موسكو ـ العرب اليوم
الجامعات التقنية والهندسية الروسية معروفة في جميع أنحاء العالم، وهي الآن تسعى جاهدة للحفاظ على سمعتها عبر إدخال التكنولوجيات وأساليب العمل الجديدة مع الآخذ بعين الاعتبار الخبرات الدولية في هذا المجال.
وهنا لابد أن نطرح بعض الأسئلة أهمها: ما هي مزايا هذه الجامعات بالنسبة للطلاب الأجانب؟ وما هي الاختصاصات التي ستكون أكثر طلباً في المستقبل؟ على هذه الأسئلة وغيرها يجيب إيفان ديمينتيف مدير مشاريع "المهنيون الشباب" في وكالة المبادرات الإستراتيجية خلال مقابلة مع آنا كورسكايا مراسلة وكالة "ريانوفستي" للأنباء.
أنتم تعلمون يا سيد إيفان ديمينتيف أن سكان مختلف البلدان الذين يتوجهون للدراسة في الخارج يزدادون يوماً بعد يوم. ما هي برأيكم المزايا التي تتمتع بها الجامعات الفنية والهندسية الروسية لتعليم الطلاب الأجانب؟
في رأيي هي نفس المزايا التي يتمتع بها الطلبة الروس. بداية الحديث يدور عن منهاج الإعداد الأساسي المتين، ثانياً المدرسة الهندسية الكلاسيكية الجيدة التي مازالت موجودة في عدد من جامعات البلاد. للأسف كثير من الجامعات الروسية غير مدرجة ضمن أفضل 300 جامعة في العالم، ولكن إذا ما قورنت مع جامعات دول الجوار الأجنبية ضمن التصنيف العالمي فإن جامعاتنا تتميز من حيث عمق وجدية الإعداد في مجال العلوم الأساسية.
- ما هي الجامعات التقنية- الهندسية الروسية الأكثر تنافسية على المستوى العالمي؟
يمكن تحديد القدرة التنافسية للجامعة وفق طرق مختلفة. فمن ناحية يمكن تقديم التقييم من خلال السمعة الدولية، ومن ناحية أخرى من خلال إمكانية القبول في الجامعة والمنهاج الدراسي للطلبة الأجانب، وثالثاً يعود إلى القيمة العملية التي يمكن أن تتوفر من التعليم الذي حصل عليه الطالب.
هذه المستويات الثلاثة يمكن ألا تتطابق دائماً مع بعضها البعض. على سبيل المثال من حيث الحصول على التعليم العالي فهناك جامعات رائدة تراهن حالياً على الانضمام إلى أفضل 100 جامعة في العالم، ومن أجل جذب الطلاب الأجانب أدخل منهاج تدريس بعض المقررات باللغة الانكليزية.
أما الجامعات الرائدة من حيث سهولة قبول الطلاب الأجانب للدراسة فهي تلك التي عرفت تاريخياً منذ عهد الاتحاد السوفيتي واستضافت الطلبة من البلدان الأخرى بما في ذلك من كوريا الجنوبية والصين وبلدان الآبيك. هذه الروابط التي تجمع بين المؤسسات العلمية والدول الشركاء موجودة حتى يومنا هذا. على سبيل المثال جامعة "باومان" الحكومية التقنية في موسكو تقوم بتفعيل نشاطها عن طريق توطيد التعاون العلمي مع جمهورية الصين الشعبية عن طريق تبادل الطلاب وتطبيق مختلف المشاريع المشتركة.
أما بالنسبة للسمعة الدولية فهنا من الواضح أن الجامعات الكلاسيكية المعروفة تحتل الصدارة في هذا التصنيف والحديث قبل كل شيء يدور عن جامعة موسكو الحكومية وجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، على الرغم من أن الطلاب الأجانب يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على قبول للدراسة في جامعة موسكو الحكومية.
- الاختصاصات الهندسية- التقنية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتقدم العلمي. على ضوء ذلك هل تتغير مناهج التعليم في الجامعات الروسية بما يتناسب والاتجاهات العلمية من التطور التكنولوجي؟
نحن مازلنا أقوياء كمدرسة للعلوم الهندسية الكلاسيكية، لكن للأسف فإن العديد من مناهج التعليم التي يتم استخدامها في الخارج أصبحت متقدمة بشكل كبير عن ما نحن عليه الآن. ولهذا أعتقد أنه من الصحيح أن تصدر أي مبادرة ضمن إطار إيفاد المعلمين الروس إلى الخارج من أجل التعرف على نظام المناهج التدريسية الحديثة في الجامعات الهندسية. حالياً يفترض أن يكون نظام التعليم قادرا على تنمية وترسيخ صفات العمل الجماعي وصقل القدرة على الإدارة في ظروف معينة.
الفرق الأساسي والهام بين التعليم في الجامعات الروسية والجامعات الأجنبية يكمن في أننا لا نعرف حتى الآن كيف ينبغي إعداد الخبراء والاختصاصيين القادرين على العمل بنجاح في ظل اقتصاد متغير بشكل حيوي يقوم ليس فقط على أداء وظيفته، ولكن أن يكون قادراً على إنشاء فريق من المهنيين من أجل حل مشكلة ما.
هناك في روسيا حتى الآن الكثير من الأحاديث حول ضرورة رفع جودة تأهيل الطلاب لشغل وظائف عمل محددة. في حين أن النقاش يدور في العالم حول كيفية إعداد الشخص بحيث يكون قادراً على خلق قطاعات جديدة والتنبؤ بظهور أسواق والعمل على إصدار منتجات لهذه الأسواق.
حالياً لا يوجد في روسيا منهاج قادر على تعليم الطلبة كيفية إدارة دورة الحياة للمنتج التقني مع الآخذ بعين الاعتبار المعايير الاقتصادية، وبأن لكل منتج دورة حياة اقتصادية ينبغي على كل مهندس خبير أن يكون قادراً على إدارة دورة الحياة هذه. في هذا الصدد نحن نتخلف كثيراً عن بلدان أخرى. وهذا الاختصاص ينبغي أن يكون واحداً من القوى المحركة للنمو في المستقبل، مع العلم أنه لدينا المسار الذي نسعى للتطور فيه.
إن المسألة تكمن في أن بناء مصنع ما قادر على جني الربح فوراً هي مسألة شبه مستحيلة في عدد من البلدان. وهذا ممكن فقط في المناطق التي تتوفر فيها بعض العوامل ذات الصلة، على سبيل المثال في الصين التي تتميز بأيدي عاملة رخيصة جداً. وتعتبر مسألة تنمية القدرات البشرية، أي الناس القادرين على خلق أعمال تجارية في مجال التكنولوجيا المتطورة، تشغل المرتبة الأولى في استراتيجيات تنمية الدول المتطورة والنامية. أما هنا في روسيا يتم إعداد الاختصاصيين في مجال الأعمال خارج البيئة التكنولوجية، ولا يتم تعليم المهندسين كيفية تطبيق مهارتهم الهندسية في مجال تأسيس مشاريع الأعمال.
أرسل تعليقك