غزة ـ محمد حبيب
أكد مدير مكتب وكالة "أنباء الشرق الأوسط" في قطاع غزة الصحافي المصري أحمد أبو الوفا على الأهمية الكبيرة التي توليها وكالة أنباء الشرق الأوسط للقضية الفلسطينية في تغطية الأخبار؛ نتيجة الارتباط الوثيق الذي يربط الشعبين المصري والفلسطيني، مشددًا على أن فلسطين محطة هامة للأخبار في وسائل الإعلام المصرية.
ولفت أبو الوفا في حديث خاص إلى "العرب اليوم" إلى أن "وكالة أنباء الشرق الأوسط هي الصوت الرسمي للدولة، تتغير بحسب سياسات النظام الحاكم في مصر"، وقال "إن الوضع بعد ثورة 25 يناير أصبح أكثر حرية من ذي قبل، من حيث إجراء الحوارات مع شخصيات كانت محظورة قبل ذلك".
وتابع القول "فلسطين محطة مهمة للأخبار في وسائل الإعلام المصرية، نظرًا إلى أهمية قضيتها العادلة"، مشيرًا أن "وجود الاحتلال الإسرائيلي أوجد صعوبات كبيرة أمام العمل الصحافي، نتيجة اعتداءاته المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني".
وأضاف "مصر حملت عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية على مستويات مختلفة، وعلى مدار التاريخ، سواء دورها على مستوى المصالحة الفلسطينية، أو في دعم القرار الفلسطيني والقضية في الخارج".
وشدد أبو الوفا على أن "أي تطورات سياسية أو اقتصادية في مصر ستؤثر تلقائيًا على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة"، مؤكدًا أن "أي رئيس مصري أيًا كان توجهه السياسي وانتماؤه الحزبي لا بد أن يعطي اهتمامًا طبيعيًا للقضية الفلسطينية، ويعمل على حل مشاكل وهموم الشعب الفلسطيني".
وأوصى أبو الوفا – الذي يعمل منذ ستة عشر عامًا في الحقل الصحافي كمحرر اقتصادي ثم سياسي- الصحافيين الجدد بـ "تثقيف أنفسهم، والبقاء على اطلاع على الأحداث الجارية، وعدم الخوف من المصدر، والنزول إلى الميدان، والاطلاع على الحضارات والثقافات الأخرى".
وعلى صعيد الإعلام الفلسطيني قال أبو الوفا "من خلال متابعتي للصحافة الفلسطينية، فالانقسام الفلسطيني واضح على الكتابة الصحافية والاهتمام في وسائل الإعلام كافة".
وأشاد في الوقت ذاته بالصحافيين الفلسطينيين، وإمكاناتهم ومهاراتهم، وأنهم أساتذة ومنبع للعلم في مجال الإعلام.
وبشأن الحديث عن مدى استعداد الصحافي الفلسطيني للحروب قال "هناك صحافيون مارسوا العمل الصحافي خلال التصعيدات الأخيرة على القطاع، مما أكسبهم خبرة في تغطية الأحداث خلال الحروب".
ووصف أبو الوفا الصحافيين الفلسطينيين بـ "الجنود المجهولين"، لما لهم من دور كبير في نقل الحقيقة، مبينًا أن "الصحافي الفلسطيني موجود على خط المواجهة، مما أسفر عن استشهاد وجرح الكثير منهم خلال العدوان الأخير".
وطالب أو الوفا الجهات المختصة بتدريب الصحافيين على أيدي متخصصين في الإعلام الحربي على مستوى دولي لإكسابهم المهارات، ونقل التجارب العملية في تغطية الأحداث أثناء الحروب.
وأثنى أبو الوفا على فعالية الإعلام الفلسطيني، وما له من دور كبير ومهم في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه تجاه المدنيين العزل، واستهدافه المباشر للأطفال والنساء، خلال الحربين الأخيرتين على قطاع غزة.
وبخصوص الحديث عن دور الإعلام الجديد قال "مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في صياغة الرأي العام العربي، كما كان لها الدور البارز في نقل الأحداث والتطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية، خاصة خلال العدوان الأخير وحرب 2008 على قطاع غزة.
كما أشاد أبو الوفا بدور وسائل الإعلام الجديد، مؤكدًا أنها تتميز بـ "المتابعة الجيدة للأحداث"، ولا يمكن الاستغناء عنها.
وأشار إلى أن "ما ينشر من خلال الإعلام الجديد يحتاج إلى تدقيق"، مبينًا أن "الإعلام الإلكتروني ليس عليه رقابة، وفي إمكان أي شخص أن يتداول الأخبار والشائعات، ويقوم بنشرها، نظرًا إلى قلة التكلفة وسهولة النشر".
وطالب أبو الوفا الجهات المختصة العمل على تنظيم الإعلام الجديد، بما يضمن توجيهم إلى العمل الإعلامي الصحيح، لما له من دور فاعل في مواجهة الاحتلال.
وقال "الإعلام الجديد يحتاج إلى أشخاص مهنيين متخصصين في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود الرقابة الداخلية من الأشخاص أنفسهم"، داعيًا الإعلاميين إلى "التمتع بالموضوعية في نقل الأخبار".
وأضاف "إن هناك تأثيرًا واضحًا للأخبار المتناقلة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بحيث تجلى ذلك في العدوان الأخير، مما كان له الأثر الفاعل في دعم القضية الفلسطينية، وإبراز معاناة أهالي قطاع غزة، وما يتعرضون إليه من ظلم وقهر على أيدي الاحتلال الغاشم".
أرسل تعليقك