الرياض-عمان اليوم
حفرتْ لنفسها مكانة مميزة بين مصممات الأزياء في مجال تصميم وصناعة الأزياء العربية، حيث تتميز تصميماتها بالدِّقَّة والفخامة، وتجمع بين العراقة والمعاصرة. ومن خلال هذا الحوار تلتقي
بمصممة الأزياء، دولة الشهري، لتحدِّثنا عن تفاصيل تصميماتها ودراستها، بالإضافة إلى نصائحها للمرأة السعودية
تقول انا فتاة سعودية حَوَّلَتْ شغفها وعشقها للتصميم إلى مشروع ناجح بدأت تقطف ثماره من خلال (Dawla Designs)، وهو خلاصة 15 سنة تجربةً وتعليماً في مجال الأزياء العالمية.
وحدثتنا كانت بدايتي في تلك الفترة التي كنا نضع فيها قصاصات المجلات والجرائد مع أقمشتنا ثم ندفعها لمحل الخياطة، آملين أن تكون النتيجة مقارِبة للطموحات، ولكن للأسف النتيجة لا تتشابه إلا في اللون فقط، ولكني كنت أتميز بلمساتي الخاصة على التصميم، فكنت أهتمُّ بارتداء ما يلائم جسمي وشخصيتي، وأحب تنسيق القطع لأكثر من مرة بشكل مختلف وأنيق، حتى استوقفتْ تنسيقاتي مَنْ حولي، فبدأن يطلبنني لتصميماتهن، وكنت أطرح عليهن أسئلة لم تُعْهَدْ في تلك الفترة، مثل: ما نوع المناسبة؟ ما هي ميزانيتك؟ ما نوع الحلي التي سترتدينها؟ وكنت أثير استغرابهن، ولكن عندما كُنَّ يَرَيْنَ التصميمَ تختفي علامات الاستغراب.
وقالت في البداية كانت مجرد هواية وهروب من الملل، ومع مرور السنوات أدركتُ موهبتي، وحوَّلتها لدراسة، فالتحقتُ بجامعة ساوثهامبتون ببريطانيا في تخصص تصميم الأزياء، وقد تمَّ اختيار مشروع تخرجي من ضمن أفضل عشرة مشروعات على مستوى الجامعة لتمثيلها من خلال (London Fashion Week 2010)؛ حيث كانت فكرة البحث عن دراسة تاريخ الملبس العربي في القرن التاسع عشر وتأثيره على الملبس الغربي من خلال نقل المستشرقين الحضارة العربية وانبهارهم بها للغرب، وأيضاً تطرقتُ إلى صورة المرأة العربية بالنقاب والبرقع كثقافة عربية، إلى جانب تأثير مختلف الحضارات على الملبس العربي عبر الاستعمار أو الطابع الجغرافي وتأثُّره بالحضارات، وحاولتُ أن أترجم ما درسته مع ثقافتي من خلال تعايُشي في الخارج بثقافات أخرى في تصميماتي، وأضفتُ لها البرقع العربي المزين بالفضة.
وان هدفنا في تصميمات دولة أن نكون داعمين ومعزِّزين للهوية الوطنية والموروث الوطني لجميع محبِّي الموضة.
و كانت الصعوبات التي وجهتها في تقبُّل تخصُّص تصميم الأزياء، وتمَّ رفضه من خلال المُلْحَقِيَّة السعودية بلندن؛ لعدم ملاءمته للمرأة السعودية، ولكننا مع الانفتاح والتطور، من خلال رؤية 2030 وتمكين المرأة السعودية والاهتمام بالفن والمصممين، من خلال إنشاء هيئة الأزياء، أصبحنا ننافس دور الأزياء العالمية الكبرى.
وقالت ان النمط الكلاسيكي مع المودرن، ونتميز باهتمامنا بأدق التفاصيل من فخامة الأقمشة المستخدمة إلى جودة التنفيذ لكل قطعة.
وقالت تصميمي للسيدة الفخورة بهويتها وذاتها؛ لنجسِّد لها أزياء تمثِّل هويتها بطابع معاصر وأنثوي.
واشارت ان الألوان تعتمد على موضة السنة وما يلائم البشرة العربية، ويستهويني دمج الألوان مع بعضها؛ لأنها مهارة تحتاج لدراسة عميقة للألوان وتضادّها، وأفضِّل الحرير؛ لصعوبة التعامل معه وجمال خامته، وبعض الأقمشة استخدمتُ فيها تقنية الطباعة باختيار بعض الرسومات الخاصة بي وتنفيذها على النسيج.
وان من أسباب نجاح كل مصمم متابعة خطوط الموضة، وأخذ ما يناسب مجتمعه منها، وأفضّل الأكتاف الكبيرة موضة 90s واستخدام الأقمشة اللامعة وعودة الهدب والريش للسنة الثاني على التوالي.
وقالت لا أفضِّل استخدام البلاستيك؛ لكونه يعطي طابعاً رخيصاً للقطعة، وهذا يتعارض مع هدفنا في تصميم قطع مميزة ذات طابع فخم وأنيق.
وقالت كنت دائماً خلال سفري خارج السعودية أقدِّم الهدايا لأصحابي، وأيضاً من خلال تنقُّلي في مناطق السعودية وتأثُّري بثقافتها الغنية كنت أتمنى أن أجد شيئاً يمثِّل كل مناطق السعودية في قطعة واحدة، لذا في عام ٢٠١٩ ركزتُ على فكرة عمل يجمع بين نقوش أبرز ثقافات السعودية الغنية، من جميع فئات المجتمع، في قطعة واحدة بطريقة جميلة وقطعة فنية تُلامس مجالي في تصميم الأزياء وتمثِّل رؤية ٢٠٣٠ في وطن واحد وهوية واحدة، فصممتُ وشاحاً يحمل نقوش أربع مناطق من السعودية؛ الجنوب ونجد والحجاز والشرقية.
و في مجموعتي الأخيرة كانت القطع مستوحاة من طريقة لف العباية قديماً في السبعينيات، وكيف كان لكل سيدة شخصيتها في اختيار الألوان والخامات وطريقة لفها، وتمت ترجمة ذلك بتصميمات معاصرة تُحَاكِي الماضي.
وقالت فلسفتي في تصميم العباءات كلما كانت بسيطة برز جمالها.يما
وذكرت ان العباية الواجب توفُّرها في خزانة كل امرأة هي العباية المريحة واليومية؛ فألوانها مفتوحة أمام ذوق كل سيدة، وتصميمها سهل اللبس، وقماشها خفيف، والعباية الخاصة بالعمل للسيدة العاملة يُراعى فيها الألوان الأساسية مع مراعاة الحشمة وعدم لفت الانتباه و العبايات الرائجة حالياً هي بموديل (Trench coat).
وحلمي بأن ترتدي تصميمي سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة السمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.
و كانت مشاركتي في Saudi Design Week ثريةً جداً بالاطلاع والمعرفة؛ من خلال التعرف على المشاركين بمختلف المجالات الفنية، وحضور ورش العمل المصاحِبة للمعرض.
و تحتاج المراة في تحقيق حلمها إلى إيمانها بقدراتها وتنميتها وتطويرها؛ فالوطن الآن أصبح منفتحاً ويُذَلِّلُ للمرأة جميع العوائق والصعوبات.
تحتاج إلى إيمانها بقدراتها وتنميتها وتطويرها؛ فالوطن الآن أصبح منفتحاً ويُذَلِّلُ للمرأة جميع العوائق والصعوبات.
وتقول ما يميِّز المصممات السعوديات هو ذوقهن العالي واعتزازهن بثقافتهن الغنية، مما يؤهِّلهنَّ لمنافسة دور الأزياء العالمية.
واشارت ان المصمم الناجح هو من كانت له بصمة واضحة وهوية خاصة به نستطيع من خلالها أن نميِّز عمله عن باقي المصمِّمين.
وينقص مجال التصميم الحِرفيون السعوديون، من الخياطة إلى قص الباترون؛ لأن دور المصمم يقف عند البعض لدى تصميم القطع، ويصعُب عليهم تنفيذها.
واشارت في عام 2018 استضافت السعودية فعاليات أسبوع الموضة العربي للمرة الأولى، وضَمَّ الحدثُ عدداً من بيوت الأزياء والمصممين الأشهر عالمياً، وهذا يدلُّ على مكانة السعودية بين الدول العربية، وقوة انجذاب بيوت الأزياء العالمية للسوق السعودي.
وقالت ان هناك أسماء كبيرة في عالم الأزياء، لكن لا يوجد مُنَافِس؛ فالسوق مفتوح ويستوعب أعداداً أكبر، والمنافسة تخلق الابتكار، وعلى المصمم أن يبذل جهداً أكبر للتميز وإبراز مواهبه.
وقالت بعد تجربتي مع جمعية النهضة، من خلال برنامج تجار الخير، وذلك من خلال التبرع بجزء من الأرباح للجمعية، قررتُ مزج الموضة مع القضايا الحسنة؛ فيمكن للفرد أن يكون عصرياً ومساعداً لغيره في الوقت ذاته، مع نشر ثقافة المشاركة المجتمعية لكل تاجر.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك