واشنطن - أ.ش.أ
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن التحالف الذي تسعى الإدارة الأميركية لتشكيله من أجل محاربة تنظيم " داعش " يبدو ضعيفا.
وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إن الرئيس الأميركي باراك أوباما محق في السعي إلى تمكين القوات العراقية والسورية وصياغة أجندة واسعة النطاق لتحالف إقليمي، غير انه يجب في نهاية الأمر إلحاق هزيمة بتنظيم " داعش " على أرض المعركة، وفي هذا الصدد يبدو التحالف الذي تسعى اليه الادارة الاميركية ضعيفا.
وأشارت إلى أنه عند شن حربين سابقين بالعراق، جمعت الولايات المتحدة تحالفات ضخمة من عشرات الدول، وأسهمت بعض الدول العربية بقوات برية كبيرة خلال حرب الخليج عام 1991، ورغم سخرية البعض من غزو العراق في 2003 كعمل أميركي "احادي الجانب"، تم دعم هذا الغزو بقوات من 39 دولة.
وأوضحت أنه بهذه المعايير، تبدو النتائج التي تحققت حتى الآن لجهود إدارة أوباما من أجل تشكيل تحالف لمحاربة " داعش " هزيلة، لافتة إلى أن 24 حكومة تعهدت -في باريس أمس الاثنين- بالمساعدة في محاربة المتطرفين بشتى الطرق، لكن القليل من تلك الحكومات فقط وافق حتى الآن على المشاركة في مهام قتالية جوية بالعراق، كما لم توقع أي حكومة بعد على دعم ضربات جوية اميركية محتملة على سورية.
ورأت "واشنطن بوست" أن هذا الدعم الهزيل يعكس في جزء منه السياسات المعقدة للحرب ضد تنظيم " داعش " الذي استولى على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وجند عشرات الآلاف من المسلحين، موضحة أن دول جوار مثل تركيا والأردن مترددة في الانضمام للقتال بشكل صريح خشية أن تصير أهدافا للإرهابيين.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال أمس إن القضاء على تنظيم " داعش " سيعتمد في جزء منه على مبادرات غير قتالية مثل التشكيك في أيديولوجيته ووقف زحف المتطوعين من الجهاديين وتوفير دعم للحكومة العراقية الجديدة، وهو امر حقيقي، كما يمثل تعهد المملكة العربية السعودية بالمساعدة في تدريب آلاف المقاتلين من الجيش السوري الحر أهمية في هذا الصدد.
وتابعت "واشنطن بوست" بالقول "غير انه لا يزال من غير الواضح مع ذلك ما اذا كانت استراتيجية الادارة الاميركية الخاصة بمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية بمفردها مع القوات العراقية وقوات المعارضة السورية أمر مجد، فالجيش العراقي سيتطلب اعادة تنظيم وتدريب بشكل مكثف قبل ان يكون بمقدوره نشر وحدات قادرة على اعادة السيطرة على مدن مثل الفلوجة والموصل".
وأشارت إلى أن الجيش العراقي يبدو قويا رغم كل ذلك مقارنة بالجيش السوري الحر، الذي بدا حتى وقت قريب معرضا لخطر السحق بين نظام الاسد وتنظيم الدولة الاسلامية.
أرسل تعليقك