القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
تصاعدت الدعوات الإسرائيلية، الاثنين، لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم شن حرب برية على قطاع غزة، والاكتفاء بالغارات الجوية، حفاظًا على أروح جنود الاحتلال، من المخاطر التي تنتظرهم على يد رجال المقاومة، إذا ما دخلوا برًا للقطاع.
ودعت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، الأوسع انتشارًا في إسرائيل، الاثنين، نتنياهو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والامتناع عن تصعيد القتال من خلال شن عملية عسكرية برية في القطاع.
وكتب كبير المعلّقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أنَّ "الحرب ليست بين الأخيار والأشرار، بين شعب كله من الصالحين وشعب كله حيوانات بشرية، وإنما بين شعبين يخوضان صراعًا على الحياة والموت على قطعة أرض واحدة".
وأضاف برنياع أنَّ "الاعتراف بشرعية نضال الجانب الآخر هي الخطوة الأولى في الطريق إلى أية تسوية، وهي واعدة أكثر من خطابات اليمين المنفلتة، التي ترفض الجانب الآخر لاعتبارات كأنها أخلاقية، ومن شعارات اليسار الوصي، الذي يتعامل مع الجانب الآخر كأنه ولد في حاجة إلى رعاية".
واعتبر برنياع أنَّ "الحقائق في غزة معروفة، حماس هي الحكم؛ وهي منظمة إرهابية؛ وتعاني من ضائقة اقتصادية وسياسية، وعندما شعرت أن الهواء انتهى لديها استخدمت السلاح الوحيد الذي في حيازتها (الصواريخ)".
وتابع أنه "بإمكان إسرائيل القضاء على حماس، وسيكون الثمن غاليًا، لكن الهدف سيحقق؛ وعوضًا عن ذلك، بإمكان إسرائيل أن تتحدث مع حماس، وأن تفتح من أجلها بوابات غزة، والمخاطر كبيرة لكن الأمل موجود، ويمكنها أن تفعل ذلك بواسطة أبو مازن أيضًا".
وشدّد برنياع على أنَّ "حكومة إسرائيل لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمل، وأن تأمل بأن الدمج بين غارات سلاح الجو والحماية التي توفرها القبة الحديدية ستحل المشكلة، وفي اليوم الذي تنتهي فيه العملية العسكرية ستعود المخارط في غزة إلى العمل، وستكون حماس قوية بما فيه الكفاية من أجل صنع صواريخ للجولة المقبلة، وضعيفة بصورة لا تمكنها من جلب الرفاه لسكان غزة، واستتباب الهدوء عند الحدود، لقد تعاظمت قوتنا، كدولة وجيش، وبوابات غزة لم تعد ثقيلة علينا".
كذلك، كتبت محللة الشؤون السياسية والحزبية في الصحيفة نفسها سيما كدمون أنّه "أردنا الردع؟ حصلنا عليه، أردنا أن نضرب حماس بشدة؟ ضربناها، ونحن لسنا بحاجة لأن تركع حماس وتستجدي وقف إطلاق النار، إنهم يستجدون، وإن لم يكن هم، فإن هؤلاء مئات آلاف الفلسطينيين الأبرياء الذين تحتجزهم كرهائن".
وأضافت كدمون أنّه "بإمكاننا أن نحقق مكاسب وحسب إذا أوقفنا إطلاق النار الآن ونختبر اتجاهات الجانب الآخر، ونحن لسنا بحاجة إلى صورة انتصار، لقد انتصرنا، والأفضل ألا نصل إلى الوضع الذي نضطر فيه إلى القول (عذرًا انتصرنا)".
بدورها دعت افتتاحية "هآرتس" حكومة إسرائيل إلى "المبادرة والبحث عن حلول سياسية تخدم مصالحها. وفي هذه المرحلة، حتى الإعلان عن وقف إطلاق نار لساعات سيخدم المصلحة الإسرائيلية وتعيد لإسرائيل شرعيتها الدولية التي أخذت تنفذ على خلفية صور القتلى في غزة".
واعتبرت الصحيفة أنَّ "نتنياهو أثبت ضبط نفس وترجيح للرأي، وامتنع عن الانجرار وراء الجهات المحرضة في حكومته. والزعيم هو ليس من يقوده الفتوات والحشود المحرَضة، وإنما من يقود شعبه إلى أفضل حل. والتوغل البري في غزة ليس الحل".
أرسل تعليقك