الشارقة ـ وام
أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالاسهام الكبير الذي تقوم به شركة سيمنس الالمانية العالمية في بناء الاقتصاد الاماراتي وتنظيم المسابقات العلمية بين الطلاب في مختلف انحاء العالم.
وثمن اختيارها الشهر الماضي مدينة مصدر في أبوظبي لتكون مقرا رئيسا لها في المنطقة العربية بشأن القيادة في الطاقة والتصميم البيئي" ليد"..
مشيرا الى أن المقر سيضم 800 موظف للشركة التي تقوم بتشغيل أكثر من 360 الف شخص في أنحاء العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مساء أمس خلال الحفل الذي نظمته الشركة في أبراج الاتحاد لتكريم الفائزين بجوائزها الخمس للعام الحالي 2014م والبالغ اجماليها 56 ألفا و500 دولار أمريكي نحو مائتي ألف درهم.
وفاز فريق " الصلصال البارد" من جامعة الشارقة بالمركز الأول و25 ألف دولار أمريكي بينما جاء في المرتبة الثانية فريق "هيدروتيك" لمحاليل التنظيف" من جامعة نيويورك أبوظبي وحصل على عشرة آلاف دولار .
وحل في المركز الثالث فريق ثان من جامعة الشارقة هو فريق "دفعة الطاقة الشمسية" وفي المرتبة الرابعة فريق" التابيت" من جامعة الملك إدوارد الطبية في لاهور بباكستان بينما حصل فريق "ايجبت راكر" على جائزة اختيار الجمهور.
وقال معاليه إن الحفل يأخذ بعدا عالميا خاصة أن الطلبة الذين تنافسوا في مسابقة العام الحالي يمثلون 16بلدا من البلدان العربية وغير العربية .. مشيرا إلى أن المسابقة تركز على فرق من الطلبة الاذكياء الذين لديهم الابداع والتجديد والطموح لايجاد الحلول العملية السهلة والرائدة للتحديات التي تواجه المجتمعات البشرية.
وأضاف مخاطبا الفائزين إنهم برهنوا على اهتمامهم بالتنمية المستديمة للمنطقة وأصبحوا يعرفون لماذا تعتبر الاستدامة من أولويات القيادة الرشيدة للامارات.. مشيرا إلى الدعم الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لواحدة من التجارب الأكثر جرأة في العالم في الاستدامة الحضرية وهو مدينة مصدر.
وأوضح أن مدينة مصدر تمثل مجتمعا مستداما وقابلا للحياة التجارية التي تتماشى تماما مع رؤية مصدر للمدينة منخفضة الكربون مايعني بالنسبة لشركة سيمنس أن تتخيل بعضا من كثير من المشاكل التي ستقوم بحلها تلبية لمتطلبات مصدر ولمعنى اختيارها ابوظبي مقرا جديدا لها.
وأكد للفائزين أنهم عناصر مهمة كأفراد لكنهم أكثر من ذلك عندما يعملون بروح الفريق الواحد .. مستشهدا بمقولة لكينيث ويلسون الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء" إن أصعب مشاكل العلوم البحتة والتطبيقية يمكن فقط أن تحل من خلال التعاون المفتوح من المجتمع العلمي في جميع أنحاء العالم".
وقال إن المجتمعات الانسانية تواجه العديد من التحديات في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والاقتصاد والتنمية والسلم العالمي والتفاهم الدولي والحواربين الحضارات.. مؤكدا أن الامارات تشجع وتدعم الطلبة المشاركين في مسابقات سيمنس لتوجيه طاقاتهم لمواجهة هذه القضايا الملحة وايجاد حلول لها مستفيدين في ذلك من التطور التكنولوجي.
وأوضح أن المشروعات الفائزة في هذه المسابقة تشكل مصدر إلهام مدروس ونهجا مبدعا لمواجهة المشاكل والتحديات في مختلف أنحاء العالم كما أن الطلبة الفائزين سيصبحون قدوة للتعلم، ومصدر إلهام لزملائهم الاخرين.
بعد ذلك تم تكريم الفائزين الذين قدموا مشاريع وحلولا اقتصادية وصديقة للبيئة تعالج الحلول تحديات عديدة كالتبريد، وتنظيف الألواح الشمسية، وغرف التصوير الطبي في الدول النامية، وزيادة الطلب على الكهرباء.
وقال مسئولو الشركة في كلماتهم أمام الحفل انه تم اختيار الفائزين بناء على مستوى الإبداع وإمكانية تطبيق المقترحات التي تقدموا بها لحل التحديات المعاصرة التي تواجه العالم.
وأضافوا إنه تم تكريم فريق "الصلصال البارد" بناء على مستويات الإبداع التي أبداها في التحدي الخاص بإيجاد نظم استشعار تتمتع بالاكتفاء الذاتي، وتصميم نظام تبريد اقتصادي وصديق للبيئة ويسهل نقله، كما لا يتطلب أي مصادر للطاقة نظرا لمقدرته على التبريد بواسطة التبخير.
وتتمحور فكرة الفريق على وضع مواد تتمتع بموصل جيد للحرارة بين طبقتين من الصلصال ومن ثم يتم رشق الصلصال بكميات معينة من الماء، لتعمل المواد الناتئة المكشوفة كعامل تبريد داخل المحيط أو المساحة التي تحتاج إلى تبريد.
أما فريق "هيدروتيك" لمحاليل التنظيف من جامعة نيويورك أبوظبي فقد طرح فكرة "محاليل التنظيف المصنعة بواسطة تقنيات المياه المعالجة" التي استوحاها من خنفساء صحراء ناميبيا.
والفكرة عبارة عن تصميم جهاز مسح يقوم على جمع المياه من الهواء بمساعدة المواد الصناعية، بالإضافة إلى إنتاج محلول خاص لتنظيف الألواح الشمسية المغبرة.
وكان أعضاء الفريق قد أوضحوا قدرة مشروعهم على الحد من تكاليف تنظيف الألواح الشمسية المستخدمة في أبوظبي، وتعزيز مفهوم الحفاظ على الموارد المائية الشحيحة.
بينما قدم فريق "دفعة الطاقة الشمسية"، حلا لمعضلة الجيل القادم والمستقبلي لشبكات التحكم الكهربائية، ومعالجة مشكلة زيادة الطلب على الكهرباء في منطقة الخليج خلال أشهر الصيف الحارة.
ويقوم المشروع على توريد شبكات كهربائية ذات بنية خلوية، مع سهولة الوصول إلى مصدر الطاقة خلال فترات الحرارة الشديدة ولتحقيق هذا الهدف، ستقوم الطاقة الشمسية بتغذية توربين بخاري غير تقليدي، سيعمل على تغذية الشبكة الكهربائية خلال ساعات الذروة وتخزين الطاقة الزائدة لاستخدامها خلال فترات انخفاض الطلب على الكهرباء.
ويقوم هذا النظام على استغلال الخواص الميكانيكية للكثافة المنخفضة للعوامة الرغوية الموجودة في خزانات المياه، وذلك من أجل تخزين الطاقة بشكلها الأمثل وتوفير حل اقتصادي وصديق للبيئة.
أما فريق "التابيت " من جامعة الملك إدوارد الطبية في لاهور بباكستان فقد اقترح ابتكارا تقنيا حول دمج العلاج والتصوير في غرف متكاملة للعمليات في المستقبل.
وقدم تصميما منخفض التكاليف لدمج الجوانب المختلفة لغرف التصوير والعمليات في الدول الناشئة، يقوم على وضع أجهزة التصوير باهظة الثمن، بما فيها جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي " إم آر أي" وجهاز التصوير المقطعي المحوسب" سي تي " بأسلوب يتيح استخدامها لمعالجة المرضى داخل أو خارج غرف العمليات، دون التأثير على بيئة التعقيم أو الهدف الوظيفي لغرف العمليات.
وقدم فريق " ايجبت راكر " الفائز بجائزة اختيار الجمهور مشروعا يعمل على زيادة كفاءة تحويل الطاقة الشمسية، وتحسين الوقت الزمني لإبقاء الألواح الشمسية عمودية بشكل مباشر مع أشعة الشمس الامر الذي لاقى استحسانا كبيرا وجمع أكبر نسبة إعجاب من الجمهور.
وقال ديتمار سيرسدورفر، الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنس" الشرق الأوسط والإمارات ان المتسابقين النهائيين الذين شاركوا في الجائزة هذا العام أبدوا مستويات عالية من الإبداع في مقترحاتهم التي قدمت حلولا لمعالجة أبرز القضايا التي تواجه المنطقة .
وعبر عن فخر "سيمنس" بمشاركتها في دفع عجلة التطور الاجتماعي في المنطقة من خلال هذه الجائزة، وقال ان الشركة تتطلع قدما للارتقاء بمستوى مشاركتها في تطور المنطقة من خلال المبادرات التعليمية والتدريبية.
وقد استقطبت مسابقة "جائزة سيمنس للطلبة" فرقا طلابية تنتمي لأكثر من 120 جامعة في كل من مصر وباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن وسلطنة عُمان والكويت وليبيا والبحرين وأفغانستان والعراق ولبنان واليمن.
أرسل تعليقك