الدوحة ـ قنا
فاز باحث يمني بجائزة الشيخ على بن عبدالله آل ثاني الوقفية العالمية في العلوم الشرعية والفكر الإسلامي لعامها العاشر، وموضوعها "الفروض الكفائية سبيل التنمية المستدامة".
وأعلنت لجنة الجائزة خلال مؤتمر صحفي اليوم اسم الفائز وهو أحمد صالح علي بافضل (يمني الجنسية) بعد اعتماد النتيجة من قبل سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ويحمل الفائز بالجائزة البالغ قيمتها 200 ألف ريال قطري درجة الماجستير في الفقه وأصوله مع مرتبة الشرف الأولى، وهو محاضر في كلية الشريعة بجامعة الأحقاف بحضرموت وله مؤلفات في قضايا فقهية معاصرة.
وقال فضيلة الشيخ عمر عبيد حسنه مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية رئيس لجنة الجائزة، إن اللجنة أوصت بعد دراسة تقارير المحكمين باستحقاق السيد بافضل الفوز بالجائزة منفردا "لالتزامه بالمحاور التي طرحتها اللجنة وتميزه بالوضوح وعمق المعالجة وتناوله للمحاور بأسلوب علمي جاد".
وأشار إلى أن إجمالي البحوث المشاركة وصل إلى 22 بحثا ارتقى منها إلى مستوى التحكيم الأولى 16 بحثا تم اختيار أربعة منها فقط للتحكيم النهائي .
وعن موضوع الجائزة في عامها العاشر أوضح أن قضية " الفروض الكفائية" من أعلى درجات التكاليف الشرعية ومن القضايا الأساسية المغيبة عن الذهنية الإسلامية وساحات العمل والفكر الإسلامي.
وقال "لم تعرف الأمة من الفروض الكفائية إلا ما يتعلق منها بغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ونحوها وأردنا أن ننتقل بالفروض الكفائية من المقابر إلى الحياة لإنقاذ الأمة وتنميتها وتطويرها" لافتا إلى أن الفروض الكفائية تعني في ضوء هذه الرؤية الشاملة" مجموعة الوظائف الاجتماعية التي تحقق للأمة الاكتفاء الذاتي".
لجنة الجائزة تقيم البحوث المشاركة وتحدد ما يرقى منها إلى مستوى التحكيم الأكاديمي النهائي
وتعتبر جائزة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية التي انطلقت العام 1998 أول جائزة علمية محكَّمة في دولة قطر، في مجال العلوم الشرعية والفكر الإسلامي.
وتتشكل لجنة الجائزة من عدد من الشخصيات الأكاديمية، تتمحور مهمتها بتقويم البحوث المشاركة، وتحديد ما يرقى منها إلى مستوى التحكيم الأكاديمي النهائي، واقتراح الموضوعات المقبلة، والنظر في تقارير المحكمين لاختيار البحوث المرشحة للفوز، ومن ثمّ التوصية بترشيح أفضلها.
وأكد الشيخ عمر عبيد حسنه أن الجائزة تمتاز بأنها لا تمنح لأي إنتاج علمي سابق، حصل به صاحبه على درجة علمية جامعية أو غيرها، أو أن يكون البحث جزءاً من عمل منشور، وإنما يُشترط أن يكون البحث قد أُعدّ خصيصاً للجائزة في ضوء الموضوع الذي تطرحه اللجنة .
كما أشار إلى أن موضوعات جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني التي تمولها الإدارة العامة للأوقاف تمتاز بالجدة والحيوية، وتطرقها للموضوعات المعاصرة التي تلامس مشكلات الأمة وقضاياها، "حيث يشارك فيها باحثون متخصصون من جميع أنحاء العالم" إضافة إلى خضوعها للتحكيم الأكاديمي من خلال لجنة مختارة من الخبراء والأكاديميين .
وعن إجراءات التحكيم، شدد فضيلة الشيخ عمر حسنه على أن الجائزة تخضع لإجراءات تحكيم دقيقة وصارمة، عبر مجموعة من الخطوات الإجرائية التي تهدف في مجملها إلى تأكيد السرية، "وقد تفوق وبصورة ملحوظة، تلك التي تتبع في بعض المؤسسات الأكاديمية والعلمية".
وأكد أن الجائزة استطاعت أن تحقق الكثير من أهدافها، وأن تنجح في تحريك الساحة الفكرية في الوسط الإسلامي، وأن تبرز عددا كبيرا من الباحثين والمفكرين والكتاب، وأن ترفد المكتبة الإسلامية، بمؤلفات وبحوث يشكل كلٌ منها دليل عمل في مجاله.
وتطرح موضوعات الجائزة مرة كل سنتين، إسهامًا في تشجيع البحث العلمي، والسعي إلى تكوين جيل من العلماء في ميادين العلوم الشرعية المتعددة.
وقد طرحت الجائزة في دوراتها المتتالية عدة موضوعات للبحث والدراسة والنظر، من منظور إسلامي من بينها " الوقف.. ودوره في التنمية"و"البيئة من منظور إسلامي" و"الأسرة المسلمة في العالم المعاصر" و"إشكالية التعليم في العالم الإسلامي" و"دور التراث في بناء الحاضر وإبصار المستقبل"و"حقوق الإنسان.. مقاصد الشريعة" و"فقه السنن الإلهية ودرها في البناء الحضاري".
وتشرف لجنة الجائزة حالياً على موضوعها الحادي عشر "فقه التغيير وبناء الأمة الوسط " ..في حين طرحت موضوع "الحكم الراشد... إطعام من جوع وأمان من خوف" للنسخة الثانية عشرة من الجائزة.
أرسل تعليقك