القاهرة ـالعرب اليوم
يعتبر عام 2015 أحد أهم الأعوام التي شهدت نقلة نوعية في قطاع التعلم الإلكترونيّ، والذي اتجهت الأنظار نحوه منذ بداية القرن الحادي والعشرين، على اعتباره وسيلة جديدة وأداة متطورة يستطيع الفرد أن يبدأ من خلالها رحلة بحثه عن المعارف الجديدة بطريقة رقميّة.
ومع تحسن خدمة الانترنت عالميًا وانخفاض تكلفة الوصول إليها، انطلقت العديد من المنصات التعليمية الإلكترونيّة، في وقت عملت بعض الدول على تطوير البنية الاتصاليّة بما يخدم متطلبات التعلم عبر الانترنت بعدما أصبح ضرورة لابد منها.
وفي إحصائيات حديثة نشرها موقع research and markets المختص بأبحاث السوق، الأسبوع الماضي، أشارت التوقعات إلى نمو حجم سوق التعليم الإلكتروني الجديد إلى نحو 8،50 مليار دولار بحلول عام 2020، أي ما يعادل سبعة أضعاف ماهي عليه الآن.
وتستحوذ أميركا الشمالية على نصيب جيد من السوق النامي، فمن المرجح أنّ تبقى حصتها من السوق خلال الأعوام الخمس القادمة كبيرة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى، بما توفره من فرص استثمار عديدة ونمو واضحة لقطاع التعلم عن بُعد.
وبحسب الإحصائيات أيضًا، من المتوقع أنّ تتجه العديد من الشركات التقنيّة نحو إطلاق أجهزة محمولة تخدم الأهداف التعليمية وتسهل وصول المتعلمين إلى المحتوى التعليمي والتفاعل معه بطريقة مبتكرة.
ووفقًا للتوقعات، فإنّ سوق الهواتف الذكية ستشهد هي الأخرى نموًا كبيرًا في حجم مبيعاتها، مع ازدياد توجه المستخدمين نحو الهواتف الذكية المتطورة لمواصلة عملية التعلم بسهولة وسلاسة.
وكانت مجموعة من الجامعات والمؤسسات التعليمية قد بدأت إدخال التعلم عبر الهاوتف الذكيّة إلى قائمة الأساليب الجديدة التي تتبعها كرغبة منها في تنويع التواصل بين المتعلمين، دون النظر نحو الخلف والعودة إلى الطريقة التقليدية في التعليم، لتصبح عملية التعلم تجربة جديدة ترافق الطالب أينما وجد ووقت ما شاء.
وشكلت العديد من العوامل المحرك الرئيسيّ لتحول تجربة التعلم عن بُعد إلى صناعة حقيقية، منها الحاجة الملّحة نحو خلق اقتصاد قائم على المعرفة، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على التعليم، حيث ترافق ذلك مع انخفاض قدرة الجامعات والمعاهد على استيعاب الطلبة، وتخصيص برامج مناسبة تلائم مستواهم التعليمي المتفاوت.
ولعل أبرز ما يميز تجربة الدراسة عبر الانترنت، هو وجود كم هائل من الدورات التدريبية المتنوعة، والبرامج التعليمية المبتكرة والمخصصة لكافة الطلبة الراغبين في زيادة حصيلتهم المعرفيّة، أو اكتساب مهارات جديدة تلبي حاجات سوق العمل المتغيرة باستمرار.
ويعتبر موقع Edex واحد من أكثر المواقع التعليمية التي شهدت في الآونة الأخيرة نسبة إقبال عالية، حيث استقبل هذا العام العديد من الطلبة من مختلف أنحاء العالم، شأنه شأنّ مجموعة أخرى من المواقع التعليمية مثل كورسيرا، إدراك، ابصر وغيرهم الكثير، فقد سجلت المواقع السابقة نسبة إقبال متفاوتة على الدورات التدريبية والبرامج التعليمية البسيطة كما المتقدمة.
ومع انتهاء العام الحالي، تمكنت بعض المؤسسات التعليمية تعزيز مكانتها في سوق التعليم الإلكترونيّ، سواء عبر المحتوى التعليمي التي تقدمه، أو عبر تطبيق تقنيات جديدة تثري عملية التواصل وتضمن وصول المعلومة بطريقة فعّالة، وهو ما جعل من التعلم عبر الانترنت صناعة ضخمة تنافس الصناعات المختلفة بحجم عوائدها وكثافة جمهورها.
أرسل تعليقك