محاضرة للباحث رفيع عن عمان الذاكرة والتاريخ والاصالة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

محاضرة للباحث رفيع عن عمان الذاكرة والتاريخ والاصالة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محاضرة للباحث رفيع عن عمان الذاكرة والتاريخ والاصالة

عمان - بترا

حاضر الباحث المهندس محمد رفيع ضمن برنامج (ذاكرة مكان) في منتدى الرواد الكبار بعمان السبت الماضي عن محطات في ذاكرة العاصمة عمان. وتضمنت المحاضرة التي ادارها المدير التنفيذي للمنتدى الناقد عبدالله رضوان، كلمة ترحيبية لرئيسة المنتدى هيفاء البشير، اشارت فيها الى مدينة عمان بوصفها مكانا عزيزا في وجدان الاردنيين والعرب، فضلا عن انها عاصمة للأردن والأكثر حناناً ومحبة وأمناً واستقرارا. وبينت البشير ان المهندس رفيع متخصص في توثيق عمان بنمط من التوثيق الإجتماعي الذي يُعَرّف بأحوال الناس وحياتهم عبر العقود، ويوجه البوصلة باتجاه التاريخ الإجتماعي لمعرفة حركة الإنسان ومنجزه وهمومه وقضاياه وآليات تطوره، ولرصد المتغير المكاني والعمراني منه وخاصة في مدينة عمان الغنية بمكوناتها ومفرداتها وتاريخها الطويل الذي يعود إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد كما تمثلت في عين غزال التي تم الكشف عنها وعن أسرارها الفريدة. وقالت "ما يزيد من أهمية هذه التجربة أننا وبصورة عامة مجتمعات لا توثّق لا ماضيها ولا حاضرها، وهو خطأ نحاول أن نتداركه جزئياً، من هنا جاءت تجربتنا بتوثيق عدد من المدن الأردنية والفلسطينية من مثل : الكرك، واربد، ومادبا، ونابلس، والقدس، وموقع المغطس، وهكذا تتوالى السلسلة لنصل إلى توثيق عدد من المدن ذات الأهمية وذات الدور الفاعل تاريخياً وراهناً. وتوزعت محاضرة رفيع حول ثلاثة اجزاء رئيسة دارت حول ذاكرة المدن وعمان في نص حمل عنوان (تلك عمان) و(سيل نهر) عمان العمومي، وناقش الجزء الثاني عمان وبلديتها في مئة عام (1909 – 2009)، اما الجزء الثالث فجاء عن صناعة ذاكرة اجتماعية توثيقية لمدينة عمان، ضمنها تعريف بأبرز عائلات عمان القديمة من واقع سجل مديني اجتماعي توثيقي يعود الى الفترة بين ( 1872 – 1972). واشار الباحث الى ان المُدن التاريخية القديمة نشأت على أنهار طبيعية، أو حولها، وعمان ليست استثناءً مِن تلك المدن، فقد قامت على نهر تاريخي، تغيرت أحواله مع الأزمان، التي مرّت عليه، كما وصفته كتب التراث العربية والأجنبية. وفي العصرِ الحديثِ، فإنّ الوثائقَ تُقدّمُ وصفاً مكتوباً ومرسوماً، لسيل عمّان العمومي، فهو الذي يبدأ من رأسِ العينِ في الغرب، مندفعاً باتجاه الشرق، وينتهي عند عين غزالة شرقي المدينة، مشيرا الى انه كان يرفد النهر سيول فرعية دائمة الجريان ولها مجار ثابتة. وبين انه في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، جف سيل عمان، نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية، وتدهور مخزون الحوض المائي للمدينة، وفي مواسمٍ الشتاء، كان فيضانه يحدث أضرارا كارثية، على الأبنية المجاورة، وخصوصاً فندق فيلادلفيا، الواقع في ساحة المدرج الروماني، كما بدأ مجرى السيلِ الجافُّ يُحدِثُ أضراراً بيئية وصحية، في مواسم العام الأخرى. واشار رفيع الى مجيء الفوج الاول من المهاجرين الشركس الى عمان كان العام 1878، يتكون من مجموعتين 500 نفر، اغلبهم من قبيلة (الشابسوغ)، حيث سكنوا بين الابنية الاثرية للمدينة، وفي دهاليز المدرج الروماني والكهوف المحيطة به، لافتا الى توالي افواج المهاجرين الى عمان بوصول دفعة جديدة من المهاجرين عبر مدينة دمشق 1892، وبنوا بيوتهم قرب منطقة رأس العين في عمان، واطلقوا على الفوج الاخير لقب (المهاجرين)، وفي العام 1907، وصل فوج صغير من شركس القبرطاي واستقروا في موقع الرصيفة وانشأوا قرية الرصيفة الواقعة ما بين عمان والزرقاء. وقال انه في الفترة 1903-1905، انشئت محطة سكة الحديد في عمان ووصلها القطار من دمشق وانتشرت بجوارها مساكن العمال المشتغلين بالخط وكانت الدواب هي وسيلة التنقل، بين محطة سكة الحديد وبين (محلات بلدة عمان)، التي شكلت مع المحطة مركز المدينة لاحقاً، لتصبح عمان بعدها تمتد من رأس العين الى المحطة وباكتمال سكة حديد الحجاز ووصولها الى المدينة المنورة 1908 ازدادت اهمية بلدة عمان واصبحت مركزاً تجارياً مهماً. وحول المشهد العمراني والسكاني لعمان، اوضح رفيع انه قبل تأسيس مجلس عمان البلدي، أي في الفترة 1878-1908، كان عدد الدور (500) دار، مبنية من الطوب الطيني بناءً جيداً، وتحيط بها الحدائق الجميلة، وتمتد مع امتداد الوادي الضيق، وفي عام 1907، بلغ عدد البيوت في عمان (800) بيت، واستمرت البلدة الناشئة تتطلع الى عقود عمرها القادمة بلهفة وصبر واناة وتحمّل. وتوقف رفيع في الحدث الابرز الذي هزّ عمان، فهو الزلزال، الذي ضرب المنطقة صيف العام 1927 فتهدمت وتصدعت كثير من بيوت البلدة، وانهارت اجزاء من السفوح الترابية الجنوبية لجبل القلعة، ما رتب على بلدية عمان اعباء جديدة، في ازالة الانقاض، وهدم كثير من البيوت المتداعية والآيلة للسقوط، فضلاً عن تعويض وايواء من تضرروا من الزلزال من سكان البلدة الفتية. من جهة ثانية تحدثت الكاتبة اسيا عبد الهادي في مداخلة حملت عنوان (عمان مدينة الحب والاصالة) بينت فيها أن عمان هي مدينة العرب لم تنس اصالتها وجذورها. ولفتت عبدالهادي الى انه صدر منذ ما يقرب من عشرة أعوام كتيب جيب بعنوان "عمان العربية"، احتوى على أسماء شوارعها المقتبسة في معظمها من أسماء الدول والعواصم والقرى والمناطق وحتى التضاريس العربية الرائعة والأقاليم من أقصى الشرق وحتى موريتانيا، مشيرة الى ان شوارع عمان لم تترك اسماً عربيا خالدا من خلفاء وحكام وزعماء وفقهاء وخطباء ومناضلين ومجاهدين وأدباء وإعلاميين ومثقفين ومفكرين وسياسيين وعسكربين وشهداء الإنتفاضة الخالدين، إلاّ وكان له نصيب، مثلما احترمت عمان أسماء لامعة لأبناء الأردن العزيز من مختلف التخصصات ممن رفعوا اسم بلدهم عاليا كل في مجاله.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاضرة للباحث رفيع عن عمان الذاكرة والتاريخ والاصالة محاضرة للباحث رفيع عن عمان الذاكرة والتاريخ والاصالة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab