واشنطن ـ وكالات
شهد العام الماضي تناميا عالميا كبيرا في عدد السياح الذين ينزلون أثناء أجازاتهم وسفرياتهم لدى سكان مختلف المدن التي يزورونها أي داخل بيوتهم بدلا من النزول في الفنادق الأمر الذي ظهر أيضا في العاصمة التشيكية براغ حيث ارتفقت إقامات الأجانب لدى سكانها بنسبة 300%.
يقول القائمون على هذا النوع من السياحة بان من الأسباب الأساسية في ارتفاع عدد السياح الذين يفضلون النزول في بيوت سكان العديد من عواصم ومدن العالم هو الأزمة الاقتصادية العالمية من جهة والتوق لدى الكثير من الناس للتعرف على العادات المحلية وثقافات سكان مختلف المدن لان الإقامات في الفنادق لا تقدم لهم هذه الفرصة لأنها متشابهة عمليا في مختلف أنحاء العالم.
كانت فكرة تنظيم عملية نزول السياح الأجانب في بيوت مواطني الدول الأخرى قد ولدت على يد ثلاثة رجال من سان فرانسيسكو في عام 2008 على أساس خلق سوق افتراضي يضع فيه الناس المهتمون باستضافة الأجانب لديهم لعدة أيام إعلانات لديها فيما يقوم الباحثون عن ذلك بالحجز فيها باعتبارها أسهل وارخص من الفنادق إضافة إلى أنها تتيح للطرفين التعرف على بعضهم وإنشاء صداقات بينهم. وتعمل الشركة التي أسسها الأصدقاء الثلاثة في سان فرانسيسكو وتحمل اسم Airbnb عبر موقع يتضمن الخدمات المعروضة بأربع وعشرين لغة في أكثر من 35 ألف مدينة تتوزع في 192 دولة .
وتقول العاملة في الشركة لينا سونيشين بان الشركة لديها الآن في عرضها في براغ لوحدها 1500 مكان سكني وان زيارة الأجانب لهذه الأماكن في براغ ارتفعت العام الماضي بنحو 300 بالمئة فبدلا من 4800 زائر حل في بيوت البراغيين عبر هذه الشركة 21000 أجنبي أما عدد التشيك الذين استخدموا هذه الخدمة وسافروا إلى الخارج عبرها فقد ارتفع بنسبة 317 بالمئة عما كان عليه الوضع في عالم 2011 .
وتمتلك السيدة فيرونيكا شيبوفا تجربة في مجال استضافة الأجانب في بيتها في براغ حيث تقول لقد أسكنت أكثر من 30 ضيفا أجنبيا وجميعهم كانوا لطيفين ومؤدبين وبعضهم لا تزال على تواصل معهم عبر الانترنت .
وتضيف أن أحدهم كان مسرورا في الإقامة عند عائلتها إلى درجة انه أرسل لها لاحقا طردا بريديا يتضمن حاويات لذيذة من صقلية موضحة أنها في علاقاتها مع الزوار كانت تتفق معهم مسبقا على المكان والزمان الذي سيحضرون فيه وانه عندما كان لديها الوقت الكافي كانت تنتظرهم في المطار أو في محطة القطارات وتنقلهم إلى مكان السكن. وعلى خلاف ما يتم في موضوع الفنادق حيث تنتهي الأموال التي يصرفها الزوار في خزائن هذه الفنادق فان الإنفاق الذي يحصل في هذه المجال يتجه إلى ما يسمى بالاقتصاد التشاركي أي يحصل عليه الناس الذين يستضيفون الأجانب لديهم إضافة بالطبع إلى الشركة الأميركية الوسيطة التي تأخذ 3% من السعر المدفوع من المضيف و13 بالمئة من الزائر .
ويعترف القائمون على هذا النوع من الخدمات بوجود بعض المحاذير في هذا الأمر على الرغم من أنها خلقت 40 وظيفة أمنية لمتابعة هذا الأمر والحد من المخاطر المتأتية منها غير أن الأجانب لا يزالون يستخدمون هذا النوع من السياحة فيما لا يزال سكان المدن يستضيفون الأجانب في بيوتهم. ويتم العمل بهذا النوع من السياحة عن طريق الشركة الوسيطة التي تقوم لاحقا بتأمين التواصل المباشر بين السائح وأصحاب المنزل الذي سينزل فيه .
ويقوم المسافر أو السائح باختيار المكان الذي يريد الإقامة فيه من خلال موقع الشركة ومن ثم يرسل رسالة يسأل فيها عن إمكانية الإقامة في هذا البيت أو المنزل ثم يقوم بعملية الحجز التي يتم تأكيدها خلال نهار واحد من قبل صاحب المنزل أو البيت الذي سيستضيفه ويتم تسديد المبلغ المتفق عليه عبر التحويل المالي إلى حساب الشركة التي تحتفظ بالمبلغ لمدة 24 ساعة بعد وصول السائح إلى مكان الإقامة ومن ثم تحول المبلغ إلى صاحب السكن.
وتقوم الشركة قبل توجه السائح إلى مكان الإقامة بإرسال معلومات كافية عنه إلى صاحب السكن تتضمن صورة له وتقريرا عن وضعه ويقرر صاحب السكن على أساس ذلك فيما إذا كان سيقبله أم لا ثم يصبح الأمر من اختصاص صاحب السكن ولاسيما بشأن كيفية استضافته للسائح ونوع الفطور الذي يعرضه له ونوع البرنامج الذي يمكن أن يحضره له إذا أراد، ولضمان أفضل خدمات ممكنه واستبعادا للمشاكل المستقبلية يقوم الطرفان أي الزائر والمضيف بتقديم تقريرين منفصلين إلى الشركة الأميركية يقدمان فيهما ملاحظاتهما وتقييمها لما جرى لهما الأمر الذي يساهم في تحسين الخدمات لاحقا ضمن هذه الخدمة
أرسل تعليقك