في إطار سعيها لنشر مخرجات ونتائج البحوث الزراعية والحيوانية، تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية باحتضان عدد من المجموعات الطلابية وتشجيعها لتكوين شركات ناشئة.
وفي هذا الاطار قامت المديرية مؤخرا باحتضان المجموعة الطلابية (لقاح) من كلية الشرق الأوسط وذلك من خلال توقيع برنامج تعاون فني بين الطرفين.
وقع البرنامج من قبل المديرية الدكتور حمود بن درويش الحسني، مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية بينما وقع البرنامج من قبل المجموعة الطلابية الفاضل معاذ بن سعيد الشعيلي، الرئيس التنفيذي للمجموعة.
وحول خلفية هذا البرنامج أفاد الدكتور يوسف بن محمد بن مراد الرئيسي، مدير مركز بحوث النخيل بالمديرية بأن أشجار النخيل تشكل أهمية بالغة اجتماعيا واقتصاديا في سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي ودول المغرب العربي وعدد من دول العالم، وهناك عدد من العمليات البستانية التي يجب القيام بها لضمان الإنتاج الجيد، كما أن هناك عدد من هذه العمليات التي تمارس تقليديا وهي بحاجة إلى التحديث والتطوير بطريقة سهلة واقتصادية.
وأضاف: وتعتبر عملية تلقيح نخيل التمر (التنبيت) - والمتمثل في توصيل حبوب اللقاح إلى النورات الأنثوية لإتمام عملية إخصاب الأزهار وإنتاج الثمار - من أهم عمليات رأس النخلة التي تمارس تقليديا والتي يترتب عليها كمية وجودة إنتاج التمور، حيث أن الإخلال بهذه العملية قد يترتب عليه انخفاض الإنتاج أو فقده كليا.
واكد الدكتور يوسف الرئيسي قائلا بأنه قد تم التوصل إلى نتائج جيدة من خلال البحوث المنفذة سابقا من قبل المختصين بالمديرية حول تطوير عملية تلقيح (تنبيت) أشجار نخيل التمر والمتمثلة في ابتكار تقنية التلقيح السائل بمعلق حبوب اللقاح وما ترتب عن هذا الابتكار من نشر تقنية التلقيح السائل في مزارع النخيل في السلطنة وتبني مشروع "تطوير نظم إنتاج مستدامة لنخيل التمر في مجلس التعاون لدول الخليج العربي" لهذه التقنية ونشرها في دول المجلس ضمن مكونات المشروع، نظرا لمميزاتها المتمثلة في سهولة التطبيق وتخفيض كلفة العمالة والوقت، وتم تطبيق هذه التقنية في عدد من المزارع الإنتاجية الكبرى في مختلف دول العالم. وبناء على ذلك فقد قامت المديرية بتوقيع برنامج تعاون فني مع المجموعة الطلابية (لقاح) من كلية الشرق الأوسط لاحتضان المجموعة بهدف تطوير تقنية التلقيح السائل من خلال قيام المجموعة بتجربة عدة إضافات لإطالة فترة صلاحية حبوب اللقاح وابتكار طريقة حديثة لتعبئة حبوب اللقاح تضمن سهولة تطبيق العملية على الأشجار.
وحول أهداف البرنامج قال يهدف إلى تفعيل مخرجات الدراسات البحثية التطبيقية في تطوير منتج جديد يستخدم في تلقيح أشجار النخيل يمكن استخدامه كمنتج تجاري، وإلى خلق فرص عمل وظيفية للباحثين عن عمل، وإيجاد شركات ناشئة مبتكرة مبنية على مخرجات البحوث الزراعية والحيوانية، إضافة إلى تأكيد أهمية والدور الوطني للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية في تعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة عبر احتضان مجموعة من طلبة العلم المتطلعين لخدمة الوطن من خلال إنشاء شركات استثمارية ناشئة.
الجدير بالذكر أن المديرية ستقوم بتوفير الأجهزة المخبرية والأدوات والكيماويات اللازمة لإجراء التجارب المطلوبة، وتدريب الطلاب على برنامج يشمل التدريب النظري والتطبيقي لاختبار جودة وفعالية المنتجات. كما سيتم توفير أشجار النخيل في المزارع البحثية التابعة للمديرية لاستخدام المجموعة الطلابية من أجل دراسة فعالية المنتجات عند التطبيق الحقلي، والقيام بالإجراءات اللازمة لتسجيل الملكية الفكرية للمنتجات باسم الشركة والمديرية.
أما بالنسبة للمخرجات المتوقعة من البرنامج فتتمثل في نشر ثقافة ريادة الأعمال لدى جيل الشباب من خلال تطوير منتجات مبنية على مخرجات البحوث الزراعية والحيوانية، ويتوقع إنشاء شركة طلابية ناشئة متخصصة في إنتاج حبوب اللقاح تساهم في تلبية حاجة السوق المحلي والعالمي لاحقا.
وحول أهمية توقيع هذا البرنامج للمجموعة الطلابية والمديرية أفاد الفاضل معاذ بن سعيد بن سالم الشعيلي الرئيس التنفيذي للمجموعة أن المجموعة ستستفيد من الخبرات والامكانيات المخبرية والحقلية المتوفرة في المديرية في توفير منتج غير متواجد في الأسواق المحلية والعالمية يتميز بطول فترة التخزين وسهولة التطبيق وذلك تحت إشراف المختصين بمركز بحوث النخيل بحيث يكون المنتج قابل للتسويق بشكل تجاري مما سيساهم في تلبية حاجة السوق المحلي والعالمي من هذا المنتج.
وأضاف معاذ الشعيلي أن المجموعة تسعى إلى تجربة مواد مختلفة لإطالة فترة صلاحية حبوب اللقاح وتحديد حيويتها، واختبار جودة المنتجات ودراسة الطرق الملائمة لتعليب المنتج ودراسة فترة صلاحيته. كما سيتم تجربة فعالية المنتجات من خلال التطبيق الحقلي على أشجار النخيل في المزارع البحثية التابعة للمديرية لتحديد نسب عقد الثمار والبيانات المرتبطة بالمراحل الأولى للإثمار. وسيتم إيجاد طريقة لتعبئة و تغليف المنتج بطريقة علمية وقابلة للتسويق وفق المواصفات والآلية المعتمدة من قبل وزارة التجارة والصناعة.
وقال الشعيلي أن المجموعة ستشارك بالمنتج المتحصل عليه من هذا البرنامج في مسابقة "إنجاز عمان" وستعمل على تبنيه كمنتج جديد بالتعاون مع المديرية، حيث سيتم إعداد دراسة جدوى اقتصادية للمشروع واعداد خطة تسويقية متضمنة الهوية التسويقية من حيث الاسم التجاري وآلية التسويق من قبل المجموعة وغيرها من الأمور ذات الصلة بتسويق المنتج، وننتهز هذه الفرصة لنتقدم بالشكر الجزيل للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة في مركز بحوث النخيل على جهودهم ودعمهم اللامحدود للمجموعة.
قد يهمك أيضا:
سلطنة عُمَان تُوقِّع اتفاقية مع شركة كورية لإنشاء أكبر مزرعة سمكيّة
أرسل تعليقك