كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأولاد
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأولاد؟

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأولاد؟

القاهرة - وكالات

أكدت الاختصاصية في العلاج النفسي-العائلي إستير بو أنطون في حديثها الأسبوعي لـ"الجمهورية" أنّه "بالاضافة الى العناية الصحيّة خلال فترة النموّ، يحتاج الولد الى عناية نفسيّة وتربويّة متوازنة أيضاً، حيث أن إعطاءه الثقة يُعتبر من أهمّ المستلزمات التي تساهم في نموّه بشكل سليم". وتابعت بو أنطون موضحةً أهميّة الثقة المعطاة الى الأولاد على الصعيد النفسي، وقالت، "إن منح الثقة لأولادنا يعني جعلهم يشعرون أننا نصدّق ما يقولونه، وأننا نؤمن بقدراتهم على التصرّف السليم، على النجاح المدرسي أيضاً وإنجاز أمور كثيرة تتناسب مع أعمارهم: كالقدرة على النجاح في ممارسة رياضة ما أو نشاط فنّي معيّن، بالاضافة الى إقامة علاقات إجتماعيّة سليمة ومتوازنة". ... وتكوين نظرة ذاتية وأوضحت المعالجة النفسية في حديثها أنّ الثقة تجعل الولد يكوّن فكرة معيّنة عن نفسه، "فتكون إيجابية إذا شعر بثقة أهله ودعمهم له، أما في حال فقدان الثقة واستخدام الأهل لألفاظ وتعابير محطّمة لنفسيّة الولد وشخصيّته، عندئذٍ تكون نظرته لذاته سلبية". وبما أن الشعور بالثقة يخضع الى عامل الوقت "ويتطوّر مع التقدّم في العمر وتطوّرالخبرات الحياتيّة المختلفة منذ الطفولة، وصولاً الى مرحلة الشيخوخة"، دعت بو أنطون الاهل الى "منح أبنائهم الثقة خصوصاً في مراحل الطفولة الاولى، حيث أنّه من الضروري منح الولد الثقة من قبل الأهل والاشقاء والأقارب والأساتذة والأصدقاء". الثقة تعني الأمان وما يساهم في منح الولد شعوراً أكبر بالثقة بنفسه وبأهله، هو شعوره بأنّه محاط بالعناية والعاطفة والاهتمام والأمان، وبأنّ أهله يولونه أهميّة كبيرة "فإذا بكى الولد لسبب ما وشعر باهتمام أهله الكافي به ومواساتهم له، فهذا يمنحه شعوراً داخلياً بأنّه محبوب وبأنّه مهمّ... وفي فترة لاحقة إذا أصغى الأهل لحديث ولدهم لدى إبداء رأيه في موضوع معيّن، وتركوه يختار ما يريد من ألعاب أو أفلام أو أيّ شيء يخصّه، فهذا يمنحه شعوراً بالثقة وبقدرته على القيام بما يريد والتعبير عن رأيه وإحتياجاته من دون أن يُقمَع أو يُعاقَب". ومن عوامل إكتساب الثقة بالذات ذكرت بو أنطون حاجة الولد الى الشعور بأنّه جميل ومحبوب "فهذا الشعور يمنحه انطباعاً وثقةً بأنّ لديه مكانة خاصة في محيطه، وأنّ لديه دوراً يلعبه في المجتمع فيما بعد". للأمان ... متطلّباته وبما أنّ شعور الولد بالثقة وتعزيزها يتطلّب تواجده في محيط آمن، ذكرت المعالجة النفسية متطلّبات الأمان: 1 - الاستقرار العائلي: الذي يمنح الولد الشعور بالثقة، "حين يكون الجوّ العائلي مستقراً ويعيش فيه الأفراد بشكل طبيعي ومن دون صراعات عائليّة حادّة، فإنه يؤثّر إيجاباً في نموّ شخصيّة الولد ويمنحه شعوراً بالأمان والثقة بنفسه". 2 - المتابعة: متابعة الأهل لبرنامج ولدهم والمحافظة على نمط عيش ثابت ومنظّم، هو أيضاً عامل إيجابي يمنحه الشعور بأنّه محاط بأهله ومحميّ من كلّ ما يهدّد حياته من خطر أو عدم إستقرار. 3 - الإحترام والثبات: إحترام الآخرين وعدم تخطّي الحدود في التصرّف تجاههم، هو أيضاً عامل تربوي يساهم في خلق الثقة لدى الأولاد. وهنا لفتت بو أنطون الانتباه الى أنّ "تطبيق القواعد العائليّة يجب أن يكون ثابتاً من قبل الأهل، أي من الضروري أن يبتعدوا عن المزاجية في تطبيق القواعد تجاه أولادهم"، فالثبات في النظام العائلي والتربوي يمنحهم -أي الاولاد- الشعور أن المربّين والأهل هم موضع للثقة وأنّ في إمكانهم الاعتماد عليهم. لكن، تجدر الاشارة الى أنّ "تطبيق نظام معيّن في البيت والمدرسة لا يعني التصلّب، بل يعني الوضوح في ما يُطلب من الولد مع ليونة حين تستدعي الحاجة". 4- الوالدان مثال أعلى: من المهمّ أن يكون الوالدان مثالاً أعلى لأولادهم في ما يقولونه أو يفعلونه، فهذا يقوّي ثقة أيّ ولد بأهله، ويشعره بأنّهم مصدر ثقة وأمان. • وفي الختام، دعت بو أنطون الاهل الى "النظر لصفات اولادهم الإيجابية وليس السلبية" حيث أنّ "الأساليب السليمة في التربية لمنح الولد الثقة ترتكز على أن ننظر الى الصفات الايجابية التي يتحلّى بها الولد وليس الى السلبية منها"، مشددةً على أنّ "منح الثقة للولد يتطلّب من الأهل عناية ووقتاً خاصّاً يكرّسونه للاهتمام به، ليلمس الولد أنّه محبوب ومحاط بالاهتمام والعناية الوالديّة المناسبة".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأولاد كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأولاد



GMT 15:03 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

كيف تربي طفلك الذكي ليصبح استثنائياً

GMT 14:56 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

كيف تعرفي أن طفلك يعاني من صعوبات التعلم؟

GMT 02:19 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نساعد الطفل على عمل صداقات في المدرسة؟

GMT 02:14 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ما هي الطرق لجعل الطفل ناجحًا دراسيًا؟

GMT 02:11 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نشعر بالنعاس بعد تناول الطعام؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab