صنعاء - سبأ
نال الباحث عبد الله هاشم يحيى الصنعاني درجة الماجستير بتقدير امتياز من قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بـ " دور الأيديولوجيا الدينية في الصراع السياسي – اليمن أنموذجاً" مع التوصية بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة .
وأشادت لجنة المناقشة والحكم برئاسة الدكتور عبد الله معمر المشرف الرئيس على الرسالة وعضوية كل من الدكتور منذر إسحاق ممتحناً خارجياً والدكتور عبد الكريم قاسم ممتحناً داخلياً، والدكتور أحمد عتيق المشرف المشارك، برسالة الباحث التي تناولت طبيعة الأيديولوجيا الدينية ودورها في الصراع السياسي، و دراسة تلك الصراعات باعتبارها ظاهرة اجتماعية، ومعرفة أسبابها ونتائجها وأبعادها الاجتماعيةِ والسياسية، وتأثيرها في الواقع الاجتماعي في اليمن، من خلال تسلسل الأحداث والوقائع خلال الفترة من العام 1990 إلى 2011 باعتبارها مجالا زمنيا للبحث، كون هذه المرحلة شهدت تحولات في حقل السياسة وفي طبيعة الصراع السياسي في المجتمع اليمني بشكل خاص وأن الأيديولوجيا الدينية تدخل ضمن العوامل المحركة للصراع نظراً لما تقوم به من أثر في تفعيل الصراعات السياسية وتحريكها وتأجيجها وتبريرها وشرعنتها.
وهدفت الرسالة إلى الكشف عن دور الأيديولوجيا الدينية في الصراع السياسي في اليمن، والتعرف على طبيعة الأيديولوجيا الدينية، وطبيعة تكوينها في المجتمع اليمني، وكذا التعرف على ظروف تشكيلها في اليمن وعوامل صعودها، والنزوع الأيديولوجي لدى المجتمع ومعرفة تأثيره في الأيديولوجيا الدينية وتأثرها به، ومحدداتها فيه، إضافة إلى الكشف عن البعد الاجتماعي والسياسي للأيديولوجيا الدينية، وتحليل بنيتها وآليات توظيفها واستغلالها، للمساهمة في تشخيص مشكلة الصراعات السياسية الأيديولوجية الدينية وأبعادها السياسية والاجتماعية في المجتمع اليمني.
وتطرق الباحث بالقراءة التحليلية إلى واحدة من أهم القضايا الحاضرة في الحياة السياسية التي يعانيها المجتمع اليمني في الوقت الراهن، المتمثلة في توظيف الخطاب الديني في الصراع السياسي، وما ينتج عن ذلك من آثار وتبعات سياسية واجتماعية، كما أنه يسهم في فهم علاقة الأيديولوجيات الدينية بالسلطة والعمل السياسي، وما يترتب على طبيعة تلك العلاقة من تحولات سياسية وتغير اجتماعي يطرأ على الدولة والمجتمع.
واشتملت الرسالة على سبعة فصول:"تناول الفصل الأول الإطار العام وإجراءاته المنهجية، فيما تناول الفصل الثاني سوسيولوجيا الأيديولوجيا الدينية -مقاربة في النظرية والمفهوم ،واستعرض الفصل الثالث مراحل تشكل الأيديولوجيات الدينية المعاصرة في اليمن وصعودها، في حين ركز الفصل الرابع على "الأيديولوجيـات الدينيـة بوصفها نسـقاً مهيمناً في المجتمـع اليمنـي المعاصـر من خلال البحث عن مستويات النزوع الأيديولوجي في المجتمع اليمني، و الطابع الاجتماعي للأيديولوجيا الدينية المعاصرة في اليمن وسماتها وخصائصها.
وتضمن الفصل الخامس الصراع السياسي باعتباره محدداً للأيديولوجيا الدينية يتصل بـ"الفعل الاجتماعي" من خلال دراسة طبيعة الصراع لدى عقل السلطة التي اتخذت منه إستراتيجية للبقاء والاستمرار، فيما شمل الفصل السادس محددا آخر للأيديولوجيا الدينية وهو الشرعية المتصل بـ"البنية الاجتماعية" وتناول الفصل الأخير آلية بناء شرعية الأنا وصورة الآخر لدى التفكير الأيديولوجي في المجتمع اليمني.
وأوصت الرسالة كلاً من وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام ووزارة الأوقاف والإرشاد بتبني خطاب توعوي يحرم ويجرم الاستغلال السياسي للدين والخطاب الديني، ويفضح المحاولات الاستغلالية لأي طرف سياسي، وإبعادها هي الأخرى من أن تكون أداة للاستغلال السياسي، ومطالبة وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في مناهجها بما يتواكب مع عصر العلم ومجتمع المعرفة، وتكريس القيم العقلانية والحداثية والتنشئة على الثقافة المدنية والديمقراطية وتعزيز مبدأ التعايش والتسامح والوطنية والمواطنة المتساوية واحترام الآخر ونبذ التعصب والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله.
كما أوصت الرسالة بأهمية تطوير دراسة الخطاب الديني والتشريعي في المجال السياسي و ربطه بالظروف الاجتماعية كحامل وحاضن موضوعي للخطاب الديني والتشريعي وتقديم خطاب ديني ينطلق من رؤى مقاصدية في المجال السياسي على وجه الخصوص، وكذا دعوة القوى السياسية بعدم التلاعب بالأيديولوجيات الدينية فهي بقدر ما يمكن أن تكون أداة في يدها لإقصاء خصمها السياسي فإنها في الوقت نفسه أداة ضدها لإقصائها هي الأخرى، وستكون أول ضحاياها، وينبغي الفصل بين الدين والسياسة.
أرسل تعليقك