عمان ـ وكالات
في سلطنة عمان، التي كانت حتى الآن تعتمد اقتصادياً على النفط والبنوك، يوجد توجه متزايد لتشجيعِ قطاعِ الزراعة. هناك تمكن شاب يانع من استخدامِ تقنيات حديثة لزراعة الخضار وسط رمالِ الصحراء، فتوج بلقبِ مزارع العام.على بعد حوالي مائة كيلومتراً من العاصمة العمانية مسقط، تقع مزرعة خميس سيف البويجي. يقول الناس في قريته بأنه يتحدث لغة الجِمال، ولسنا متأكدين من ذلك، لكن المؤكد هو أن الشاب العماني (23 عاما) يتمتع بحب الزراعة، إذ تبلغ مساحة مزرعته ما يوازي مساحة أربعين ملعب لكرة القدم، كانت في السابق منطقة صحراوية. ولكي يجعلها مثمرة احتاج لكثير من السماد وهو يستخدم السماد الحيوي.جميع موظفي البويجي المزارعين من بنغلاديش، فالعمانيون لا يحبون العمل في الزراعة، وبهذا بعد خميس استثناء. كما أنه يحب إجراء التجارب، إذ يزرع هنا ثمار الشمام في الرمال الجرداء.لكن أقل ما تشغل بال المزارع هي ثمار الخيار، فطالما التيار الكهربائي يعمل وتدخل المراوح هواء نقياً، ينمو الخيار وينضج في الخيمة. كما أن عملية الري تجري بطريقة صديقة للبيئة حيث تستخدم طريقة التنقيط. وهذه العملية توفر كميات كبيرة من المياه، إذ تستهلك المزرعة ثلاثمائة لتر من الماء في اليوم فقط. ولهذا الغرض يملك خميس آباره الخاصة. إذ أن يوماً جافاً واحداً في الصيف يمكن أن يقضي على جزء كبير من مزروعاته. ويعتبر خميس ري المزارع الكبيرة برشاشات المياه، كما تفعل بعض الدول الخليجية الأخرى، جنوناً.تعد الطماطم أكثر المزروعات رواجاً في مزرعة خميس، ويعد فصل الشتاء أفضل فصل لنموها. وهي تجلب دخلاً كبيراً، حيث تصدر كل الكمية المزروعة منها والتي تقدر بمائة طن إلى دبي. وهذا أمر مؤسف بالنسبة للعمانيين، فبالكاد يمكن الحصول على خضار محلية في سلطنة عمان.هذا الأمر يمكن أن يتغيّر قريباً، إذ ترغب الحكومة بزراعة مزارعها الخاصة. ويتعين أن تكون مستديمة وستكون مدعومة. لهذا السبب يجري تكريم أفضل مزرعة في السلطنة كل عام. لقد فاز الشاب خميس بالجائزة هذه السنة. وهذا أمر يفخر به أبيه. فالبدوي تخلى عن عيش البادية قبل أربعين عاماً، وأسس المزرعة عام 1982. والآن سلم عمل المزرعة بالكامل إلى ابنه، ولا يأتي إلى المزرعة إلا من وقت لآخر، يقول والد خميس إن ابنه "يقوم بكل شيء في المزرعة، يهتم بشؤون العمال، والمزروعات ويقوم بعملية التسويق التي تعد في الوقت الحاضر على درجة عالية من الأهمية".قبل وقت قصير من انتهاء العمل تبدأ أهم مرحلة في العمل. إذ تغطى شتلات الطماطم بغطاء مصنوع من القطن لحمايتها من الشمس الساطعة. وربما سيتمكن خميس من بيع محصول الطماطم القادم في سلطنة عمان.
أرسل تعليقك