الدوحة ـ قنا
احتفل المجلس الاعلى للتعليم اليوم وضمن فعاليات ملتقى التعليم الخامس ، بتدشين مشروع التعليم الالكترونى رسميا بحضور كثيف من قيادات المجلس والتربويين وقادة المدارس والمعلمين والطلبة بلغ نحو الفى شخصية.
واعرب سعادة السيد سعد بن ابراهيم آل محمود وزير التعليم والتعليم العالى ، الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم ، عقب تدشينه المشروع عن سروره بالانطلاقة الرَّسمية لمشروع التعليم الإلكتروني، الذي اعتبره حَجَر الأساس في عملية الانتقال إلى مرحلة جديدة ومتطورة في الممارسات التعليمية فى قطر نحو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في التعليم وفي تهيئة الابناء والمؤسسات التعليمية فى البلاد لمواكبة روح العصر والتسلح بالمعارف والعلوم والمهارات الحديثة للولوج بثقة واقتدار نحو عصر العولمة في التعليم، وقال ان هذا ما يدعونا دائماً إلى العمل على تسخير التقنيات الحديثة لتلبية طموحات ابنائنا وتأهيلهم لعصر المعلومات.
وأوضح سعادته فى كلمة له بهذه المناسبة إنَّ الانتقالَ إلى التعليم الإلكترونيّ لم يكن وليدَ الصُّدفة أو نتاجَ مرحلة واحدة، بل جاء تتويجاً لدراسة مستفيضة استلهمت تجاربَ الدول التي سبقتنا في هذا المجال ، ونتيجةً لجهد متواصل في العمل على توفير المُقوّمات اللازمة لإنجاح المشروع بما يتطلبُهُ ذلك من تأهيل كوادرَ وتوفير بيئة تقنية وأنظمة تعليمية متكاملة وبنية تحتية متطورة شملت جميع المدارس المستقلة، إلى جانب القيام بتدريب القائمين على العملية التعليمية من المعلمين والطلبة، ومشاركة أولياء الأمور بالمشروع.
وأضاف " التعليمَ الإلكترونيَّ يُوفّر بيئة تعلُّم حديثةً ومتنوعةً وثريةً ، ويُمَكّنُ طلابَنَا من دخول عالم افتراضي للتعليم يمكنهم من خلاله الاطلاع على أحدث مصادر التعلُّم والمعلومات من مختلف انحاء العالم، ويمكنهم من إتقان مهارات البحث والاستقصاء، وتطوير التفكير النقديّ لديهم ليصبحوا قادرين على تقييم المعلومات والبيانات وتحويلها إلى معرفة، ألإ ويسهّلُ تواصلهم عبر الطرق المُثلى المأمونة للتبادل المعلوماتيّ. كما يتيح تدريس المناهج بصورة ابتكارية مُحفّزة ومُشوّقة للطالب والمعلم على حدّ سواء ممّا يؤدّي إلى جَودة المُخرجات التعليمية ".
وعدد سعادة وزير التعليم والتعليم العالي المزايا التي تعود على الطلبة من تطبيق التعليم الالكتروني من حيث تمكينهم من التواصل مع معلّميهم وزملائهم في أيّ وقت ومن أيّ مكان شاؤوا، ويساعدهم على تبادل المعلومات حول الابحاث والدروس والواجبات المدرسية ، مما يُحَسّنُ تحصيلَهُم الأكاديميّ ويُحفّزُهُم وينمّي دافعيتَهُم للتعلُّم.
ونوه سعادته الى أن مشروعُ التعليم الإلكترونيّ حقّقَ نتائجَ مُذهلةً في العديد من دول العالم، مشيرا الى ان قطر تسعى إلى تحقيق العديد من الفوائد لمؤسساتها التعليمية بالاستفادة من تلك التجارب وتجاوز ما اعتراهَا من سلبيات .
وقال إننا في المجلس الأعلى للتعليم ، وبقدر اهتمامنا بالتطوُّر التعليميّ الذي يَجري من حولنا ، فإنّنا نهتمُّ بخصوصية مجتمعنا وثراء ثقافتنا، وبالقيَم التي تحمي مجتمعَنَا " لذلك ركَّزنا على توعية الطلبة بهذا المشروع والفوائد الإيجابية التي ستجنيها المؤسساتُ التعليميةُ من تطبيقه" .
ودعا سعادة وزير التعليم والتعليم العالى الابناء الطلبة إلى أن يكون هدفُهُم هو استخدام التكنولوجيا من أجل تعلُّم أفضل، وأن يكون التعليم الإلكتروني خير معين لهم في تحسين تحصيلهم الأكاديمي، وأن يجعلوا من مدارسنا فضاءات عالمية واسعة لتبادل المعرفة ترتقي بالتعليم، وتحرص على متابعة التعلُّم خارج أسوارها، ولكن بنفس القيم والمُثل التربويةّ الأصيلة المعهودة في الإنسان القطريّ.
كما دعا أولياءَ الأمور إلى الاستفادة من مزايا التعليم الإلكتروني وما يوفّرُه من تسهيلات في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للارتقاء بالشراكة المُجتمعية إلى آفاق أرحبَ وتعزيز التواصل بين المدرسة والبيت لأننا نعيش اليوم واقعاً جديداً، بقدر ما يوفّر لنا من فرص فإنّه يفرضُ علينا الكثيرَ من التحديات.
ووجه كلمة للمعلمين قال فيها فيها" لإخواني المعلمين أقول أنتم الحلقة المحورية في هذه العملية، فعليكم إحداثَ الفرق، إذ لم يَعُد المعلمُ هو المصدرُ الوحيدُ للمعرفة في ظلّ توافر آليات البحث الإلكترونية والتي تأتيك بالمعلومة قبل أن يرتدَّ إليك طرفُك، إنّها فرصتُكُم لتبادل الخبرات والآراء مع زملاء المهنة على مستوى العالم، والوصول إلى مصادر التعلم وقواعد البيانات، واحتراف التطبيقات الإلكترونية لتحسين الأداء وتطويره واستحداث طرائقَ تدريس أكثرَ فاعليةً وتأثيراً فالتعليم الإلكتروني يُعظم من دور المعلم ليصبح المصممَ للبيئة التعليمية والمطورَ لها في آن واحد" .
كما أكد على دور القيادة المدرسية في استحداث رؤية ورسالة جديدة للمدرسة لإدارة بيئة التعلم الجديدة في ظلّ المستحدثات التكنولوجية، رؤية تقود التغييرَ، وتوجهُ مساره بحيث تستوعبُ الإبداعَ والفضولَ الفكريّ لطلبتها، في تناغم وانسجام مع موجّهات سياستنا التربوية والتعليمية.
وتوجه سعادته بالشكر الى كل من أسهم في انجاح ملتقى التعليم الذي ضم معرض أبحاث الطلبة ومؤتمر الممارسات المتميزة في التعليم، اضافة الى ورش عمل للمعلمين والطلبة.
أرسل تعليقك