إندونيسيا تبني محمية لإنقاذ أندر حيوانات وحيد القرن في العالم
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

إندونيسيا تبني محمية لإنقاذ أندر حيوانات وحيد القرن في العالم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - إندونيسيا تبني محمية لإنقاذ أندر حيوانات وحيد القرن في العالم

أوجونغ كولون - أ.ف.ب

على درب غير معبد يطل على حقول الارز الخضراء في غرب اندونيسيا ترك وحيد القرن الاندر في العالم اثار حوافره في الوحل واثار قضماته على اوراق الشجر. هذه المخلفات هي اقصى ما يمكن ان يأمل به الناس الساعين الى القاء نظرة على وحيد قرن جاوا الذي هو موضع اجلال كبير في التقليد المحلي اذ يعتبر "الأب الاكبر" (أبا جيدي). ويقدر عدد هذا النوع من الحيوانات بحوالى خمسين حيوانا فقط. وهي تعيش بغالبيتها في المنتزه الوطني في أوجونغ كولون المعروف بطبيعته الخلابة والذي يقع في الجزء الغربي من جزيرة جاوا الإندونيسية. ويأمل أنصار الحفاظ على الطبيعة أن تضع أول محمية لحيوانات وحيد القرن ستشيد في المنتزه خلال الأشهر المقبلة حدا لاندثار هذا الحيوان الذي كان منتشرا بالآلاف في جنوب شرق آسيا. لكن وحيد قرن جاوا لم يسلم من الصيد غير الشرعي وتراجع مواطنه الطبيعية إثر نشاطات الإنسان، ما أدى إلى تدهور اعداده تدهورا شديدا، شأنه في ذلك شأن جميع أنواع حيوانات وحيد القرن في أنحاء العالم أجمع. وهو بات، بحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، "على آخر رمق". وستمتد المحمية الجديدة على 5100 هكتار من الغابات المطيرة الكثيفة ومجاري المياه العذبة والمستنقعات في هذا المنتزه المدرج في قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ولن تفتح المحمية قبل آذار/مارس، لكن مسؤولين عن المنتزه كشفوا بالاستناد إلى آثار الحوافر في الوحل والقضمات أنهم يعتقدون أن تسعة حيوانات باتت تتنقل في المواقع الجديدة المخصصة لها. وشرح روسديانتو المسؤول عن المواطن الطبيعية في المنتزه لوكالة فرانس برس "هذا يعني أن خطتنا القاضية بتخصيص هذه المحمية لحيوانات وحيد القرن بدأت تجدي نفعا". وبصورة عامة، كانت حيوانات وحيد القرن تعيش أصلا في موقع محدد من المنتزه، غير أن المحمية الجديدة وسعت نطاق المنطقة المخصصة لها بعد نقل المزارعين الذين كانوا يسكنوها بغية تفادي الصدامات بين الإنسان والحيوان قدر المستطاع. ويتم حاليا تشييد الجزء الاخير من المحمية وهو سياج كهربائي يرسم الحدود الفاصلة التي ينبغي على الحيوانات البقاء ضمن نطاقها وعلى البشر عدم تخطيها. وقام المسؤولون عن المنتزه الذين يعدون موظفين حكوميين بزرع النبات الذي تأكله حيوانات وحيد القرن. وقال موه هيروني القيم على هذا المنتزه لوكالة فرانس برس "نأمل أن يساعد هذا المنتزه على تسريع وتيرة تناسل الحيوانات". لكن اقامة المحمية التي تديرها الحكومة وتمولها جمعية "انترناشونال رينو فاونديشن" ومقرها في الولايات المتحدة، لم تكن بالامر السهل. وكان يفترض ان تفتح ابوابها في العام 2011 لكنها تأخرت بسبب البيروقراطية وهي مشكلة منتشرة في الارخبيل الاندونيسي المترامي الاطراف مما يؤدي الى عدم فاعلية كبيرة. وتعثترت الاشغال ايضا لمدة سنة بسبب احتجاجات السكان الذين طالبوا بتعويضات على اراض زراعية اضطروا الى التخلي عنها فضلا عن مدافعين محليين عن الحيوانات اعتبروا ان استخدام معدات ثقيلة لبناء السياج يهدد البيئة. لكن يبدو ان المشروع تجاوز كل هذه العوائق ويفترض ان تفتح المحمية ابوابها قريبا. الا انها تشكل خطوة صغيرة على طريق انقاذ وحيد قرن جاوا العسيرة. ويعتبر مسؤولون في اوكونغ كولون ان عدد وحيد القرن في العام 2012 كان 51 حيوانا بما في ذلك ثمانية صغار وحيد القرن، مستندين في ذلك الى صور التقطتها كاميرات خفية. وهم يأملون ان يكون العدد الفعلي في حدود السبعين وسيقومون بتقدير جديد للعدد بعد معاينة البيانات الخاصة بالعام 2013. وقضية وحيد قرن جاوا تلقي الضوء على معاناة حيوان وحيد القرن في العالم مع انواع اخرى مهددة بالاندثار فيما اندثرت انواع فرعية من الان. ويشكل الصيد غير الشرعي تهديدا كبيرا جدا اذ تستخدم قرون وحيد القرن في الطب الاسيوي التقليدي وتباع باسعار مرتفعة في السوق السوداء. وفي اندونيسيا يبقى اقل من مئة حيوان من نوع وحيد قرن سومطرة. وفي العام 2011 اعلن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ان نوعا فرعيا من وحيد القرن مندثرا في غرب افريقيا فيما قالت ان وحيد القرن الابيض الشمالي في وسط افريقيا "اندثر على الارجح". وكثفت آسيا الجهود لوقف تراجع اعداد وحيد القرن وقد شارك ممثلون عن دول عدة في تشرين الاول/اكتوبر في مؤتمر حول المسألة في جزيرة سومطرة (غرب اندونيسيا). وتعهدت الدول المشاركة ومنها اندونيسيا ونيبال والهند اتخاذ خطوات بزيادة اعداد وحيد القرن على اراضيها بنسبة 3 % سنويا. والخطر المحدق بوحيد قرن جاوا لا يقتصر فقط على الصيد غير الشرعي بل يتعداه الى ندرة الاطعمة المتوافرة له والمرض واحتمال وقوع كوارث طبيعية اذ ان الزلازل وانزلاقات التربة كثيرة في هذا البلد على ما يقول الصندوق العالمي للطبيعة-فرع اندونيسيا. ورغم مجموعة التهديدات هذه يأمل المسؤولون عن الحياة البرية ان تشكل المحمية خطوة في الاتجاه الصحيح. وقد تشجع هؤلاء ايضا بالدعم الكبير من السكان المحليين. فاي جهد لانقاذ "الاب الاكبر" مرحب به في منطقة تتواصل فيها معتقدات تعود الى عقود عدة وتتشابك مع الاسلام الذي يدين به معظم السكان. وقال سواهايا وهو مزارع في السابعة والستين لوكالة فرانس برس "علينا ان نبذل كل ما في وسعنا للحؤول دون اندثار وحيد قرن جاوا. السكان المحليون يعتقدون ان +ابا جيدي+ يجب الا يغيب عن وجه الارض والا حلت الكارثة علينا".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إندونيسيا تبني محمية لإنقاذ أندر حيوانات وحيد القرن في العالم إندونيسيا تبني محمية لإنقاذ أندر حيوانات وحيد القرن في العالم



GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

طائر الرفراف من الطيور المقيمة في سلطنة عمان

GMT 04:50 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فيديو مؤثر لقرد في الوداع الأخير لصاحبه

GMT 04:47 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زرافة تقتل طفلة رضيعة في محمية جنوب أفريقية

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

ظهور مفاجئ للطائر «ذي الحواجب السوداء»

GMT 03:37 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

خنفساء تحفظ طعام صغارها بمادة تبطئ تحلله

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab