أبوظبي - أ.ش.أ
اتهمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم /الثلاثاء/ الدول الغربية بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بغزة وتحريضه على العدوان وارتكاب المزيد من جرائم الحرب .. مؤكدة أن التحركات الماراثونية التي تشهدها المنطقة لوقف إطلاق النار جاءت استجابة لحفظ ماء وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإنقاذا لأسطورة "الجيش الذي لا يقهر" بعد التطورات اللافتة في قطاع غزة خلال الـ (48) ساعة الماضية.
وقالت صحيفة "الخليج" إنه عندما تقول الدول الغربية إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها فهذا ترجمته باللغة العبرية المزيد من القتل وارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني ، مؤكدة أن إسرائيل تترجم "حق الدفاع عن النفس" في قطاع غزة بقتل الأبرياء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وقطع الكهرباء والماء وضرب البنى التحتية واستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والدفاع المدني أي أنها تقوم بعملية إبادة مبرمجة.
وأكدت الصحيفة أن الدول الغربية في موقفها هذا إنما هي شريكة في العدوان الصهيوني وتمارس سياسة أخلاقية منحطة وبما يتعارض مع القيم الإنسانية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها واتفاقيات جنيف التي تدعم الشعوب في الحرية والكرامة وتوفر الحماية للمدنيين في أوقات الحرب.
وأوضحت "الخليج" أن كل ما يتم الحديث عنه عن قيم حضارية وإنسانية غربية تسقط عندما يتعلق الأمر بـإسرائيل وتتحول إلى قيم بلا معنى بل إلى قيم القرون الوسطى بكل ما تمثله من غزو واحتلال واستعمار واستعباد ، الدول الغربية تعود إلى أصلها وتسقط مرة أخرى في امتحان الأخلاق السياسية وتهوى إلى قعر الانحطاط الأخلاقي كحاضنة وراعية للمشروع الصهيوني العنصري.
ومن جانبها، أكدت صحيفة "البيان" أن المقاومة والشعب الفلسطيني بصمودهم على أرضهم واستماتتهم في الدفاع عنها فرضوا معادلة جديدة في تلك المعركة التي رغم ميل كفتها العسكرية لصالح الاحتلال إلا أن نضال الفلسطينيين في أراضيهم منذ عقود لم يمنح إسرائيل يوما نشوة الانتصار عليهم.
وذكرت الصحيفة "سرعان ما تغيرت قواعد اللعبة والحرب في قطاع غزة بإعلان المقاومة الفلسطينية أسر جندي إسرائيلي وقتل عشرات آخرين بعضهم من ضباط النخبة في لواء غولاني في سلسلة عمليات نوعية وجهت ضربة قاسية للاحتلال الذي رد بمجزرة دموية بشعة في حي الشجاعية في مدينة غزة وواصل دك أراضي القطاع بصواريخ "إف 16" والأسلحة المحرمة دوليا".
وأضافت "لكن اللافت ، رغم نفي الاحتلال أسر أي من جنوده وتقليصه لعدد قتلاه وحجم خسائره المتتالية ، أن مجلس الأمن الدولي وبعد طول غياب أعرب مساء أول أمس الأحد عن قلقه الشديد إزاء العدد المتزايد من الضحايا في قطاع غزة ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار .. هذا الحراك الدولي غير المعهود والذي طال انتظاره تزامن مع سلسلة زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين للعاصمة المصرية القاهرة في مقدمتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، فضلا عن زيارة أخرى يقوم بها وفد أميركي رفيع برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن القومي ديريك تشوليت ومع زيارة ثالثة منفصلة لمبعوث الصين للشرق الأوسط "وو سيكه" والتي ترافقت جميعها مع حراك عربي شبه متواصل ترعاه مصر".
وأكدت "البيان" أن هذه التحركات الماراثونية لم نسمع عنها قبل التطورات اللافتة في قطاع غزة خلال الـ (48) ساعة الماضية كما أنها لم تتحقق قبل ذلك رغم الدعوات والمناشدات العربية والفلسطينية المتواصلة لتدخل عاجل يحقن دماء أهالي غزة ويضع حدا لمآسيهم وتهجيرهم من بيوتهم للمرة الثالثة على الأقل ، بل إنها جاءت استجابة لحفظ ماء وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي وإنقاذا لأسطورة "الجيش الذي لا يقهر" .
أرسل تعليقك