مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

بوجمبورا ـ العرب اليوم

في الماضي، كان الرعاة في بوروندي يتلون قصائد للأبقار بينما يصطحبونها للرعي، ثم اندلعت الحرب الأهلية وتراجع عدد المواشي الى حد كبير... لكن تربية المواشي تعود اليوم تدريجيا وتشق طريقها بصعوبة نحو الحداثة.  وكان الاقتصاد برمته في بوروندي يتمحور على تربية المواشي. وفي دليل على الأهمية التي تولى إلى البقر في هذا البلد، تستخدم الكلمة عينها "إيغيسابو" للدلالة على معدة كل من الملك الذي يتمتع بسلطة إلهية والبقرة، في حين تستخدم كلمة "إندا" لمعدة أحد أفراد عامة الشعب.  وقبل الحرب الأهلية في بوروندي (1993 - 2006)، كانت الماشية تضم بصورة إجمالية "800 ألف رأس"، على حد قول إلياكيم هاكيزيمانا المدير العام لقسم تربية المواشي التابع لوزارة الزراعة. غير أنه كان للحرب الممتدة على 13 عاما "تداعيات مأساوية على البقر"، ولم يبق إلا 300 ألف رأس عند إبرام اتفاقية السلام بين إثنية توتسي الأقلية وإثنية هوتو الأغلبية.  وكان متمردو إثنية هوتو يستهدفون بصورة خاصة الابقار التي لها مكانة مميزة في إثنية توتسي المؤلفة تقليديا من مربي مواش، ويأكلون لحومها خلال هذا النزاع الذي أودى بحياة 300 ألف شخص ونسف اقتصاد هذا البلد الإفريقي الصغير الواقع في منطقة البحيرات الكبرى.  وفي الواقع، تحتل البقرة مكانة مقدسة في بوروندي.  ويشرح الكاهن ادريان نتابوما البالغ من العمر 74 عاما والذي كان يحاضر في علم الإثنيات في جامعة بوروندي في ما مضى أن "البقرة لم تكن يوما مجرد حيوان أليف في المملكة، وذلك حتى قبل الاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر".  وهو يتابع قائلا إن "الراعي كان يتكلم مع البقرة ويتلو لها قصائد تختلف باختلاف المقاصد، مثل المورد والمرعى والحظيرة".  ويقول البورونديون للمرأة صاحبة العينين الجميلتين إنه لديها "عينا عجل".  وتقسم الأيام بحسب النشاطات الخاصة بتربية المواشي، فيقال "وقت الرعي" للإشارة إلى الصباح و"وقت عودة العجول" للتكلم عن بداية فترة بعد الظهر.  حتى أن الرعاة يتلقون أسماء على أبقارهم، مثل "يامويزي" (الآتية من القمر) أو "يامواكا" (الأجمل هذا العام) أو "جامبو" (الكلمة).  ويذكر بيير ندوويمانا وهو من سكان منطقة ماتانا (الجنوب) بأن "الابقار كانت تقدم للحصول على أراض وخدمات وحتى زوجات".  ويضيف أن "المهر كان مؤلفا مثلا من بقرة أو عدة أبقار، بحسب الثروة".  ويلخص الكاهن ادريان نتابوما الوضع قائلا إن "البلاد خصصت مكانة مميزة للأبقار التي كانت تتمحور عليها العلاقات الاجتماعية ... فهي لم تكن تعامل معاملة الآلهة، كما هي الحال في الهند، لكنها كانت تتمتع بطابع مقدس نسبيا".  لكن حتى قبل الحرب الأهلية، راحت هذه التقاليد تندثر في ظل الاستعمار الألماني ثم الوصاية البلجيكية بالتزامن مع تزايد عدد السكان وتراجع مساحة الأراضي الزراعية. ويتأسف الكثير من البورونديين على ما آلت إليه الحال اليوم.  ومنذ نهاية الحرب، ارتفع مجددا عدد المواشي ليصل اليوم إلى 600 ألف رأس. لكن الأبقار باتت تكلف غاليا (حوالى ألف دولار اميركي) في هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم.  وقد أطلقت برامج تهدف إلى زيادة رؤوس المواشي ووزعت في إطارها 25 ألف بقرة منذ عام 2008.  لكن المستفدين من هذا البرنامج يواجهون صعوبة كبيرة في بيع حليب الأبقار أو تحويله، إذ انهم يفتقرون إلى معمل ألبان.  فالمعمل الوحيد قد أغلق أبوابه في بداية الحرب الاهلية. ويباع الحليب اليوم على أيدي بائعين متجولين يجوبون الشوارع طوال النهار على دراجاتهم الهوائية.  وتعد بوروندي أصغر منتج للحليب في شرق إفريقيا، مع إنتاج سنوي بلغ 71300 طن في عام 2011، في مقابل 2,5 مليون طن لكينيا و500 ألف طن لأوغاندا وتنزانيا و121400 طن لرواندا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي



GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

طائر الرفراف من الطيور المقيمة في سلطنة عمان

GMT 04:50 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فيديو مؤثر لقرد في الوداع الأخير لصاحبه

GMT 04:47 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زرافة تقتل طفلة رضيعة في محمية جنوب أفريقية

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

ظهور مفاجئ للطائر «ذي الحواجب السوداء»

GMT 03:37 2021 الثلاثاء ,02 آذار/ مارس

خنفساء تحفظ طعام صغارها بمادة تبطئ تحلله

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab