عمان ـ بترا
تنتشر حاليا المطاعم الانتاجية المنزلية لإعداد وبيع الوجبات التي أصبحت تنافس العديد من المطاعم في تجهيز الوجبات والحلويات وتروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال المعارف .
مواطنون يؤكدون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ضرورة فرض رقابة على المطاعم المنزلية التي بدأت تنتشر بشكل كبير لإعداد وبيع الوجبات المنزلية دون ترخيص أو رقابة خاصة ان هذه الوجبات تعد حسب الطلب وباسعار معقولة .
يقول المواطن عامر محمود ان اعداد الوجبات المنزلية يحتاج إلى مهارة عالية لكسب الزبائن مؤكدا ضرورة ان تخضع الى الاشتراطات الصحية اللازمة من قبل الجهات المعنية بالصحة والسلامة العامة على الغذاء .
فاطمة خليفات تنوه بان الكثير من صديقاتها وجاراتها يعملن في هذه المهنة لما تدره من أرباح , واستطعن خلال فترة وجيزة كسب ثقة الزبائن ، اذ يلجأن لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج للأطعمة والحلويات التي يقمن باعدادها او من خلال معارفهن .
وتؤكد ضرورة الالتزام باشتراطات الصحة العامة، اذ ان المطاعم المرخصة تخضع للرقابة وتحرر بحقها المخالفات في حال ارتكاب الاخطاء ومخالفة الاشتراطات الصحية مشيرة الى انه اذا تحوَّل مطبخ المنزل إلى مطبخ كبير لإعداد مئات الوجبات يوميا، بهدف تحقيق مكاسب مادية بغض النظر عن جودة المواد المستخدمة، أو نظافة المكان والأدوات، والشروط الصحية فانه سيؤدي الى الاضرار بالصحة العامة ومنها التسمم ودخول المستشفى .
احدى المواطنات ممن يشترين من المطاعم المنزلية – منى خليفة – تقول انها تقوم بشراء الحلويات والكعك من احد المطاعم المنزلية بعد مشاهدتها لمكان اعداد الطعام ، حيث تتأكد بانه يتوفر فيه شروط النظافة والصحة العامة .
وترى ان السيدات اللواتي يلجأن الى مشروعات الوجبات المنزلية يهدفن من وراء ذلك الى اشغال اوقات فراغهن أو ممارسة هواية الطبخ ، إضافة إلى المردود المالي .
ام برهان الاسكندراني احدى العاملات في هذا المجال تشير إلى أنها تقوم باعداد الوجبات المنزلية والحلويات المتنوعة , وهناك إقبال على الشراء من قبل زبائنها المعروفين والمعتمدين لديها ، وهو ما شجعها على مواصلة عملها في هذه المهنة .
وتقول ان مشروع الوجبات المنزلية عزز من ثقتها بنفسها وقدراتها عند مشاهدة ردود فعل زبائنها والثناء على عملها مشيرة الى نجاح تجربتها , كما تحرص على الاهتمام بنظافة مطبخها والمواد المستخدمة في إعداد الطعام، وطهي الوجبات بشكل آمن وصحي موضحة ان ما تقوم باعداده في المنزل يختلف عما يتم بيعه في الأسواق، من ناحية العبوات والتغليف.
وتشير الى قيام بعض زبائنها بزيارة منزلها للتأكد من نظافة المطبخ وكيفية اعداد الطعام , مضيفة انها تقوم باعداد الوجبات المنزلية والمعجنات والمخللات وجميع الاصناف بمفردها , وان عائلتها شجعتها على تنمية موهبتها والاستمرار في مشروعها .
مديرة فريق الشبكات بصندوق المرأة برهان العبادي تقول ان الصندوق أنشأ مطبخا انتاجيا في محافظة اربد العام 2010 وتم تسليمه لعدد من السيدات العام 2012 بعد اخضاعهن لدورات تدريبية لمدة عامين على كيفية اعداد الطعام وتغليفه ومطابقته لشروط الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء .
وتضيف ان العديد من السيدات يلجأن الى هذه المهنة مشيرة الى انه وفي حال رغبت احداهن بتلك المهنة عليها مراجعة الصندوق للمشاركة في مثل تلك الدورات والحصول على تمويل لافتتاح مشروع خاص بها يمكنها من عرض منتجاتها في البازارات ومتابعتها .
مديرة دائرة الرقابة الصحية بامانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات تقول ان هذه المشروعات (المطابخ المنزلية ) ممنوعة من قبل الامانة ومؤسسة الغذاء والدواء وتعتبر مخالفة في الدعاية والاعلان او المزاولة , مضيفة ان هناك تعليمات للعمل داخل المنزل محددة بشروط في امانة عمان وان دائرة المهن فيها مسؤولة عن اصدار الرخص .
ويقول رئيس قسم التراخيص بامانة عمان المهندس حسين الخطيب ان هناك تعليمات ترخيص ممارسة المهن في المنازل رقم 20 الصادر في الجريدة الرسمية في الثاني من كانون الثاني من العام 2012 تقضي بمنح الرخص ل 48 مهنة من ضمنها رخص المهن المنزلية , وهناك شروط محددة للحصول على الرخصة ونموذج معد لهذه الغاية مؤكدا ضرورة الحصول على الرخصة لحماية من يقوم باعداد الوجبات قانونيا .
ويقول ان المادة الرابعة من التعليمات تنص على اشتراطات اعتماد المهن للعمل من داخل المنزل والتي تتضمن : ان لا تتطلب ممارستها استخدام معدات ، او القيام بعمليات تصنيع او انتاج او تقديم خدمة من شأنها احداث ضجيج ، او اهتزاز ، او وهج ، او دخان ، او غبار ، او رائحة او تأثير كهربائي او مغناطسي ، وان لا يكون لها تأثير سلبي على الجوار.
كما تتضمن ان لا تستخدم او تنتج مواد خطرة مثل المواد القابلة للاشتعال والمواد المتفجرة والمواد السريعة الاشتعال ، والمواد المشعة ، والمواد السامة وان لا تكون ذات تأثير سلبي على الصحة او السلامة العامة ، كتلك التي تتعلق بإنتاج او تصنيع او تحضير او معالجة او تعبئة او تغليف او تجهيز او نقل او حيازة او توزيع او عرض او بيع او تقديم المواد الدوائية او المستلزمات الطبية وان لا تستخدم او تنتج او تتطلب استخدام معدات او عملية تصنيع من شأنها استهلاك الخدمات او البنية التحتية للمنطقة السكنية بما في ذلك المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل يتجاوز الحدود المألوفة للاستهلاك في المناطق السكنية.
ويشير الخطيب الى ان المادة الخامسة من التعليمات تبين اجراءات التقدم للرخصة والتي تتضمن طلب الحصول على الرخصة ضمن النموذج المعتمد لهذه الغاية ، مرفقا بالمستندات والبيانات المطلوبة وان على مقدم الطلب ان يقدم تعهداً بالسماح لموظفي الامانة بالقيام بالاجراءات اللازمة للتفتيش على المنزل وفقا لما هو متبع في ترخيص المهن المماثلة في المناطق ذات التنظيم التجاري وذلك لاغراض الترخيص والتجديد وللتحقق من الشكوى.
ويوضح ان المادة نصت ايضا على ان لا تمنح الرخصة لمقدم الطلب الا اذا توافرت فيه الشروط التالية : ان يكون مقيما في نفس المنزل المطلوب ترخيص ممارسة المهنة من داخله وارفاق ما يثبت ذلك وان يقدم ما يثبت انه مالك او مستأجر للمنزل المنوي مزاولة المهنة فيه ، او انه احد افراد عائلة المالك او المستأجر القاطنين معه ، وان يرفق ما يثبت ذلك ، وان يرفق موافقة مالك العقار الخطية على استعمال المنزل لغايات ممارسة المهنة المطلوب ترخيص مزاولتها اذا كان المنزل مستأجرا وان لا يكون حاصلا على اي رخصة مهن اخرى .
مدير مديرية الرقابة على الغذاء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد خريشا يقول ان ظاهرة المطابخ المنزلية حقيقة موجودة تلجأ اليها ربات المنازل لزيادة دخل الاسر مشيرا الى ان هناك مشروعات حكومية تمول تلك المبادرات وتعززها .
ويضيف ان المؤسسة وقعت مذكرة تفاهم العام 2008 مع صندوق المرأة بهدف عقد دورات تدريبية لربات المنازل حول كيفية اعداد الغذاء والخطوات الوقائية لحفظه من التلف وكانت هذه الدورات ناحجة استفاد منها عدد من السيدات .
ويشير الى ان هناك العديد من المطابخ المنزلية غير معلنة للجميع ويصعب اكتشافها وتعتبر ممارساتها غير مسموح بها لضرورة وجود شروط صحية محددة في مكان الاعداد وهو اهم جزء في العملية اضافة الى المواد الاولية المستخدمة في تحضير الغذاء .
وبين ان هناك سلسلة تداول الغذاء التي تشير الى انه كلما زادت السلسلة زادت المخاطر كون الغذاء مادة حية يتأثر بالظروف المحيطة به واهمها درجات الحرارة التي تتلف الغذاء وتهدر الصحة العامة في حال ارتفاعها .
ويضيف الدكتور الخريشا ان فرق العمل الرقابية تقوم بالكشف على بعض الاماكن التي تقوم باعداد الطعام بالتعاون مع امانة عمان موضحا ان هذه الفرق لا يمكنها الكشف على جميع الاماكن نظرا لتزايد اعداد تلك الاماكن وانتشارها .
أرسل تعليقك