القاهرة - العرب اليوم
عندما نفكّر بالمجوهرات ذات الطابع الملكي الارستقراطي، تحضرنا على الفوز تصاميم شوميه Chaumet. إنها دار المجوهرات الفرنسية التي ارتبط اسمها منذ البداية بالأمبراطورة جوزيفين، زوجة نابوليون بونابارت. كان بونابارت متيّما بزوجته، وكان يحرص على تدليلها وتقديم الأفضل لها، لذلك طلب من صانع المجوهرات فرانسوا شوميه تصميم مجوهرات زوجته ومن بينها تيجانها الملكية. ومنذ ذلك الوقت، ولأن جوزيفين كانت أجمل النساء وكان الجميع يراها رمزاً وأيقونة للنساء في زمانها، أصبحت مجوهراتها بمثابة قطع أيقونية قاومت حدود المكان والزمان..
وتأكيداً على نجاح هذه المجوهرات المستوحاة من جوزيفين، والتي تحمل اسمها أيضاً، تأتينا دار شوميه اليوم بإضافات جديدة إلى المجموعة المستوحاة من التيجان الملكية.
تجسيد الطبيعة
كانت خزانة ملابس جوزفين مزيجاً من الألوان المدهشة والناعمة. فقد حوّلت فساتينها إلى لوحات طبيعية حيّة من خلال تطريز قماش التول وتكديس طبقات من قماش الشيفون لتجسيد رقيّ الوردة أو الأوركيد ونضارة نبتة الهيدرانجيا وهدوء اللون الأزرق السماوي لزهر العشّاق (العشقيّة).
وبما أنّها وُلِدَت في جزيرة مارتينيك، فقد كانت تحبّ كلَّ ما يتعلّق بالبحر. ونَبَعَ شغفها للّآلئ الشرقية المتقزّحة وللماضي البعيد من حنينها إلى المحيط وإلى الطبيعة بجانبَيها البرّي والحضري.
وما طريقتها الفريدة في مزج الأساليب والانتقال من الكلاسيكي إلى الريفي، والربط بين الأرض والبحر وإضفاء طابع شخصي على إيماءاتها الجريئة، سوى انعكاس للحداثة التي تبدو معاصرة جدّاً لزماننا.
فنتازيا جوزفين
أعادت شوميه ابتكار مجموعتها الأيقونية "جوزفين" من منطلق التلاعب باللون وإبراز سحر اللآلئ وإطلاق العنان للمخيّلة مهما كانت الأوقات والرغبات. فمن الجمشيت والسيترين إلى الزبرجد والأكوامارين وعقيق الرودولايت، تجتمع ألوان الأحجار الكريمة بتركيباتٍ مبهِجةٍ مع الماس واللآلئ. ويغدو كلُّ شيءٍ هنا أسطورة، حيث كل قطعة في المجموعة تهمس بقصّة امرأة استثنائية من الماضي حتى الحاضر.
"روح" المجموعة
أقلّ ما يُقال عن حياة جوزفين، المرأة التي نُفِيَت من مارتينيك إلى أوروبا والتي كانت أسيرة الثورة والمطلّقة والأرملة والأم المتفانية وحبيبة القنصل الأوّل وإمبراطورة فرنسا والمطلّقة مرّةً أخرى وعالمة النبات المرموقة، هو أنّها تزخر بكافة العناصر الملهِمة لتأليف رواية. لم تكن المرأة الكاملة، لكن لم تكن أي امرأة. فقد تحمّلت مختلف مسؤوليّاتها بشجاعة، وظلّت مخلصةً لفن الحياة الفرنسي الذي ميّز علاقتها مع العالم.
شغف الحب
أوجَدَت جوزفين زوجَين عصريَّين في زمنٍ شهد تغيّراً هائلاً، واتّبعت نمط حياة غير مسبوق بتاتاً. فمن زفافها حتى وفاتها، لم ينتهِ حبّها لنابليون، رجل حياتها، ولم تتوقّف عن الاهتمام به. ونظراً لرغبتها في إنجاح "عائلتها المختلطة"، ولاهتمامها اللافِت في تعليم أطفالها وفي مستقبلهم، وأيضاً لاحتضانها "للعشيرة" المكوّنة من دائرة عائلية أوسع شَمَلَت أبناء وبنات الإخوة، فإنّ جوزفين أظهرت مستوى غير عادي من الحميمية يشبه إلى حدّ كبير واقع العائلات اليوم.
أرسل تعليقك