سلط العديد من كبار الكتاب في مقالاتهم بالصحف المصرية الصادر صباح اليوم الثلاثاء الأضواء على رد الجيش على قتل 21 مصريًا على يد تنظيم داعش في ليبيا.
ففي مقاله بصحيفة " الاهرام قال الكاتب فاروق جويدة ، إن "الشعب الليبي شعب طيب ومسالم ولم يعرف القتل والعنف والإرهاب..وهناك علاقات قديمة بين مصر وليبيا ، وهناك تداخل سكاني واجتماعي وإنساني بين القبائل العربية التي سكنت ليبيا ومصر ، وعلى شاطئ البحر المتوسط امتدت شواطئ مصر وليبيا دون فواصل حيث الامتداد الجغرافى والسكاني".
وأضاف جويدة "ولهذا كان أمرا غريبا على المصريين أن تنتقل حشود داعش التى اجتاحت سوريا والعراق إلى ليبيا .. إن الشعب الليبى ينتمى إلى قبائل لها تاريخ والقبائل المصرية تعرف ليبيا جيدا ولهذا لا احد يعرف شيئا عن هؤلاء القتلة الذين يرتدون الأقنعة والملابس السوداء ويحملون الخناجر ويلبسون ساعات غالية الثمن".
وتابع "لا أحد يعرف ملامح هذه الوجوه ومن أين جاءت وهل هم عرب أو ليبيون أم أفارقة أم من جنسيات اخرى لا أحد يعرفها .. هل هم عملاء مخابرات أجنبية مزروعة فى هذه المنطقة لإفساد أحوالها وترويع شعوبها ولماذا كل هذا الغموض ، والسؤال الذى يطرح نفسه من أين جاءت هذه الأشباح ومن يقف وراءها وأين أجهزة الأمن والمخابرات من كل هذه الأشباح المجهولة".
واستكمل "إن ذبح المصريين فى ليبيا ليس فقط جريمة ضد مصر ولكنها جريمة ضد الإنسانية لأن القتل بهذه الوحشية يعيد للعالم صورة عصور من الإرهاب والدمار كان العالم يتصور إنها أصبحت جزءا من التاريخ .. وأكد أن مصر قادرة على الرد كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وقد بدأت بالفعل فى قصف مواقع هذه العصابات فى ليبيا .
وتساءل جويدة من يقف وراء هذه العصابات ؟ ومن أين جاءت ؟ وما هى مصادر تمويلها ؟ وكيف نضمن الا ينتقل هذا السرطان القاتل إلى مناطق أخرى؟ خاصة أنه أصبح قريبا منا ، موضحا أن كشف مصادر تمويل هذه العصابات المسلحة أول الطريق نحو مقاومتها والتصدي لها لأن قطع الرءوس هو أول مصادر الحماية ..
واختتم جويدة مقاله قائلا "ذبح المصريين فى ليبيا يتعارض تماما مع مشاعر الشعب الليبى تجاه مصر والمصريين ، وعلينا أن نعرف القاتل الحقيقى .. لقد تحولت داعش إلى كارثة حقيقية تهدد مستقبل العالم العربى كله ولا بد من مواجهة شاملة لردع هذا الخطر".
وفى مقاله " كلمات حرة " تساءل د. اسامة الغزالى حرب ، من هؤلاء الذين شاهدهم ملايين المصريين ، بل وشاهدهم العالم كله مساء الاحد الماضى وهم يرتكبون جريمة ذبح العمال المصريين فى ليبيا ؟ إنهم ليسوا مثل تلك الجماعات الجهادية أو التكفيرية التقليدية والتى تختلف جذريا عما شاهدناه ، لقد كنا إزاء مشهد تم "إخراجه" بطريقة متقنة، والأغلب أنه تم بعد بروفات عديدة!
يبدأ الفيديو وعليه لوجو أو شعار ما يسمى قناة "الحياة" ، والذى يشبه شعار قناة الجزيرة ، ثم يظهر الطابور الطويل الذى يسير فيه أفراد داعش ، بأرديتهم وأقنعتهم السوداء ، وبأطوالهم الفارعة وبنيتهم العريضة التى تفوق بكثير بنية أجسام الرهائن المساكين الأسرى لديهم ، والذين ألبسوهم جميعا زيا برتقاليا موحدا ، وهو نفس لون الزى الذى كان يلبسه معتقلو "جوانتانامو"! ثم يظهر ، وبشكل سينمائى متقن ، الإرهابى الذى يقدم العملية كلها متحدثا بلكنة انجليزية ليست أصلية ، ليبدأ خطابه تحت العنوان المكتوب "رسالة إلى أمة الصليب" متبوعا بكلمة "رعايا الصليب من أتباع الكنيسة القبطية المحاربة"، وبادئا بالقول "الحمد لله القوى المتين ، والصلاة والسلام على من بعثه بالسيف رحمة للعالمين"!
لقد استمعنا إلى كلماته المجنونة التى ينهيها بأن البحر الذى غيب فيه جسد أسامة بن لادن سوف يخضب بدماء الرهائن التعساء! غير أننى - مرة أخرى - أعود للتأكيد على أن ما رأيناه كان عملا متقنا من اشخاص محترفين ، وغالبا متعددو الجنسيات ، وفوق ذلك - وكما أكد خبراء فى التصوير - فإن هذا الفيديو هو ثمرة إنتاج سينمائى كبير ، تم تصويره على الأقل بثلاث كاميرات للمحترفين ، وغالبا بمعدات تصوير ثقيلة ، فضلا عن الـ"جرافيك" والترجمة العربية المكتوبة. نحن إزاء تطور خطير فى الإرهاب الذى نواجهه ، إنه نوع جديد ومريب من الإرهاب الدولى واسع النطاق ، والذى يستلزم رد فعل قويا وشاملا ومدروسا بعناية.
وقال د. عمرو عبد السميع فى عموده " حالة حوار " لقد ارتدى بلدنا الحداد مرة أخري ، وانتحب على فقرائه الأتقياء الذين ذبحهم الإرهاب الداعر الوحشى المجنون ، ثم بث ـ على كل الأقنية ـ عنوان فضيحته الجديدة: (رسالة الدماء من على شاطئ طرابلس).
وأكد أن هذه المباهاة السافلة بالولوغ فى الدم ، وتلك الاستعراضية البربرية الفاجرة استهدفت مصر ، لا بل وجيعة قلب القلب من مصر ، ولن يغيب عنا مشهد الأبرياء الطاهرين المعدمين، وهم يرفعون أعينهم إلى السماء، مخاطبين الله ـ للمرة الأخيرة ـ قبل الرحيل والصعود إليه.. ولن تلاشى وطأة السنين والزمن من مخيلاتنا قسوة صورة البسطاء الفقراء الذين ظنوا أنهم أفلتوا ـ بمعجزة ـ من قبضة الفاقه الضاغطة القاسية ، فإذا بالأقدار تسلمهم إلى قبضة الإرهاب المشعرة ذات المخالب القذرة السوداء.
وأضاف لا يتملكنى اليوم سوى شعور جارف أمد راحتى انصياعا له ـ محاولا مسح الدمعات والعبرات من فوق وجنات شقيقاتى وخالاتى من النسوة الصعيديات الطيبات المتسربلات بالألم ، المفترشات أديم الأرض ، والمتكئات على الجدر فى أزقة القرى انتظارا لبشير يزف إليهن خبر العودة، بينما يعرفن فى أعماق النفوس أنه لن يأتى أبدا.. بالدمع جودى ياعين ، أدعو للفقراء بالرحمة فتتبعنى قلوب الملايين معضدة بأدعية تهز مغاليق السماء فى يوم عاصف مطير.
أعرف أنهم شهداء.. وفى المعرفة تعفف ، وفى التعفف صبر ، وفى الصبر تقوي.. وأعرف أن الصبر تزكيه والتزكية رجاء، ولكننى أشعر أن صبرى يخونني ، ويبوح القلب ـ فى لحظة التأسي. بكلمات تهتف: إن الرأس هنا.. وضرب الرأس ينبغى أن يكون هنا.. وكفانا زجزجة وزخرفة وتجميلا وتزويقا للقبح ، وكفانا استرضاء ونفاقا للجواسيس والخونة من إرهابيى الإخوان وعملاء الأمريكان.. تلك المهنة التى احترفها البعض طوال أربع سنوات من الكآبة التاريخية والوطنية .
وإختتم عموده باننا إذا لم نجد فى أنفسنا الشجاعة للمواجهة الحقيقية ستظل جذوة الغضب مشتعلة فى نفوسنا.. تخبو وتموت كل ليلة، لتتوهج وتصحو كل صبح كعنقاء تُبعث من رماد!.
أما في جريدة "الأخبار" وفي مقال للكاتب ياسر رزق بعنوان "نسور الثأر" قال رزق " لم يكن اجتماع مجلس الدفاع الوطني مساء أول أمس مخصصا لوضع سيناريوهات أو بدائل الرد علي جريمة كفار «داعش» ضد العمال المصريين العزل ، وإنما كان لتحديد توقيت قرار متخذ سلفاً".
وتابع "ليس سراً أن سيناريوهات الرد كانت موضوعة ، حتي قبيل نشر أول صورة للعمال المصريين يرتدون «بدل الموت» برتقالية اللون ، مقتادين تحت تهديد أسلحة يحملها إرهابيون يلبسون أردية سوداء. عندما نشرت الصورة يوم الخميس الماضي ، تيقنت القيادة المصرية أن العمال قد قتلوا ، وأن التنظيم الإرهابي يتحين توقيت الإعلان عن جريمته ، وقد اختار التوقيت عشية احتفال التوقيع علي صفقة طائرات «الرافال» الفرنسية المتطورة ، لإفساد فرحة المصريين وجيشهم بالحصول علي أحدث مقاتلة في العالم".
واستكمل رزق " عند الفجر.. أقلعت 40 طائرة من عدة قواعد جوية مصرية، في توقيتات متزامنة، وهبطت في قاعدة «مطروح» الجوية ، لتعود للانطلاق في ساعة الصفر المحددة ، نحو أهدافها في مدينة «درنة»، وهي مجموعة من مراكز القيادة ومخازن الذخائر والمتفجرات والسلاح ومواقع تجمعات الميليشيات الإرهابية الكافرة ، وتم انتقاؤها وفق معلومات دقيقة من أجهزة المخابرات والاستطلاع المصرية بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي" ، وإنطلقت 24 مقاتلة من طراز (اف -16) بمعاونة من طائرات حماية ، وسبقتها أعمال مراقبة وتصوير للأهداف، قامت بها طائرات استطلاع من طراز (ميراج -5) وبلغ اجمالي طائرات الضربة المركزة وغاراتها 40 طائرة، وهو عدد ضخم لمهمة قصف ، وبدقة كاملة ، أصابت القاذفات المقاتلة المصرية أهدافها المخططة، وأنجزت مهمتها بنسبة نجاح 100% ، وعادت إلي قواعدها سالمة بعد عملية جوية هجومية استمرت 120 دقيقة ، تم تصويرها بالكامل منذ لحظات الإقلاع إلي موعد الهبوط في القواعد الجوية المصرية".
وأضاف "فتح المصريون أعينهم في الصباح علي نبأ الثأر، يزفه بيان هاديء رصين أصدرته القوات المسلحة ينقل بعضاً من إنجاز عسكري كبير" ، هدأت قلوب المصريين ، وبردت نار الغضب نوعا ، ارتفعت الهامات في عزة وكرامة ، وبدأ الناس يتبادلون التعزية ، فقبل الثأر لا عزاء ولا مواساة ، ومازال النسور في قواعدهم يتأهبون لتكرار الضربات غرباً وشرقاً وفي أي اتجاه إن تطلب الأمر ، وأمرت القيادة ، مؤكدا أن لدينا درع واقية ، وسيف بتار ، وذراع طولي ، نمدها إلي حيث نحمي مصالحنا ونردع التهديدات ، وقبضة قاتلة نضرب بها أعداء الشعب والوطن ، ولنا أن نفخر بجيشنا ، وأن نعتز برئيسنا ، وعلينا أن نجمع الصفوف ونحتشد ، في وطن يستحق منا أن نتحد.
وأشار الكاتب محمد بركات فى عموده "بدون تردد " الى عدد من الرسائل القوية والواضحة التى بعثت بها مصر بالامس عبر ردها الحاسم والفوري علي الجريمة الدنيئة والجبانة التي ارتكبتها عصابات الإرهاب الاسود وجماعات الإفك والضلال والتكفير ضد المواطنين المصريين المسالمين العاملين في ليبيا.
وقال إن الرسائل التي حملتها معها طائرات القوات الجوية المصرية في هجومها الصاعق فجر الامس علي معاقل الكفر والضلال والإرهاب ومخازن أسلحتهم ومعسكرات تدريبهم ومواقع تجمعهم ومركز قيادتهم في مدينة "درنة" الليبية كانت موجهة في المقام الاول للعصابات الإرهابية وجماعات التكفير ولقوي الشر التي تقف وراءها والمتآمرة معها علي أمن وسلامة مصر وشعبها،..، كما كانت موجهة في ذات الوقت إلي المجتمع الدولي كله ، ومن قبلهم الداخل المصري وشعب مصر الصامد.
وأوضح أن الرسالة الاولي الموجهة إلي عصابات الإرهاب في "داعش" أو غيرها تقول بكل الوضوح إن الدم المصري غال ، وان مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال بالاعتداء علي أبنائها او سفك دمائهم علي يد الإرهابيين سواء في الداخل أو الخارج وان الانتقام السريع والصاعق هو الرد الطبيعي والعاجل علي كل من تسول له نفسه الجبانة والمريضة المساس بالمصريين ، والرسالة الثانية الموجهة إلي العالم بكل دوله وشعوبه شرقا وغربا أوضحت بكل جلاء أن مصر لا تدافع عن نفسها فقط في حربها ومواجهتها للإرهاب ولكنها تدافع عن الإنسانية بكاملها والعالم كله ، وان العالم يجب أن يقوم بمسئولياته في هذه المواجهة دون ازدواجية في المعايير بين إرهاب وإرهاب آخر.
وقال أما الرسالة الثالثة فكانت موجهة إلي الداخل المصري والشعب بكل طوائفه وفئاته للتأكيد علي عدة أسس لابد من التمسك بها والإيمان بها بكل قوة وصلابة ، اولها : الوقوف صفا واحدا في مواجهة الحرب الشرسة التي تشنها علينا قوي البغض والضلال والارهاب ، وثانيها : الإيمان بأن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل قادرة علي الانتصار عليه والقضاء علي عصاباته وفلوله بوحدة شعبها وإرادته وقوة جيشها وصلابته في الدفاع عنه ، وبعون الله وقدرته ووعده بنصرة الحق وهزيمة الباطل،..، وان نصر الله لقريب.
وأكد فى ختام عموده أننا رغم الالم للمصاب الجلل وبالرغم من الغضب الثائر في نفوسنا جراء الجريمة البشعة واللا إنسانية التي ارتكبتها عصابات وشراذم الإرهاب الجبان ضد ابنائنا،..، نبتهل إلي الله عز وجل أن يشملهم برحمته ويلهم أهلنا وأهلهم الصبر علي مصابهم الفادح.
وأكد الكاتب جلال دويدار فى عموده "خواطر" أن الضربات التي وجهتها طائرات سلاح الجو المصري إلي معاقل الإرهابيين في ليبيا بعد جريمتهم الشنعاء التي راح ضحيتها 21 مواطنا مصريا.. جاءت استجابة لنبض الشارع المصري الثائر الغاضب لسفك هذه الدماء البريئة ، وهذه الطلعات الجوية وما سيتبعها سوف يساهم في تهدئة نيران الغضب التي أشعلت الثورة في نفوس كل المصريين وهو ما جعلهم يرفعون أصواتهم بالدعاء بوركتم يانسور مصر.
وأوضح أن ما جاء في هذا الشريط الاحترافي الإجرامي المتعمد قد أثار مشاعر وغضب وحزن عشرات الملايين من أبناء مصر ، لانهم وهم في قمة تأثرهم وثورتهم لم يكونوا يعتقدون أو يتصورون أن يقدم علي مثل هذه الجريمة أي إنسان مسلم يعلم تعاليم الإسلام الصحيحة القائمة علي السماحة والمودة ونبذ سفك دماء الأبرياء.
وقال كان طبيعيا أن يكون هنا رد فعل فوري يتجاوب مع الغضب الجماهيري وهو ما تجلي في دعوة الرئيس السيسي لاجتماع فوري ومتواصل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات ردا علي هذا التجاوز الإجرامي الذي فاق كل الحدود ، وفي خط متواز كان علي مصر أن تتحرك علي الساحة الدولية لفضح بشاعة التطرف الإرهابي الذي لن ينجو منه أحد في العالم.
تمثل ذلك في تكليف سامح شكري وزير الخارجية للسفر الي واشنطن لنيويورك لإجراء الاتصالات اللازمة مع الإدارة الأمريكية وفي الأمم المتحدة بشأن تصاعد هذه الجرائم وضرورة وقوف العالم صفا واحدا في مواجهة هذا الخطر.
وبالطبع ما كان يمكن أن يطول انتظار القيادة السياسية المسئولة عن حماية وأمن المصريين علي ما جري وهو الأمر الذي كان متوقعا ، لذا كان استقبال الشعب المصري بجميع طوائفه لما قامت به قواتنا الجوية وما سوف تقوم به قواتنا المسلحة علي اختلاف أسلحتها متسما بالرضاء والفخر ، وبقي أن نقول أننا في انتظار موقف فعال وصادق من المجتمع الدولي تجاه هذا الخطر الإرهابي الذي اصبح يهدد امن واستقرار العالم.
وفى صحيفة " الجمهورية " قال رئيس التحرير فهمى عنبة فى عموده " على بركة الله " لقد انتظرنا طويلاً حتي نري اليوم الذي تتحرك فيه الدولة سريعاً لاحتواء وعلاج أي أزمة في الوقت المناسب ، دون إبطاء أو تأخير ، استغرقنا دهوراً قبل أن نشاهد بأعيننا رد فعل قوياً ومدروساً وفورياً ، لحفظ كرامة المصريين ، والأخذ بثأرهم إذا تعرضوا لمكروه خارج البلاد ، من حق كل مواطن أن يفخر بأنه مصري ، وأبوه مصري ، رغم الحزن والألم والأسي الذي يعتصرنا علي الشهداء الذين يقتلهم الإرهاب كل يوم ، وآخرهم ضحايا مذبحة "داعش" في ليبيا.
وأضاف أنه فور وقوع المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 21 مصرياً.. اجتمع مجلس الدفاع الوطني. واتخذ قراراته.. منها ما تم تنفيذه. وأغلبها سيأتي لاحقاً.. بعدها خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي ليخاطب الشعب. ويؤكد علي الثأر وعلي وقوف المصريين جميعاً مع أسر الضحايا وعائلاتهم.. مع أول ضوء للفجر ، كان نسور القوات الجوية يردون الاعتبار ويثأرون من القتلة السفاحين.
يضربون أماكن تدريبهم ومخازن أسلحتهم ، وبعد القصاص أتي وقت تقديم العزاء. ذهب الرئيس إلي الكنيسة ليعلن للعالم أننا نعيش علي هذه الأرض دون تفرقة ، ونتألم لوفاة المسلم والمسيحي، وتتوالي مشاهد الوحدة المصرية. حيث جاء إلي الكنيسة رئيس الوزراء. ووزير الدفاع. وكافة الوزراء والقوي الشعبية. وقيادات الأزهر والأوقاف.. فالدم مصري. والشعب كله مجروح ، توافد جموع المواطنين علي الكاتدرائية في العباسية. ليعلنوا تضامنهم وتعازيهم. وليؤكدوا أننا يد واحدة.. الدين لله. والوطن للجميع.
وأكد أننا علينا ألا نكتفي بذلك.. ونفرح بالضربات الجوية علي معاقل "داعش".. وفي نفس الوقت لا نتعجل القصاص الكامل. باستئصال كل الإرهابيين في ليبيا وسيناء وسوريا والعراق واليمن.. فأمامنا معركة طويلة.. وحتماً سيسقط منا شهداء كل يوم.
مطلوب تكاتف الشعب والتأكيد علي وحدته الوطنية وألا نسمح بمن يندسون بيننا ، يريدون تفريقنا.. فوحدة المصريين هي الضمان لبقاء هذا الوطن.. بل لا نبالغ إذا قلنا إنها الضمان لبقاء هذه المنطقة والأمة العربية بأسرها من المحيط إلي الخليج.
ليتنا نعالج كافة القضايا والمشاكل التي تمر علينا بنفس السرعة في التحرك والقوة في اتخاذ القرار والأداء المتميز في التنفيذ بدقة ، مثلما حدث لمواجهة أزمة الضحايا المصريين الذين سقطوا في ليبيا.
لم يترك المسئولون الأمور حتي الصباح.. وأشركوا الشعب معهم.. فكان الجميع علي موجة واحدة.. استخدموا كل ما لدي مصر من إمكانيات وهي كثيرة.. وبالطبع كانت القوات المسلحة كعادتها هي المحافظة علي الكرامة ، وردت الاعتبار ، وثأرت لكل مواطن وجعلته يفخر بأنه ينتمي لهذا البلد.. ويقول: "لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً .
وتحت عنوان "ألقت بنفسها في التهلكة" قال الكاتب محمد منازع إنه "لم يكن وجود (داعش) في ليبيا عشوائياً. ولا وليد الصدفة. ولا اللحظة.. وإنما هو ترتيب وتخطيط.. حلقة جديدة من المسلسل الأمريكي الطويل الذي يسعي ويجاهد من أجل تحقيق هدفه في تفتيت المنطقة العربية.. ولا يدخر الأمريكان جهداً ولا مالاً. ولا وسائل خبيثة وشيطانية كي يصلوا لذلك.
يجب ألا ننسي أنه منذ أن انصاعت قطر صاغرة للمصالحة مع مصر.. وقدمت مصالحة صورية شكلية. لم تستمر.. حينها تردد أنها ستقوم بطرد قيادات الإخوان من علي أراضيها. وأنهم سيتوجهون إلي ليبيا.. لم يكن ذلك عشوائياً.. وإنما جزء من التخطيط الماكر..
كي يكون هؤلاء "الأفاعي" قريبين من حدودنا الغربية.. ويلدغوا وقت ما يريدون.. ومن هنا. وإن لم يكن هناك الكثير منهم في ليبيا.. لكن جاءت فكرة وجود فرع لداعش في دولة الجوار. ليستمر المخطط الأمريكي. ولا يفقد الأمل رغم الصفعات التي تلقاها الأمريكان علي "قفاهم" من المصريين وإفشال مخططهم".
وأضاف "وكي لا ننسي.. فإنه منذ أن تم وضع نواة لفرع داعش في ليبيا.. لم يكن ذلك سرياً ولا مفاجئاً. وإنما حذرت منه مصر.
وأشارت إليه ، وأنه لن يكون خطراً علينا وحدنا. بل سيمتد إلي العالم كله.. لكن لم يتحرك أحد.. ولم يحرك ذلك ساكناً عند المجتمع الدولي".
واستكمل "قد وضع الدواعش أنفسهم في مأزق كبير.. لأنهم يتجمعون هناك لحتفهم.. جاءوا لموتهم.. فلم تكن مصر تقدم علي الاحتكاك بهم إلا بعد أن ارتكبوا فعلتهم الشنيعة البغيضة الحيوانية..
بذبح واحد وعشرين مصرياً.. وللحقيقة والأمانة.. تملكنا الغضب الشديد.. وكلنا نريد القصاص والثأر.. وفي نفس الوقت لا نريد أن نفتح جبهة جديدة للقتال.. بجانب ما يحدث في سيناء.. وما تزرعه الجماعة الإرهابية من قنابل كل يوم في كل مكان.. غير أنه لم يكن هناك اختيار.. نحاول أن نبحث عن بعض "الحكمة" للتعامل مع الموقف والحدث الجلل.. فجاءت الضربة الجوية الخاطفة السريعة.
التي أوجعتهم.. وشفت بعض ما يعتمل في صدورنا.
استيقظنا في الصباح الباكر علي النبأ السار. وسط الأحزان.. صحيح لم نحتفل به.. لكنه كان سبباً في تهدئة الغليان بداخلنا..
وسرعة الضربة تؤشر بوضوح إلي أن مصر لديها كل المعلومات عن داعش في ليبيا بالتفصيل.. لذا لم تمض ساعات قليلة علي اتخاذ القرار إلا وتم التنفيذ".
واختتم الكاتب مقاله بالقول "إن تجمع الدواعش علي الحدود المصرية.. هو الإقدام علي الموت.. والإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة"
أرسل تعليقك