نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق
آخر تحديث GMT14:18:21
 عمان اليوم -

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية
بغداد ـ العرب اليوم

تضع لميعة رحيم على الأرض أمامها علبا من البلاستيك، وتبدأ بانتقاء الخرز لشكه في خيوط متينة، حالها حال رفيقاتها بإحدى مدارس سامراء التي تحولت مأوى لنساء نازحات وجدن في الأعمال اليدوية بابا لإعالة عائلاتهن بعدما شردها الجهاديون.

قبل نحو عام، قررت إيمان أحمد كاظم (51 عاما) جمع نسوة غالبيتهن من محافظتي نينوى وصلاح الدين، كن نزحن من بيوتهن هربا من المعارك التي كانت تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبدء مشروع ليعود عليهن بربح مادي يمكّنهن من تأمين مصاريف الحياة.

داخل مدرسة أطوار بهجت بحي المثنى في سامراء شمال بغداد، تفترش النسوة الأرض داخل قاعات الدراسة التي أصبحت مشغلا تحييه ألوان الخرز الموزعة في المكان.

داخل إحدى الغرف التي غطيت جدرانها بقماش أزرق ورمادي، وفرشت أرضها بالسجاد، تمتد أعمال النساء قرب جهاز تدفئة كبير متوقف عن العمل، في رحلة تبدأ من ملوية سامراء، وهي منارة تعود إلى العصر العباسي، وصولا إلى برج إيفل في باريس.

تقول إيمان، وهي ناشطة مدنية، "بدأنا بشيء ووصلنا إلى شيء آخر. كنا نريد أن نقتل الفراغ (لدى النازحات) لأن الفراغ يولد المشاكل".

وتضيف "استدرجنا العائلات بالأعمال اليدوية الحرفية، وخصوصا شك الخرز، ودربنا 125 امرأة على هذه الحرفة التي تعتبر فريدة وقليلة في العراق".

-"طال النزوح"-

من بين أولئك النسوة، لميعة رحيم (41 عاما)، التي نزحت من جنوب تكريت بعدما سوى الجهاديون منزل عائلتها بالأرض.

تقول لمراسل وكالة فرانس برس "لقد طال النزوح، وزوجي لا يعمل. تم احتضاننا هنا وتعلمنا حرفة (...) صارت معونة للعائلة".

إلى جانبها، تجلس خولة جار الله (41 عاما)، التي فرت من المنطقة نفسها في العام 2013 إلى بغداد، حتى انتهى بها المطاف في سامراء بعدما واجهت وعائلتها ظروفا حياتية صعبة.

وتقول "المشروع ساعدنا على توفير حاجياتنا. الحمد لله ظروفنا صارت أحسن".

تتوزع كل عائلة داخل قاعة من قاعات المدرسة. في إحداها أيضا، يعلو صوت ماكينة التطريز الخشبية القديمة، المشابه لصوت رشقات الرصاص.

لكن ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا آذان النسوة الموجودات، لم يكن إلا حافزا للأبداع في الخياطة.

قرب النساء اللواتي يتجولن ويتفحصن الأثواب المطرزة الملونة والمعلقة على الجدران، تشير فوزية عزاوي إلى أن التطريز كان واحدة من هواياتها.

-بحثا عن السوق-

تقول الأربعينية الآتية من أطراف سامراء "دورات الحياكة هنا سمحت لنا بتطوير مهاراتنا، وبدأنا نخيط ملابس وبدلات بسيطة وأثواب حفلات تخرّج وغيرها".

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدرا للرزق 

رغم الدقة والوقت والمجهود الذي يحتاجه عمل مماثل، فإن تسويق تلك المنتجات وبيعها ليس بالأمر السهل في بلد خرج لتوه من معارك ضروس.

كل المواد التي يصنع منها النسوة إنتاجهن تأتي من تمويل خاص، وتعتمد أيضا على المشاركة في معارض وبازارات داخل العراق وتبرعات من بعض أبناء المدينة.

وتوضح إيمان في هذا السياق "نحن نعتمد على أنفسنا وعلى الخيّرين".

وتضيف "نحن في حاجة فقط إلى تسويق البضاعة، من قبل منظمات دولية أو مستثمرين. في كل دول العالم، للأعمال اليدوية ميزة خاصة، نريد ذلك في العراق خصوصا وأن أسعارها ليست مرتفعة".

توضح صاحية المشروع أن الانتاج صار يعتمد حاليا على نحو 40 امرأة، بعدما عاد جزء من المتدربات إلى مناطقهن التي استعادتها القوات العراقية.

وتتابع "في البداية كانت الإيرادات قوية، أما اليوم، ففي أعمال الخرز مثلا ورغم أن الإنتاج أسبوعي، المردود لا يتخطى 300 دولار. أما في الخياطة فيصل إلى 600 دولار شهريا، لأن المنتوج لا يصرف بسبب منافسة البضائع الصينية الأقل سعرا".

لذا، تعتمد النازحات العاملات حاليا، إلى جانب المردود الضئيل، على تبرعات من طعام وشراب ووقود.

ترفع رحيم الصوت أيضا، قائلة إن "هذه فرصة عمل ومورد لنا ولعائلتنا. لكن المنتج لا تسويق له. لا قيمة له في العراق رغم أنه عمل نادر".

وتضيف بابتسامة خفيفة "نريد مستثمرا يشتري بضاعتنا، ونكون له من الشاكرين".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab