واشنطن - العرب اليوم
يرقد تحت مراعي الماشية والقرى الزراعية في أقصى الشمال الشرقي من هولندا، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أوروبا في حقل جرونينجين، ومنذ اكتشافه في إقليم جرونينجين في 1959، ساعد الحقل في دفع عجلة اقتصاد هولندا وفي توفير مصدر مستقر من الغاز لخمسة عقود لبقية دول شمال أوروبا. لكن وبمرور الوقت، بدأ الحقل في مواجهة بعض المخاطر.
وقلل نصف قرن من استخراج الغاز الطبيعي، من الضغط الطبيعي للحقل خلال الآونة الأخيرة، حيث تسببت التحولات الزلزالية الناتجة عن التغيرات الجيولوجية، في اندلاع الزلازل بصورة متكررة لتتجاوز 120 خلال السنة الماضية وحدها وما لا يقل عن 40 خلال العام الحالي حتى الآن. ومع أن معظم هذه الزلازل صغيرة ولم تنجم عنها أضرار بالغة، إلا أنها تسببت في دمار كبير للمباني وعرضت السدود المجاورة للخطر، إضافة إلى بث الرعب في نفوس السكان المحليين.
وعلى ضوء هذه المشاكل، تطالب الحكومة مشغل الحقل وهو شراكة بين رويال شل وإكسون موبيل، بتقليص الإنتاج ما جعل حقل جرونينجين، أكثر من مجرد مصدر لقلق سكان المنطقة. ويشكل الحقل نحو ثلث إنتاج الغاز في دول الاتحاد الأوروبي، حيث أن أي محاولة لتقليص الإنتاج ربما تكون من الصعوبة لاقتصاد أوروبا تحملها حالياً، خاصة أن التوترات التي تسود أوكرانيا ألقت بشكوك كبيرة حول مدى إمكانية الحصول على الغاز من روسيا، في وقت وجهت موسكو أنظارها صوب الصين.
ويقول جوناثان ستيرن، رئيس برنامج الغاز في معهد إكسفورد لدراسات الطاقة :”يُعد جرونينجين واحداً من الحقول القليلة القادرة على زيادة معدل الإنتاج عند ارتفاع الطلب”. ويرى جوناثان بجانب عدد من المحللين الآخرين، أن خفض الإنتاج ربما يؤثر على إمدادات وأسعار الغاز في أوروبا في حالة شح الإنتاج خلال العام الحالي. كما أن آثار ذلك يصعب التنبؤ بها خلال فصل الشتاء المقبل. ويحاول الناس الذين يعيشون أعلى الحقل، التأقلم مع التداعيات التي تحدث على الأرض.
وتم تطوير حقل جرونينجين باستخدام تقنيات الحفر التقليدية، لكن المشاكل الجيولوجية التي قد تنجم حتى عن حقول الغاز التقليدية، ربما توفر دوافع إضافية للذين ينتقدون تقنية التفتيت المائي، المستخدم في مناطق أخرى لاستخراج الغاز من الصخور والمعروف في تسببه في اندلاع بعض الزلازل الطفيفة في بريطانيا.
أرسل تعليقك