أبوظبي - أ.ش.أ
تصدرت الأوضاع في ليبيا وغزة اهتمامات الصف الإماراتية الصادرة اليوم الاثنين.
فتحت عنوان "اليوم بكل أسى"، قالت صحيفة (البيان) "إن ليبيا تقف على شفا حفرة من الهاوية فهناك من يروج للحرب ويدق طبولها وما يحدث في بنغازي وفي العاصمة طرابلس من اقتتال واستهداف للجالية المصرية هناك يؤكد أن لا أحد يملك زمام الأمور كلها ولا أحد يتوفر على حل للوضع المتأزم فالمنطق يستبعد إمكانية وجود حل سريع لمعضلة تعاظمت وتفاقمت مع مرور الأيام".
وقالت الصحيفة "إن الوضع في ليبيا أصبح مقلقا للغاية والذي نراه اليوم هو فتنة مفتعلة والهدف جعلها ساحة قتال بين الليبيين بعدما تم التأسيس لمنطق الميليشيات التي لم تنته مهامها بانتهاء المواجهة مع النظام السابق بل كرست لحالة جديدة يصبح فيها الوطن بأسره غنيمة حرب لدى هذه الميليشيات المتحاربة التي أصبحت تهدد الأمن الوطني ومصدر تهديد لدول الجوار".
ولفتت إلى أن ما يجري في ليبيا هذه الأيام وتحديدا في مدينتي بنغازي وطرابلس يعود أساسا إلى صراع أجنحة بين ميليشيات مسلحة تتخندق وراء شعارات دينية طائفية تفيض برفض الآخر المختلف معها في الرأي ولا مجال في خيال أصحابها لوجود شريك في الوطن حيث يتنافسون على خراب البلاد وضرب كل مؤسسات الدولة بما يساهم في فتح المجال أمام التدخل الأجنبي.
ونبهت إلى أن اللعبة الدولية وأدواتها المحلية لا يمكن أن تبني وطنا آمنا وتحافظ عليه وعلى سيادته ولا يمكن الوصول إلى نتيجة فاعلة في وأد الفوضى الحالية في ليبيا إلا بالحوار وبالاعتماد على الحكماء والقيادات السياسية والاجتماعية لوأد الفتنة وتجسيد اللحمة الوطنية .. مشيرة إلى أن نجاح الدولة بعد أي ثورة شعبية يحتاج إلى وجود أمن وأمان وتطبيق للقانون على الجميع وشعور المواطنين بالحرية والكرامة تحت ظل حكومة وطنية تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية.
وأكدت أن ليبيا تحتاج إلى مشروع يستثمر في الإنسان بعيدا عن عقد الانتماء الجهوي مشروع يتفانى أصحابه في سبيل لم الشمل على مصلحة الوطن الشاملة وعلى الليبيين أن يتداركوا الأمر ويسارعوا إلى تضميد جراحهم وأن يجتمعوا حول كلمة سواء ويتناسوا خلافاتهم الفئوية والثانوية ويتوحدوا من أجل حياتهم وكرامتهم وسلامة وطنهم.
وتحت عنوان "معنى الهدنة"، قالت صحيفة (الخليج) إن الهدنة تعني أن يتوقف القتل .. والقتل لا يحصل بالضرورة باستخدام السلاح العسكري بالشكل المباشر فالقتل له طرق كثيرة فقد يكون باستخدام الأوبئة وقد يكون باستخدام الحصار الاقتصادي وقد كان الحصار الاقتصادي سببا في وفيات الكثير من البشر في العقود الماضية وأبرز مثل على ذلك حصار العراق الذي فرضته الولايات المتحدة الذي نجم عنه وفاة نصف مليون طفل عراقي الذي اعتبرته وزيرة الخارجية الأمريكية في حينه مادلين أولبرايت بأنه مبرر للوصول إلى الأغراض السياسية لبلدها.
وأضافت أن القتل لدى الغرب أصبح في زمان حقوق الإنسان نوعين القتل بالسلاح العسكري وهو الذي يحاولون تجنبه والسبب في تجنبه ليس فقط أنه مباشر ويثير حفيظة الناس في العالم وبلدانهم وبالتالي فهو قد يثير لهم المتاعب السياسية ولكن لأنه يترتب عليه كلفة أخرى وهى قتل جنودهم التي تثير المشكلات في بلدانهم فالذي يهاجم بالقوة العسكرية يصبح لديه ليس فقط المبرر للمقاومة وإنما لديه القدرة على ذلك مهما كانت ضئيلة. أما النوع الثاني الذي أصبح مفضلا فهو القتل الاقتصادي وهذا أصبح مفضلا لخصائصه المفيدة لمن يرفعون لواء حقوق الإنسان فهو قتل غير مباشر وهو قتل آجل.
ولفتت الصحيفة إلى أن منع الدواء سيؤدي إلى قتل الكثير ممن يحتاجونه ولكن من الصعب البرهان على النية المباشرة في ذلك وهو لا يسبب حرجا في البلدان المستخدمة له لأن آثاره ليست واضحة كاستخدام صواريخ الطائرات والمدفعية والأكثر أهمية أنه سلاح ليست له تبعات فالضحايا عادة تكون بلدانا ضعيفة ليست لديها الإمكانات الاقتصادية للرد ولأنها لا تملك القدرة الاقتصادية على الرد فهى لا تسبب إزعاجا لمجتمعات البلدان الغنية وهذا ما يفسر لجوء البلدان الغربية إلى هذا السلاح المقيت وقد رأينا فاعليته بالذات ضد البشر في كثير من البلدان التي فرض الغرب عليها الحصار الاقتصادي.
وأوضحت أن هذا النوع من الحصار يمارسه الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة فالحصار على الأخير حصار مطلق بحرا وجوا وبرا أما على الضفة الغربية فهو حصار يكاد يكون مطلقا لكن يسلط على حقول اقتصادية محددة هي مفاصل الحياة في الضفة الغربية وهذا الحصار عبر العقود الماضية نجم عنه الموت الكثير لكن من الصعب إرجاعه إلى الحصار بالدقة نفسها التي يرجع فيها إلى فعل السلاح العسكري.
وختمت صحيفة (الخليج) افتتاحتها بالقول "ولهذا يمكن فهم أن الكيان الصهيوني ومعه الدول الغربية يريد وقف جانب من القتل في الأرض المحتلة أي الجانب العسكري لكلفته المادية والأخلاقية المباشرة لكنهم يحرصون على القتل الآخر لأن كلفته تكاد لا تذكر لكنه مع ذلك يبقى قتلا".
أرسل تعليقك