محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات

محطات التزلج
غرونوبل - أ.ف.ب

تضطر محطات التزلج الى التكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات على صعيد سماكة الثلوج او عدم انتظام إن  لم يكن غيابها الكامل.

ويمر هذا التكيف مع تنويع النشاطات المقترحة على رواد هذه المحطات في الجبال المتوسطة الارتفاع (حوالى 1300 متر) حيث يتوقع العلماء "تفاوتا سنويا كبيرا" في تساقط الثلوج.

ومنذ الستينات، عرفت جبال الالب  الفرنسية تراجعا نسبته 30 % في كميات الثلوج على ثلاثين عاما فيما ارتفعت الحرارة فيها 1,6 درجة مئوية على ما يفيد المرصد المحلي لتأثيرات التغير المناخي.

ويوضح تييري لوبيل مدير مختبر دراسات التحولات في المتساقطات والبيئة في غرونوبل في قلب جبال الالب ان "العقود المقبلة ستشهد تغيرا في المتساقطات والثلوج وفي طبيعة الانهيارات الثلجية".

- تنويع النشاطات -

في دروزان-لو-مون وهي محطة عائلية صغيرة في منطقة اوت-سافوا تقع على ارتفاع 1250 مترا، استعادت البلدية استثمار المحطة العام 2013 وباشرت خطة لتنويع النشاطات لعدم الاعتماد على التزلج فقط.

ففي منحدرات التزلج التي يصل عددها الى عشرة تقريبا في هذا المجمع ازيلت قاذفات الثلوج ومصاعد التزلج الكهربائية فيما عادت الطبيعة لتبسط فراشها. وقبالة هذه المنحدرات التي يفترض ان يقام عليها مدرج للزحافات الثلجية والتزلج بمساعدة احصنة او كلاب او الراكيت، باتت الفنادق شبه خالية.

ويقول فرانك فيرنيه المساعد الاول في بلدية بيو (600 نسمة) التي تدير المحطة حيث تراجعت اسعار العقارات "لم نفتح منذ ثلاثة مواسم. لم يعد الامر مربحا. لن نتخلى عن التزلج لكننا نريد ان نجذب الناس بطرق اخرى. والا قضي علينا".

وهذا ما حصل العام 1993 مع محطة سانت-انوريه الواقعة على ارتفاع 1500 متر في منطقة ايزير. وقد اطلق هذا المشروع في الثمانينات ويمكنه ايواء 1400 شخص وقد اوقف بسبب النقص في الثلوج ومشاكل اقتصادية. وبقيت المحطة مدينة اشباح لفترة طويلة مع ابنيتها المهجورة الا انها تخضع حاليا لاعادة تأهيل.

- مواسم اقصر -

وهذا الوضع لا يقتصر على منطقة الالب. ففي السويد قد يؤدي ارتفاع الحرارة المتوقع بسبع درجات بحلول العام 2100 الى تقلص موسم التزلج بشهرين اعتبارا من العام 2050 على ما تفيد هيئة الارصاد الجوية الوطنية. وفي منطقة داليكارلي اضطرت سبع محطات تزلج صغيرة من اصل حوالى ثلاثين الى اقفال ابوابها اعتبارا من العام 2008 لانها لم تعد قادرة على تحمل كلفة قاذفات الثلوج.

وتفيد الجمعية السويدية لمحطات التزلج انه منذ ثلاثين عاما يمكن ل80 % من هذه المحطات الواقعة على علو متدن ان تعمل بفضل الثلج الاصطناعي. وتقع محطة اريه التي يتردد اليها اكبر عدد من المتزلجين على ارتفاع يقل عن 1300 متر وهي استقبلت بطولة العالم للتزلج العام 2007.

وفي فرنسا تفيد شبكة جبال الالب (ادوك الب) ان الموسم قد يخسر شهرا اعتبارا من العام 2040 وشهرين ونصف الشهر بحلول العام 2080.

وبانتظار ذلك تتخذ سلسلة من الاجراءات العملية منذ العام 1990 للتخفيف من وطأة نزوات المناخ.

ويوضح بنجامان بلان وهو مدير منحدرات تزلج في منطقة سافوا "نأخذ اكثر في الاعتبار التعرض للشمس ونقيم المدرجات على منحدرات اخرى تكون بمنأى عن التيارات الهوائية القوية ونستخدم الثلج الاصطناعي لندعم الثلج الطبيعي".

وتستخدم هذه المحطة وهي الاعلى في اوروبا على ارتفاع 2300، خلال السنة الراهنة برمجية "جي بي اس" لتحديد المواقع التي تتلقى اقل كمية من الثلج واتخاذ الاجراءات المناسبة مقتصدين بذلك "20 % من استهلاك المحروقات".

- تغطية الكتل الجليدية؟ -

وتقول بطلة العالم السابقة في التزلج فابيان سير (59 عاما) ان المحطات الواقعة على علو مرتفع "ستكون الرابح الاكبر" مع تطور المناخ لكن السؤال يبقى "ما كلفة ذلك على الزبائن؟"

وتقول "في الثمانينات كنا نتدرب على علو متدن على ارتفاع 2400 متر حتى في تموز/يوليو. اليوم الكثير من الشباب المشاركين في البطولات ينتقلون الى اميركا الجنوبية".

فالكتل الجليدية تتراجع في الالب ايضا ومعها التزلج الصيفي. وتفيد شبكة "ادوك الب" ان كتل الجليد خسرت 26 % من مساحتها واكثر من ثلث حجمها منذ 40 عاما.

ويقول تييري لوبيل بحسرة "مع ارتفاع الحرارة بدرجتين او ثلاث درجات ستختفي الكتل الجليدية الواقعة على اقل من ثلاثة الاف متر".

وتؤثر طوبوغرافيا المنطقة والتعرض للشمس على ذلك. يضاف الى ذلك استثمار الكتل الجليدية على ما يؤكد بنجامان بلان مشيرا الى ان منطقته اغلقت كتلتها الجليدية قبل عشر سنوات لحمايتها.

ويوضح "نسبب الانهيارات الثلجية لضمان سلامة المدرجات الواقعة تحتها. لكن ذلك يزيل الثلوج التي تغذي هذه الكتل".

ويقترح البطل الاولمبي في التزلج فريدريك شابو المعتاد على التدريبات على الكتل الجليدية تغطيتها بشوادر "كما يحصل في سويسرا وايطاليا" لابطاء ذوبانها في الصيف.

الا ان تييري لوبيل يرى في هذا الاقتراح "حلا محليا ويائسا يساهم فقط في تأخير الاستحقاق: يجب ان نعمل على خفض انبعاثات الكربون".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab