كشفت كرستينا عتيق "تينا" ،البالغة من العمر 26 سنة دراستها تصميم الغرافيكس، وأنها تعيش في بيروت.
وحاورت بي بي سي عددًا مع الرسامات الشابات بالتزامن مع معرض أقيم في متحف فيكتوريا آند ألبرت في لندن بشأن مقتنيات الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كالو.
تقول كرستينا رسمت مرة بسبب أنف أختي، ثم قررت توسيع هذا العمل ليصبح سلسلة قصيرة عن أشياء أسمعها من النساء حولي والتي تقيد حياتهن في المجتمع. سمعت تعليقات رائعة عن هذه
المجموعة من الرسوم والتي أسميتها "مش حلو البنت.."، وبدأت نساء بإرسال جمل عن مواقف أو تعليقات يسمعنها لأرسمها.
تينا الصغيرة،
وتابعت :أتذكر أنك قضيت معظم طفولتك أمام التلفاز تتأملين الممثلين الأجانب، معتقدة أنّ عالمهم هو عالمك. اعتقدتِ أن عائلتك مثل العائلات التي تظهر على شاشتك الصغيرة، بتقاليدهم
وثيابهم وتاريخهم. لا ألومك على أنك كنت تكرهين شكل عينيك وشفاهك الكبيرة وشعرك المنفوش. كنت دائمًا تكبسين على شفاهك ليظهروا أصغر وليصبحوا متل شفاه الممثلات. وعندما
لاحظت أمك ذلك كانت تقول لك "كل البنات عم تكبّر شفايفها تا تصير متلك"، لكنك لم تكوني لتقتنعي.
كانت أمك تصبغ شعرها باللون أشقر، وكنت تريدين أن تكوني مثلها. وأختك كانت بشرتها أكثر بياضا منك، مثل أمك، وأنت كنت تنزعجين جدا من ذلك. في ذاك الوقت، لم تكوني تعرفين شيئا لا عن عالمك ولا عن هويتك. لم تكوني تجلسين مع أهلك لتستمعي إلى حكاياتهم. موسيقاهم لم تكن موسيقاك، وتاريخهم لم يكن تاريخك.
أنت كنت من عالم التلفاز وكنت تريدين أن تحكي لغة من يظهر على التلفاز، وأن تلبسي ثيابهم وتعيشي حياتهم. عندما كبرت، أمك كانت تفرح كثيرا عندما تتكلمين الإنجليزية مثل رفاقك، وتحديدا باللفظ "الأميركاني". كنت تخجلين من أن تحكي أمامها بلغتك الجديدة، وكنت تحسين بالذنب لأنها لم تكن محظوظة مثلك لتحظى بالفرصة التي حصلت أنت عليها.
عندما كان أحدٌ يسألك "أي من صبايا فرقة Spice Girls" هي المفضلة لديك، كنت دايماً تجيبين: "إيما Emma" لأنك كنت تحبين شعرها الأشقر وبشرتها البيضاء. كنت تعتقدين أنها تشبه النساء في اللوحات الفنية المشهورة، دائماً بالبشرة الفاتحة والشعر الأشقر. لم تعرفي في ذاك الوقت من حياتك أن الجمال ليس له لون.
عندما كنت حزينة، وكان هذا معظم وقتك، كانت أمك تشجعك على أن تتكلمي أمام المرايا لتقوى شخصيتك. أمضيت وقتا طويلا أمام المرآة حتى أصبحت ملامحك غريبة عنك؛ ملامح فتاة حزينة أخرى، وجه مشوه، وعيون أكبر من اللازم. حواجبك كانت عريضة وكثّة، وشاربك أسود على شفاه غريبة. وعندما بلغت سن المراهقة تجنبتِ المرآة كلياً. كانت مصدر كآبة لك وأنت تنتظرين أن تتغير ملامح وجهك.
تخلصتِ من كل الصور التي كنت موجودة فيها والتي التقطها أبوك دون علمك. أردت أن تنسي وجهك.هل تتذكرين ماذا كان يقول عنك الشباب؟ "منّك كتير بشعة، فيكي تكوني حلوة إذا شلتي عويناتك وحطيتي مكياج".
يومًا ما ستكبرين، ستنظرين إلى نفسك وستحاولين أن تجمعي كل ما فقدتيه من هويتك. ستحاولين أن تحبي عيني جدتك الواسعتين، وشعرك المنكوش، وخصرك العريض. ستحاولين أن تسمعي
موسيقى بلدك وأن تقرأي قصائدها. ستشعرين أنك مقصرة، وبطيئة. لكنك تدريجيا ستتعلمين أن تحبي نفسك. سترسمين فتيات يشبهنك، قد يظهرن بملامح عربية مثلك، لتحبي جمالك. ستسألين جدتك لمَ لم تلبس - ولا حتى مرة واحدة - ثيابا لبنانية، وستجيبك "كان دارج اللبس الأجنبي، كان أحلى".وستلاحظين أن دورة كره النفس والهوية المشتتة لم تبدأ معك بل هي أقدم منك بكثير.
وعندما تحاولين كتابة رسالة إلى نفسك في الصغر ستعانين مع العربية المكسرة وستخافين الفشل ولكن الفشل هو عدم المحاولة
أرسل تعليقك