بيروت ـ العرب اليوم
هاجمت صحيفة "السفير" اللبنانية, الزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس, الراعي إلى القدس برفقة بابا الفاتيكان، ووصفتها بالخطيئة التاريخية.
ورأت الصحيفة - في افتتاحيتها, اليوم السبت, التي جاءت تحت عنوان "الراعي إلى إسرائيل" أن زيارة بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي وهو صاحب أعلى منصب روحي في المشرق للأراضي الفلسطينية المحتلة برفقة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في نهاية مايو الحالي أمر لا يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين، فلسطين والفلسطينيين، والمسيح والمسيحيين.
وقالت "إنها سابقة بكل معنى الكلمة، بل سابقة خطيرة، وتكمن الخطورة فى الشكل والمضمون والتوقيت برغم محاولات التقليل من أهميتها عبر نزع الطابع السياسي عنها، لمصلحة تغليب الطابع الديني الرعوي واعتبارها مجرد زيارة للأراضي المقدسة والقدس".
وتساءلت الصحيفة هل سيصافح بطريرك الموارنة هؤلاء القادة الإسرائيليين الذين سيكونون في طليعة مستقبلي البابا فرنسيس في القدس أم يعتذر منهم؟, وكيف سيتصرف مع الأمن الإسرائيلي الذي سيرافقه كما باقي أعضاء الوفد البابوي إلى مقر إقامته إلا اذا كان قد نظم للراعي برنامج مستقل "فيحتاج الأمر تنسيقا مع وزارة الخارجية الاسرائيلية".
ومضت الصحيفة قائلة بالنسبة للمضمون، فإن الراعي آت من بلد يعتبر أنه في حالة حرب مع الكيان الاسرائيلي الغاصب، منذ عام 1948، ودرجت العادة أن كل من تطأ أقدامه أرض هذا الكيان، يصبح تحت طائلة الملاحقة القانونية بتهمة "التعامل مع العدو"، مشيرة إلى أن هناك استثناءات تسري على رجال الدين المسيحيين ممن يزورون القدس الشرقية في إطار مهامهم الرعوية، منذ بدء العمل باتفاقية الهدنة في عام 1949، لكن المسألة لم تتعد حدود مطارنة ورهبان، كان بعضهم يعبر في مرحلة من الزمن عبر معبر الناقورة ثم تطور الأمر في فترة لاحقة.
ولفتت إلى أن بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي أمضى أكثر من ربع قرن في القدس مطراناً، تعهد على نفسه بعد أن أصبح بطريركاً ألا يزور المدينة المقدسة إلا بعد تحريرها من محتليها الصهاينة، وهذا ما إلتزم به، وما يسجل له ولباقي بطاركة الشرق من مختلف المذاهب المسيحية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على المستوى السياسي، تواجه الزيارة رفضا لبنانيا شاملا، لا يقتصر على طائفة دون أخرى، إلا لمن يريد استثمارها داخليا أو يريد التقليل من أهمية مشهد التطبيع بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والاحتلال الإسرائيلي.
وتساءلت: "لماذا يريد الراعي ربط وضع الموارنة في لبنان والمنطقة بهذه الزيارة، ولماذا يريد أن يحملهم تبعات لموقف سياسي خلافي، ليس خافيا على أحد أن ثمة مرجعيات روحية وسياسية مسيحية معترضة عليه؟".
وواصلت تساؤلات الصحيفة هل قراره بالانفتاح على كل اللبنانيين وزياراته التي شملت كل المناطق وخاصة الجنوب والشمال والبقاع، ثم زيارته الرعوية المثيرة للجدل إلى سورية في فبراير 2013، وانفتاحه على كل الكنائس وجولاته الخارجية الرعوية، تبيح له زيارة القدس؟.
أرسل تعليقك