سيدني ـ عمان اليوم
تقوم الكمامات بدور كبير في منع انتقال فيروسات كورونا الخطيرة لمرتديها عبر النفس، بينما تقوم القفازات البلاستيكية أيضاً بحماية مرتديها من التقاط الفيروس باللمس. إلا أن كلا الأداتين الهامّتين ضد الوباء تشكّلان حطباً لقنبلة موقوتة بعيداً في المحيطات بهيئة نفايات بلاستيكية خطيرة. فقد أفادت دراسة نشرت في دورية العلوم والتقنية والبيئة بأن 129 بليون كمامة و65 بليون قفاز يتم إلقائها في الطبيعة شهرياً، بينما رجّح مركز محيطات آسيا إلقاء 14 مليون كمامة بلاستيكية في المحيطات يومياً.
وأظهرت 3 وقائع خلال شهور الوباء الماضية مدى تفشي طاعون بلاستيك الكمامات في المحيطات والبحار، وكان أولها ظهور أكوام من الكمامات البلاستيكية على شواطئ جزر ساكوى المعزولة في المحيط الهادئ نهاية شباط (فبراير) الماضي، بحسب المركز الآسيوي للمحيطات. وتلاها بأسبوع رمي 40 حاوية كبيرة من الكمامات والقفازات البلاستيكية على شواطئ سيدني الأوسترالية لتصبح المياه بمثابة بحيرة للبلاستيك. أما في البحر المتوسط، فقد حذّر لوران لومبارد، مدير جمعية عملية تنظيف البحر، بأن عدد كمامات البلاستيك سيزيد في الأيام القادمة عن أعداد القناديل في المتوسط، لتبلغ بليوني كمامة. بينما ذكرت المتحدثة الرسمية للجمعية إن فريق غواصيهم أخرج نحو 6 في المئة من النفايات في هيئة كمامات بلاستيكية في عمق البحر.
ويذكر بحسب دراسات متنوعة أن البلاستيك يتسرب من مستوعبات القمامة باتجاه الأنهار ومنها للبحار ليتحلل بفعل ملوحة المياه لما يعرف بالمايكرو بلاستيك، وهي مواد دقيقة يكثر تناولها بالخطأ من قبل الأسماك دون هضمها، لتصل في النهاية للجهاز الهضمي البشري. وقد أكّدت إحدى الدراسات بأن حجم بطاقة بنكية من المايكرو بلاستيك يتم تناوله لكل إنسان يومياً. أما عن إعادة تدوير القفازات والكمامات، فيقول زامبروتا بول، مدير معايير السلامة في إحدى شركات إعادة التدوير الأميركية، أن تلك المواد لا يتم إعادة تدويرها نظراً لإفسادها لماكينات التدوير ولخطورتها الصحية على فرق العمل. وينصح بول بوضع نفايات الكمامات في أكياس خاصة قبل رميها لعدم نقل العدوى لأي من عمال النظافة. وفي محاولة لصنع بديل صديق للبيئة، قامت شركة جو زيرو موبيليتي لصناعة الدراجات الكهربائية، بصنع كمامة صديقة للبيئة مكوّنة من 70 في المئة من القطن و30 في المئة من البوليستر الرقيق، والتي توفر الحماية ليوم كامل ويمكن إعادة استخدامها لـ50 مرة بعد غسلها، وهي متاحة على معظم مواقع التسوق الإلكتروني.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك