الخرطوم ـ وكالات
فاز صحفي سوداني تعرض للاعتقال من قبل نظام الرئيس عمر البشير بسبب كتابته عن انتهاكات حقوق الإنسان في بلاده، بجائزة بيتر ماكلر التي تُمنح مكافأة للصحفيين على شجاعتهم ونزاهتهم أثناء قيامهم بواجباتهم المهنية.
واختارت جائزة بيتر ماكلر -التي تمنحها عادة مؤسسة "غلوبال ميديا فورام" بالتعاون مع الفرع الأميركي لمنظمة مراسلون بلا حدود- الصحفي السوداني فيصل محمد صالح (52 عاما) لنيل الجائزة في نسختها لعام 2013.
وسيتسلم صالح جائزته في 24 أكتوبر/تشرين الأول في حفل سيقام في نادي الصحافة في واشنطن.
وصالح حاصل على بكالوريوس في الصحافة من جامعة الأزهر في القاهرة، ودرجة الماجستير من جامعة ويلز في كارديف ببريطانيا.
وعمل صالح طوال ربع قرن في مؤسسات عديدة، وهو مدير البرامج في منظمة "طيبة برس" غير الحكومية التي تدرب صحفيين في السودان. وقد سبق له أن شغل منصب رئيس تحرير ومدير تحرير عدد من الصحف السودانية إضافة إلى كتابته العديد من الأعمدة والافتتاحيات في صحف عدة.
وعُرِفت عن صالح آراؤه المعارضة للرئيس البشير ودفاعه عن حقوق الإنسان وحرية التعبير فيها. وقد سجن لأيام عديدة في 2012 إثر مقابلة أجرتها معه فضائية الجزيرة وتحدث فيها عن تعرض الناشطة السودانية صفية إسحاق للاغتصاب.
ويحتل السودان المرتبة 170 على قائمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة في العالم التي تضم 179 بلدا.
وأشارت كاميل ماكلر -مديرة جائزة بيتر ماكلر في بيان- إلى أنه "في الوقت الذي نستعد فيه للاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيس (الجائزة)، ما من شيء يجعلنا أكثر فخراً من تكريم الصحفي فيصل صالح".
بدوره قال المدير العام لمراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار في البيان نفسه إنه "بتكريم صالح إنما نحن نكرم شجاعة كل أولئك الذين يرفضون في السودان الخضوع لتكميم أفواههم".
وهنأ اتحاد الكتاب السودانيين فيصل محمد صالح بمناسبة نيله الجائزة. وقال الاتحاد إن "تكريم فيصل استحقاق صادف أهله، فهو صحفي يكتب ما يمليه عليه ضميره، دفاعاً عن حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الإنسان، ولم تعرف عنه مداهنة لسلطان ولا رهبة من حاكم ولا لجلجة إزاء نظام، الأمر الذي كبده دائماً أثماناً غالية على حساب صحته وأمنه الشخصي وأمن أسرته".
تجدر الإشارة إلى أن جائزة بيتر ماكلر أسست عام 2008 بمبادرة من أسرة صاحبها الذي يحمل نفس الاسم تقديراً لتكريسه حياته في العمل من أجل صحافة نزيهة وصادقة.
وقد توفي بيتر ماكلر -الذي كان رئيساً لتحرير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في أميركا الشمالية- عام 2008 إثر نوبة قلبية.
أرسل تعليقك