عمان - بترا
يعود المخرج الأردني حسين دعيبس إلى الدراما التلفزيونية من جديد بعد توقف مؤقت لأعمال ال(فيدو كليب) ، أنجز خلالها نحو 300 أغنية للعديد من المطربين الأردنيين والعرب من بينهم الفنان العراقي كاظم الساهر الذي ارتبط معه بمجموعة من أشهر أغانيه مثل (زيديني عشقا).
يعتبر دعيبس ان الدراما الاردنية ستشهد خلال الفترة المقبلة ازدهارا كبيرا وستكون أكثر نضجا من المرحلة الماضية .
ويقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انه يتوجه خلال هذه الفترة إلى الدراما باخراجه لمسلسل أردني عربي ضخم بعنوان (وعد الغريب ) الذي ألفه الزميل الصحفي مصطفى صالح وينتجه المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية، ويشارك فيه لأول مرة 20 نجما أردنيا جديدا ليكونوا نواة لجيل من الممثلين الواعدين .
ويضيف ان المسلسل يرصد فترة تاريخية مهمة , وهي معايشة الانسان العربي لفترة الحرب العالمية الأولى ،حيث تم رصد هذه الفترة بدقة سواء ما يتعلق بالأزياء والديكور واللهجات وطبيعة وملامح الانسان وتصرفاته في اطار الظروف التي كانت تشغله في المنطقة.
ويأمل دعيبس بأن تستعيد الدراما الأردنية ألقها بعد غفوة عاشتها بعد حرب الخليج الاولى حيث ولدت في تلك الفترة دراما جديدة في المنطقة مثل الدراما السورية والدراما الخليجية ، فيما كانت الأبواب مغلقة أمام الدراما الاردنية، مع وجود عنصر بشري قادر على المشاركة في الدراما العربية والنهوض بها .
ويعتبر دعيبس أنه من الصعب أن يخرج من الفيديو كليب نهائيا رغم اتجاهه إلى الدراما وابتعاده عن ال(فيدو كليب) ، فهو أحد الذين وضعوا بصمات مهمة في مجال الفيديو ومن فرسان الزمن الجميل لمرحلة الفيديو كليب، ومن المهم أن يحافظ على التاريخ الذي اختطه في هذا المجال.
وليس ذلك فحسب ، "فهو يشعر بالفخر كونه حصل على الكثير من الجوائر العربية والعالمية في مجال الفيديو كليب، وكان له العديد من الأغاني في هذا المجال والتي أصبحت مادة علمية تدرس في كليات الفنون في الجامعات حول إعداد الفيديو وترابطه وانسجامه مع الأغنية".
لذلك لن يترك هذا المجال "رغم أنه لم يعد مغريا هذه الأيام ، لأن الفيديو كليب أصبح كالماكينات التي تفرخ كل يوم أغنية، ما أن تظهر حتى تختفي فجأة، حيث أصبحت الأغنية في تراجع وكأنها جزء من منظومة عامة" كما يتابع .
ويرفض دعيبس الذي يعتبر من أشهر مخرجي الفيديو كليب ، "أن يتنازل عن تاريخه الذي قدم فيه أجمل الأغنيات لأشهر المطربين العرب مثل كاظم الساهر ونجوى وكرم وماجد المهندس ، لانه دفع ثمنا غاليا ليحافظ على انجازه وابداعاته في مجال إخراج الأغنيات التي انتشرت عبر الفضائيات العربية إلى المشاهد العربي" بحسب قوله .
ويقول "إن الدراما بالنسبة لي هي موطني ، التي أعود اليها،حيث يمكن تقديم أعمال فنية متميزة نظرا لوجود جميع العناصر التي تساعد على ازدهارها ".
ويؤكد أن الدراما الأردنية ستزدهر مع وجود طاقات فنية شابة ومبدعة إلى جانب الخبرات الكبيرة الموجودة في الأردن في مختلف المجالات الفنية ما يولد عالما جديدا في مجال الدراما إلى جانب تحقيق بعض الاصلاحات التي تحتاجها الحركة الفنية، ما يسهم في وجود طاقات جديدة أكثر نضجا خلال المرحلة المقبلة.
ويوجه كلمة للقائمين على الحركة الفنية في الأردن " إذا كنا غير قادرين على إنتاج قوي ومنافس للدراما العربية، يمكننا أن نطرح نجوما في الساحة العربية يتميزون بقدرات فنية كبيرة، لتقديم نماذج متطورة في مجال الدراما الأردنية،الى جانب الاستفادة من الموضوعات الحياتية ورصدها بشكل جيد خاصة ان الساحة مليئة بالموضوعات والعناوين التي يمكن نقلها الى الشاشة ".
ويرى أن بامكاننا الاستفادة من الحالة التي تعيشها الدراما العربية خاصة انها في هذه المرحلة دراما ضعيفة، نظرا لتكرر الحالات والقصص فيها واستخدامها بغطاء آخر، كما في المسلسلات المدبلجة التي تحاول محو القيم وتعتدي عليها نظرا لجرأة الطروحات حتى وصل المشاهد إلى حالة من التشتت الفكري ،إذ لا ثوابت ولا استقرار في الفكر وعدم وجود بوصلة واضحة للوصول اليها بشكل سليم .
ويقول " إن الساحة الفنية مليئة بالموضوعات إما أننا لا نجرؤ أو أننا لا نعرف اي نجهل الأمور، وكلاهما مصيبة بالنسبة للحركة الفنية، مؤكدا ان ذلك سيفقد الدراما ألقها عن المشاهد العربي وسيكون البدليل باتجاه المسلسل الهندي او التركي وغيره ، أو يمكن ان تزدهر بعد فترة عروض الفيديو على المواقع الالكترونية لأن كثيرا من الفضائيات هي مجرد عدد بعد ان وصلت الى اكثر من الف قناة فضائية،فيما يتم التركيز على اقل من 10 فضائيات هي معدل المشاهدة للانسان العربي .
ويبين ان العديد من القنوات الفضائية لا يلبي رغبات المشاهدين ومنها ما سيؤول الى السقوط .
ويؤكد المخرج دعيبس ان الحركة الفنية في الاردن تحتاج في هذه الفترة الى ادارات فنية واعية تستفيد من الأخطاء التي حصلت في الماضي وتحاول ان تدمج القدرات الفنية الشابة مع الخبرات الكبيرة الموجودة في المملكة
أرسل تعليقك