مرشحة مسلمة عن حزب مسيحي في الانتخابات الألمانية
آخر تحديث GMT20:14:13
 عمان اليوم -

مرشحة مسلمة عن حزب مسيحي في الانتخابات الألمانية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مرشحة مسلمة عن حزب مسيحي في الانتخابات الألمانية

برلين - العرب اليوم

للمرة الأولى يخوض الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا الانتخابات بمرشحة مسلمة من أصول تركية، في خطوة يراها المراقبون تغييرا ضروريا في سياسة الحزب المحافظ. ينتظر الأطفال بفارغ الصبر البداية الرسمية للحفل ليستمتعوا بالحلوى والمخبوزات الشهية الموضوعة على المائدة في الفناء الخلفية لإحدى دور الحضانة. يتجمع في هذا الفناء نحو 100 شخص نصفهم تقريبا من الأطفال. السياسية الشابة المسلمة جميلة غيوسوف موجودة أيضا في الحفل لتقوم بجمع التبرعات لصالح إحدى دور الحضانة في مدينة باساو والتي تضررت بشدة بفعل الفيضانات التي شهدتها ألمانيا ربيع هذا العام. لكن قبل أن تبدأ غيوسوف حملتها يستمتع الجميع أولا ببرنامج أعده الأطفال ويشمل أغاني وعمل مسرحي صغير بالإضافة إلى قراءة بعض الأشعار. في هذه الأثناء تجلس غيوسوف في الصف الأول وتتصفح بعض الأوراق إذ ترى السياسية الشابة:" أن الاستعداد الجيد هو أساس كل شيء". وظهرت نتيجة هذا الاستعداد الجيد بوضوح عندما اعتلت غيوسوف المسرح إذ تحدثت بلغة واضحة وبدت أفكارها مرتبة كما أنها حرصت أن تكون مختصرة للغاية موضحة ذلك بأنها لا ترغب في أن تكون سياسية تقليدية تسهب في الأحاديث إذ أن شعارها هو: العمل بدلا من الكلام. طفولة بين ألمانيا واليونان غيوسوف في منتصف العقد الرابع من عمرها. عاشت السياسية الشابة طفولة تقليدية لأبناء العمالة المهاجرة إذ تقول:"حرص والدي ووالدتي على تأمين مستقبل أفضل لي ولأشقائي لذا جاء التعليم على رأس أولوياتهما. لم يتمكنا من مساعدتنا في المحتوى الدراسي لكنهما فعلا كل ما بوسعهما حتى نحصل على الدعم المناسب". ولدت غيوسوف في ألمانيا أما والديها فهما ينحدران من أقلية تركية في اليونان. بعد عامين من ولادتها ، قامت والدة غيوسوف بإرسال الطفلة الصغيرة إلى اليونان لتعيش مع أحد أقاربها لأنها كانت مشغولة جدا بالعمل وبعد عامين عادت الصغيرة مرة أخرى إلى ألمانيا. قضت غيوسوف طفولتها في مدينة ليفركوزن ثم انتقلت لمدينة بون لدراسة العلوم السياسية. كانت غيوسوف تقضي وقت فراغها في العمل بمنتدى ألماني تركي تابع للحزب المسيحي الديمقراطي بولاية شمال الراين ويستفاليا بغرب ألمانيا. كانت هذه هي بداية دخول الشابة ذات الأصول التركية عالم السياسة وتحديدا الحزب المسيحي الديمقراطي المعروف بتبنيه القيم المسيحية والمحافظة. وعن تجربتها مع الحزب تقول غيوسوف:" اعتقدت في البداية – مثل الكثير من الناس- أن الحزب المسيحي الديمقراطي ليس المكان المناسب الذي يمكن أن ينضم إليه المهاجرون". لكن الأمور تغيرت كثيرا منذ عام 2005 حيث انتقلت قضية الاندماج إلى صدارة اهتمامات الحزب". ولا تنزعج غيوسوف من كلمة "المسيحي" في اسم الحزب الذي تعمل فيه وتوضح الأمر قائلة:"المؤمنون بشكل عام بغض النظر عن الدين الذي يتبعونه ، لديهم اهتمامات مشابهة. المسلمون والمسيحيون في ألمانيا يرغبون في تعليم ديني في المدارس بعكس حزب الخضر الذي يسعى لتدريس علم الأخلاق بدلا من ذلك". رياح التغيير في الحزب المسيحي الديمقراطي دقائق قليلة لالتقاط الصور تسرع بعدها السياسية الشابة للسيارة لتلحق بالموعد المقبل إذ ينظم اتحاد الدراجات البخارية حفلا في الهواء الطلق يشارك فيه أيضا زميلها في الحزب كريستوف بوربس والذي يؤيد تماما فكرة اختيار الحزب المسيحي لسياسية غير مسيحية لتمثله في الانتخابات ويقول:"حان الوقت لهذه الخطوة..لا يهم الدين الذي تتبعه (غيوسوف) فما يجمع الديانات المختلفة أكثر بكثير مما يفرقها". ويلمس بوربس التغيير داخل صفوف الحزب المسيحي الديمقراطي ويقول:"لم يعد أحد يسأل الآن داخل الحزب المسيحي الديمقراطي عن الانتماء الديني لأي شخص وما إذا كان ينتمي للكنيسة الكاثوليكية أو الانجيلية..لم يكن الوضع هكذا قبل عدة سنوات..أنا على ثقة بأننا لن نسأل عن عقيدة أي شخص خلال السنوات المقبلة". الأحاديث الجانبية وجدول المواعيد المزدحم يلتهم وقت غيوسوف التي تقول:"في البداية رحب والدي ووالدتي بمسألة ترشيحي لكنهم الآن يشكون من غيابي المستمر عن المنزل". ولمس المواطن العادي أيضا موجة التغيير الجديد بترشيح غيوسوف كما هو الحال مع جوشوا ، صاحب أحد المحلات التجارية في مدينة هاغن والذي يقول:"لم أشارك في الانتخابات قبل ذلك إذ أن التغيير في السياسة الألمانية بسيط للغاية وأنا فقدت ثقتي في الساسة منذ فترة طويلة". لكن هذا الوضع تغير بعد أن تقابل جوشا مع غيوسوف شخصيا إذ يفكر الآن بجدية في المشاركة بصوته في الانتخابات المقبلة في أيلول/سبتمبر. ويكشف جوشا عن حماسه لغيوسوف ويقول:"أعتقد أنها قادرة على إحداث التغيير". نموذج لأبناء المهاجرين تضع غيوسوف قضية التعليم والأسرة على رأس أولوياتها وتقول:"من حق كل طفل الحصول على فرصة للتعليم الجيد. فرصة حصول أبناء الأسر المتعلمة على شهادات جامعية في ألمانيا أكبر سبع مرات من فرصة أبناء الأسر غير الحاصلة على تعليم عال". وترغب غيوسوف في مواصلة الطريق الذي بدأه الحزب المسيحي الديمقراطي على طريق إصلاح سياسات الأسرة مثل توفير المزيد من الأماكن في دور الحضانة وإعانات الوالدين. وترى غيوسوف أن على الساسة القيام بالمزيد في هذا الاتجاه لاسيما مع استمرار وجود نساء يتخلين عن فكرة الإنجاب خوفا من تأثر حياتهن المهنية. ولا تشغل غيوسوف كثيرا نفسها بما ينتظرها في برلين حال فوزها في الانتخابات وتركز جهدها في الوقت الحالي على حملة انتخابية ناجحة وترى أن خطوة دخولها الانتخابات من شأنها تشجيع المزيد من أبناء المهاجرين في ألمانيا على دخول عالم السياسة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرشحة مسلمة عن حزب مسيحي في الانتخابات الألمانية مرشحة مسلمة عن حزب مسيحي في الانتخابات الألمانية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab