القاهرة ـ العرب اليوم
" َمي طفلة متعرفش حاجة في حياتها غير اللعب.. زيها زي أي طفلة في سنها"، بهذه الكلمات بدأت الحاجة وفاء حديثها معنا عن مقتل ابنتها التي لم يتخط عمرها الـ14 عاما، على يد زوجها بعد أيام من زفافهما بدائرة قسم الخانكة.
تقول الأم: مي ابنتي الوحيدة عمرها 14 سنة بالمرحلة الإعدادية تقدم لخطبتها شاب يدعى "أحمد ن." (25 سنة)، يعمل سائق توك توك؛ ورفضت بشدة لأنها ما زالت طفلة ولا تعلم معنى الزواج، ولكن والدها أصر على زواجها.
بسبب الخلافات ورفض الأم زواج مي، قرر الأب منع وفاء من حضور العرس: "حرمني من فرحة عمري التي انتظرتها وهي أن أرى ابنتي الوحيدة عروسة".
" كان قلبي حاسس إني هفقد ابنتي الوحيدة إلى الأبد في الجوازة دي".. قالتها وفاء قبل أن تضيف: كان الجواب باين من عنوانه من أول يوم في الزواج، تعدى زوجها عليها بالضرب والسب، وعرفت ذلك من صديقاتها بعد زيارتهن لها.
تتوقف الأم قليلا قبل أن تضيف: ابنتي طفلة لا تعرف غير اللعب ولا تعرف مسئولية الحياة الزوجية، ولكن زوجها لم يدرك وأذاقها جميع أنواع العذاب من الضرب والسب.
تتذكر الأم آخر ليلة في حياة "مي"، "جوزها ضربها بعنف وسحبها إلى غرفة المعيشة محاولا إلقاءها من البلكونة رغم بكائها وصراخها وتوسلاتها له كي يكف عن تعذيبها، وألقى بها من الطابق الثالث فسقطت جثة هامدة، ثم نزل وشد جثتها إلى داخل المنزل.
"كل يوم كان قلبي بيوجعني ويحرقني على طفلتي"، قالتها الأم التي أوضحت أن شكوكها صدقت عندما تلقت مكالمة هاتفية في ساعة متأخرة من الليل: كانت حماة بنتي، وقالت لي "البقاء لله تعالوا خدوا بنتكم ادفنوها"، فجريت في الشارع أصرخ ودخلت على بنتى رأيتها في وضع يحرق القلب؛ وجهها ممتلئ بالكدمات زرقاء اللون وجسد تحطم بالكامل وتم نقلها إلى المشرحة.
تغالب وفاء دموعها، وهي تقول: "لم أحضر زفاف ابنتي إلى منزل عريسها، وحضرت زفافها إلى القبر وحناء الزواج ما زالت بيدها".
بدورها، قالت "سلوى جميل" المحامية بالمجلس القومي للمرأة، إن تقرير الطب الشرعي أوضح أن المجني عليها بها عدة إصابات، أبرزها "عض بالوجه والرقبة، وكدمات دموية ونزيف بالبطن والمخ، وكسر بالجمجمة والفقرات القطنية والحوض، وتهتك بالأوعية الدموية، وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية".
وأشارت "جميل" إلى أن قوات الأمن المصرية ألقت القبض على المتهم، وتم تحرير المحضر رقم 610 لسنة 2018 قسم الخانكة، وأمرت النيابة العامة بحبسه وإحالته إلى المحاكمة العاجلة.
أرسل تعليقك