"أنقذوني أنا بموت" رسالة من هاتف مهندس أردني، على هاتف بوابة العقار الذى يقيم فيه في مدينة 6 أكتوبر، ولكن الأخير وصل متأخرًا وعندما ذهب إلى شقته عثر عليه جثة هامدة.
التفاصيل ودوافع القضية، التي وقعت قبل أكثر من 10 أشهر، كانت متورطة فيها ممرضة وزوجها وصديقه، ونسبت التحقيقات آنذاك للمتهمين أنهم ارتكبوا الواقعة بقصد السرقة، وتم اقتيادهم، مساء أمس، إلى مقر نيابة أكتوبرأول، وتم إعلانها بقرار إحالتهم للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة الجنايات، ونسخ الملف وإرساله إلى محكمة الاستئناف لتحديد جلسة محاكمة لمحاكمتهم.
وكانت النيابة قد تسلمت في وقت لاحق تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه، وتحريات المباحث حول الواقعة، التي حددت دور كل متهم.
التفاصيل التى جاءت، طبقا لما ورد فى تحقيقات النيابة وتحريات المباحث واعترافات المتهمين كالتالي:
- جثة في الحي السابع:
قبل أكثر من 10 أشهر من الآن ورد بلاغ من حارس عقار إلى رئيس قسم شرطة أول أكتوبر، وقال للمقدم إسلام المهداوي، رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، إن أحد سكان العقار الذى يعمل فيه "خفير" مهندسًا أردنيا الجنسية قتل.
تحرك رئيس المباحث برفقة قوة أمنية إلى مكان البلاغ في عقار سكني في الحي السابع، ولدى وصول القوات، صعد الحارس إلى مكان الواقعة "شقة" في الطابق الخامس في عقار مكون من 6 طوابق، وكسرت القوات الباب وعثروا على الضحية مهندس 72 عامًا، أردني ويحمل الجنسية المصرية مكبل اليدين والقدمين وعلى فمه شريط لاصق وتبين أنه جثة هامدة وليس به أي إصابات ظاهرة.
وأخطر رئيس المباحث آنذاك اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل الواقعة، وعقب ذلك انتقل مدير الإدارة العامة للمباحث، على رأس عدد من قيادات المديرية إلى مسرح الجريمة، وتبين من خلال المعاينة أن "الشقة" مكونة من 4 غرف وصالة وحمامين، وعُثر على جثة المجني عليه في حمام "الضيوف".
وتبين أيضا وجود بعثرة في محتويات الشقة واختفاء هواتف الضحية، وسرقة حافظة نقوده، أيضا أكدت المعاينة سلامة نوافذ ومخارج الشقة، ما يؤكد أن الجاني من المترددين على الضحية وأنه حاول سرقته وأرسل رسالة نصية من هاتف الضحية عقب السرقة لحارس العقار تتضمن "أنقذوني أنا بموت"، حتى يتمكن من إنقاذه ولكن المجنى عليه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب كتم أنفاسه بالشريط اللاصق.
- فحص المشتبه فيهم:
عقب ذلك تم إخطار المستشار مدحت مكي، المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر بتفاصيل الواقعة، وانتقل رئيس نيابة أول أكتوبر إلى مسرح الجريمة، وناظرت النيابة جثة المجني عليه وقررت عرضها على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة.
وعقب الانتهاء من المعاينة، شكل اللواء رضا العمدة، فريق بحث وتحرٍ لفحص علاقات المجني عليه والمشتبه فيهم وقاطني العقار، لتوقيف مرتكبي الواقعة تبين من خلال الفحص والتحري أن المجني عليه مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه يتردد على مصر منذ 4 أعوام، وكان يقيم فى إحدى الشقق في محافظة الإسكندرية، وأنه مقيم فى مدينة 6 أكتوبر منذ 9 أشهر وله علاقات نسائية متعددة.
بدأت أجهزة الأمن في فحص المترددين عليهم واستعانت بحارس العقار وزوجته لأخذ أوصاف المترددين على الضحية من النساء والرجال حتى توصلت إلى أن هناك فتاة كانت تتردد عليه بصفة مستمرة وبدأت في جمع المعلومات عنها وتبين أنها ممرضة في أحد المستشفيات الخاصة في الإسكندرية، وأنه كانت موجودة لدى المجني عليه قبل أيام من الجريمة.
- علاقة غير شرعية والسرقة وراء القتل .
كثفت القوات التحريات وقننت الإجراءات وتمكنت من تحديد هوية الفتاة، وانطلقت مأمورية إلى الإسكندرية وتم توقيفها لمناقشتها بعد استئذان النيابة العامة، وتبين من خلال المناقشة الأولية أن الفتاة يبدو عليها حالة من الارتباك، وتمت مناقشته حول علاقتها بالمجنى عليه.
وأوضحت الفتاة "28 عاما"، "إنها تعرفت على الضحية منذ 4 أعوام، أثناء علاجه في أحد المستشفيات الخاصة التي كانت تعمل فيها فى الإسكندرية، ودار بينهما نظرات الإعجاب، تحولت بعد ذلك إلى لقاءات وبدأت فى الاستيلاء على مبالغ مالية منه مقابل الخروج معه والتنزه وتطورت تلك اللقاءات إلى علاقة محرمة، حتى أقام المجنى عليه في مدينة 6 أكتوبر بعدما غادر الإسكندرية، وترددت عليه أكثر من مرة حتى قررت التخلص منه
وجاء في محضر الشرطة أن المتهمة، اعترفت بتفاصيل الواقعة، وقالت في محضر الشرطة"كنت بمر بضائقة مالية الفترة اللي فاتت فقررت سرقة مبلغ من الضحية راجل غني ومعاه فلوس كتير، اتفقت مع جوزي على سرقته، وبعد كده جوزي استعان بصديقه وبدأنا فى وضع خطة لسرقته والتخلص منه.
وتضمن المحضر أن المتهمة الرئيسية واصلت الاعتراف بالجريمة كاملًا قائلة، اتفقت على إني أكلم المجني عليه في التليفون علشان يفتح الباب ليا ومحدش من الجيران يحس بحاجة والوقت ده مش أنا اللي هكون موجودة قدام باب الشقة هيكون جوزى وصديقه، وفعلا اتصلت بيه وقلت له أنا قدام الشقة وفتح ودخل جوزي و صديقه وكتفوه وسرقوه وهربوا، بس للأسف الراجل مات فى أيديهم، دي كل الحكاية.
- المتهمون أمام الجنايات:
عقب ذلك سجلت القوات اعترافات المتهمين الثلاثة بتفاصيل الواقعة، وأخطر المستشار مدحت مكي، المحامى العام الأول لنيابات أكتوبر، وسجلت النيابة اعترافاتهم بالصوت والصورة أثناء تمثيل الجريمة، وقررت حبسهم على ذمة التحقيقات، حتى تسلمت تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه، وتحريات المباحث النهائية حول الواقعة، حتى أصدرت النيابة قرارًا بإحالتهم للمحاكمة الجنائية وأرسلت ملف القضية للاستئناف، لتحديد جلسة أمام محكمة الجنايات لنظر أوراق القضية أمام المحكمة.
أرسل تعليقك