في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة
آخر تحديث GMT10:14:45
 عمان اليوم -

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة

سوسا ـ أ.ف.ب

يهمس تادايوشي اودونو وهو يرفع شفرته "انه مؤلم اليس كذلك؟ انا آسف ساقوم بذلك بهدوء".. هذا الرجل ليس بجراح بل "نحات اشجار" يصمم "اشجار بونزاي صغيرة جدا" وهو على ثقة ان الشجرة قد تأوهت. يميل هذا التقليد الى الاندثار خصوصا بسبب تقدم "نحاتي الاشجار" في السن وعدم توافر من يخلفهم في هذه الحرفة. لكن في مدينة سوسا الصغيرة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من طوكيو يستمر هؤلاء في فتل الاشجار و تجريحها وحزها وشدها لفرض شكل معين عليها. ويقول ماكوتو ايشيباشي وهو يركز على شجرة صنوبر "انها انثى انظروا الى اوراقها الناعمة". ويتنقل مقصه ببراعة من غصن صغير الى اخر لكي تحتفظ الشجرة بشكلها المثلث الذي فرض عليها خلال مرحلة النمو. ويدير ماكوتو (55 عاما) المشتل العائلي حيث عمدت اجيال من اسلافه على فرض "معاناة" على الاشجار باسم جمالية معينة. وتنتشر الكثير من تصاميم سوسا في حدائق ومتنزهات عامة في طوكيو. وبطبيعة الحال ثمة حب كبير للشجرة ومهارة وخفة كبيرتان. ماكوتو يتذكر انه في احد ايام الشتاء الباردة عندما كان يخطو خطواته الاولى في هذه المهنة في سن الثامنة عشرة، وبخه والده لانه كان يضع قفازين. فهو يعتبر ان اليد تفقد كل رشاقتها بذلك. وقد اكتسب قدرة كبيرة على التحكم بما يفعل على مر السنين لكن ماكوتو يؤكد بتواضع ياباني بامتياز، ان عليه ان يتحسن اكثر "لن اتمكن من تعلم كل شيء قبل ان اموت". ويستحق ان يطلق عليه لقب "الرجل الذي يهمس في اذن الاشجار". وهو يقول "الاشجار هي عائلتي. لا تقول لي ماذا تريد لكنها توجه الي رسائل لتشير الى الشكل الذي ترغب به". تادايوشي اودونو هو خبير في تقنية "نومير" الدقيقة التي تقوم على حز اغصان على امتداد طولها لكي تنمو وتنثني نحو الارض وهو من معايير الجمال في الحدائق التقليدية اليابانية. وينبغي الحز بدقة لابقاء الشجرة على قيد الحياة لكن بشكل كاف للحصول على التقويس المطلوب. وان كانت اليابان معروفة بصادراتها الصناعية ولا سيما السيارات والمنتجات الالكترونية، يعتقد في سوسا ان هذه "الاشجار المنحوتة" يمكن ان تشكل سفراء ممتازين لثقافة البلاد وروحانيتها الشهيرة. لكن هذه الثقافة ليست برخيصة فبعض تصاميم ماكوتو تباع باربعين الف دولار. ولا تنسى سوسا اشجار البونزاي، لاسيما الصغيرة جدا منها. فهذا الاختصاص الياباني حقق 82 مليون دولار من عائدات الصادرات العام الماضي من بينها 41 % من منطقة شيبا التي تقع فيها سوسا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة في بلاد البونازي الأشجار تعاني لتكون جميلة



GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

طائر الرفراف من الطيور المقيمة في سلطنة عمان

GMT 04:50 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فيديو مؤثر لقرد في الوداع الأخير لصاحبه

GMT 04:47 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زرافة تقتل طفلة رضيعة في محمية جنوب أفريقية

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

ظهور مفاجئ للطائر «ذي الحواجب السوداء»

GMT 03:37 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

خنفساء تحفظ طعام صغارها بمادة تبطئ تحلله

أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab