انعدام الحافز الذي يعيشه ابنك المراهق فإنه من المغري استعمال السلطة الجزرية التي يمكن أن يطبقها الآباء، إلا انه في هذه الحالة وأكثر من أي وقت مضى قد ينطوي المراهق على فشله ليختبئ وراء الازدراء والمتع سهلة المنال التي قد تنسيه إحباطه، لذلك إلزمي الصبر ولا تأخذيه على محمل شخصي، بل اطلبي منه استثمار طاقاته وقدراته الإبداعية مبررة ذلك بالثقة الذي تضعين فيه والحنان الذي تكنين له، إذ أن المراهق، ولو علم أن مطالبك في محلها وتصبّ لمصلحته فإنه لن ينصاغ إليها إذا استعملت الطريقة الجزرية.
الحذر واجب :

إذا رأيت أن ابنك المراهق يغرق حتميا في الفراغ دون إيجاد وسيلة أو ظهور ذلك الاندفاع الذي طال انتظاره، فلا تخافي من اقتراح مساعدة خارجية " باللجوء الى اخصائي نفسي وسلوكي". من المحتمل أن يرفض الفكرة في البداية لكن استحضري الأمر على أنها تجربة للخوض ولا أحد سيجبره على الاستمرار إذا ما قرر التوقف وأنه يجب المحاولة قبل الحكم عليها بالفشل.

قد يكون أول المتفاجئين من فائدة ومتعة هذه التجربة وان لا شيء فيها يدعو للخوف او القلق فكلنا نمر من أوقات نحتاج فيها لمصاحبة ومساعدة نفسية مقدمة من طرف الاخصائيين. 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيفية التعامل مع انعدام الحافز والاحباط عند المراهقين كيفية التعامل مع انعدام الحافز والاحباط عند المراهقين



GMT 19:57 2021 الأربعاء ,29 أيلول / سبتمبر

فوائد الأطعمة السوداء لجسم الانسان

GMT 05:55 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

أفضل الوجهات السياحية للمغامرات في 2021

GMT 05:53 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

أفضل مناطق الجذب السياحي في هولندا

GMT 05:52 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

أفضل 10 مطاعم سياحية في جنيف

GMT 05:48 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

أفضل وجهات سياحية في فالنسيا 2021

GMT 05:46 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

أفضل الوجهات السياحية للعائلات في 2021

GMT 02:39 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

أفضل 10 مدرجات هبوط في المطارات لعام 2020

GMT 02:38 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

أفضل أماكن الإقامة العائلية في نابولي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab