منذ فترة قصيرة، أقامت المصمّمة أميمة عزوز، رئيس لجنة مصممات الأزياء بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، عرض أزياء مميّز في باريس وتحديداً قرب برج إيفل حيث قدّمت خلاله مجموعة من أجمل العباءات وذلك في خطوة منها لنشر التراث السعودي بما فيه العباءة إلى العالم، فالمصمّمة المبدعة تحلم وتسعى إلى إنشاء أكاديميّة لصناعة الأزياء في جدّة، مشروع تعمل عليه المصمّمة بجديّة إذ تقدّمت بطلب رسميّ آملة أن يصبح هذا المشروع المطروح على ورق حقيقة فعليّة في السنوات القادمة.
مع هذه المصمّمة المبدعة، أجرت هذه المقابلة، فتابعيها وتعرّفي على أميمة عزوز، مصمّمة العباءات المبدعة...
1- كونك فنانة منذ البداية.. ما الذي دفعكِ إلى عالم تصميم الأزياء تحديداً؟
عشقي للفن بشكلٍ عام وتصميم الأزياء تحديداً كان طاغياً على شخصيتي منذ الصغر وبعد تخرجي والحصول على شهادة اقتصاد فنون اسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، قمت بدراسة الأزياء في لندن في جامعة Ual -University of the arts London حيث أخذت عدة دورات تهتم بكل ما يتعلق بالتصميم والمصممين وكون الموهبة موجودة بداخلي، شدّني هذا العالم إليه فالدراسة وحدها لا تكفي لصناعة مصممة أزياء ناجحة، بل ينبغي الجمع بين الموهبة والدراسة والعمل والممارسة هي التي تزيد من خبرة ونجاح أي مصممة.
2- متى أطلقت أول مجموعة من تصاميمك ؟ وما التحديات التي واجهتها حينها ؟
بدأت من منزلي مثل كل رائدات الأعمال عبر تصميمات بسيطة، قبل أن أستثمر الفرصة وأبدأ بتقديم تصاميمي في إطار عروض الأزياء قدم العروض وقد قدمت حتى الآن عروض ناجحة في الإمارات ولبنان ومصر وقطر وباريس.. إضافة إلى عروض خاصة في جدة والرياض.
أنا بالنسبة إلى مجموعتي الأولى، فقد تمّ التركيزعلى تطوير العباءة الخليجية وتقديمها في صورة تليق بالمرأة السعودية والخليجية من خلال إدخال الذوق الأوربي عليها حتى تتحول إلى زي تفخر المرأة الخليجية بشكل عام بارتدائه خارج الوطن، ولم تكن هناك معوقات تختلف عما تواجهه كل سيدات الأعمال في مجتمع ذكوري يؤمن بحصر دور المرأة في جوانب معينة، لكن مع الوقت ومع سياسة الباب المفتوح التي اعتمدها الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله في عمره، بدأت الكثير من المعوقات في التلاشي وبدأنا نؤدي دورنا بسهولة أكثر.
3- اشتهرت بتصميم العباءات السعودية، أخبرينا المزيد عن هذه التصاميم وعن لمستك في تحديثها ؟
أحرص في تصاميمي أن تكون عباءة المرأة السعودية جذابة تجذب الفتيات من الجيل الجديد وتدفعهن إلى اقتنائها وارتدائها خارج الحدود المحلية، وهذا ما يجعلني أهتم بالألوان والأقمشة العملية وذات التطريزات التي تجذب الفتيات وتجعلهن يرتدين العباءة حتى خلال السفر، ففلسفتي في التصميم تعبر عن المرأة السعودية التي تعيش في مجتمع محافظ وتحرص في الوقت نفسه على أن تبدو بمظهر أنيق ومميز ومحترم يجعلها متمسكة باحتشامها المتمثل في حجابها وعباءتها.
شخصياً، أشعر بكثير من الفرحة والسعادة الغامرة عندما أذهب إلى مصر أو لبنان والعديد من الدول المجاورة وأجد العباية السعودية تحولت إلى موضة هناك، والكثير من الفتيات ترتديها بصورها وأشكالها الجديدة فهذا في حد ذاته يعتبر النجاح الحقيقي لنا كمصممات سعوديات.
4- ما هي نصائحكِ للسيداتبالسنبة لارتداء عباءاتك؟
أختصر هذه النصائح في كلمات بسيطة جدة فأقول للمرأة: كوني متميزة وأنيقة في ارتداء ما يناسبك ويظهر جمالك ويخفي أي عيوب يمكن أن تظهرها سنوات العمر.
5- ما الذي يلهم اميمة عزوز؟
هناك أشياء كثيرة تساهم في إلهام أي فنان وشخصياً أعتبر الطبيعة الجميلة هي مصدر الإلهام الأول لكثير من تصاميمي، فتناول فنجان من القهوة على شاطئ البحر قد يوحي بكثير من الأفكار التي تتحول إلى خطوط وأزياء جديدة، أتعامل معها بشكل احترافي.
التراث أيضاً يعتبر مصدر رئيسي للإلهام فمن المهم لنا كمصممات سعوديات الاطلاع على تاريخنا وتراث أجدادنا والأزياء المعتمدة في مناطق المملكة المختلفة حيث ينبغي أن نعرف أن لكل دولة زيّها التقليدي وتراثها الذي ينبغي أن يحافظ عليه.
6- حدثينا عن نقطة التحول في حياتك ؟
اختياري من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) للمشاركة في تصميم أزياء الفنانين المشاركين في العرس الثقافي والفني السعودي يعتبر نقطة التحول الأولى في حياتي ولاشك أن هذه المشاركة بجانب العروض العديدة والمجموعات المختلفة التي قدمتها داخل وخارج الوطن كانت السبب الرئيسي في صناعة اسمي، وكانت وراء الثقة التي حصلت عليها من زميلاتي برئاسة أول لجنة لتصميم الأزياء في الغرف السعودية.
7- كونك سيدة سعودية، ما هو تقييمك لأسلوب السيدة السعودية من حيث المظهر؟
المرأة في مختلف أنحاء العالم تبحث عن الجمال سواء جمال الروح أو الجسد والجمال والبحث عن الأفضل هي القضية الرئيسية التي تنام وتصحو المرأة السعودية والخليجية عليها والحمد لله أن المرأة السعودية بشهادة المجتمع الخارجي متميزة بحشمتها كما أنها أنيقة بطبعها والمعادلة الرائعة التي تبرز موهبة أي مصمم أو مصممة أزياء، هي تحقيق الأناقة التي تبحث عنها كل امرأة في ظل الاحتشام الذي تتحلى به، ونحن نعمل في هذا الاتجاه كما أنّ عروضنا تقتصر على النساء فقط، الأمر الذي لا يضايقنا أبداً لأنهن الفئة المستهدفة بالنسبة لنا ومسألة الاحتشام هي مسألة فطرية بالنسبة لنا.
8- ما هي أجدد المشاريع التي قمت بها ؟
منذ سنوات وأنا أسعى إلى نشر التراث السعودي ممثلاً في العباءة النسائية عالمياً وعقب مشاركتي في الفترة الماضية في تصميم أزياء الفنانين المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) قدمت عرضي الذي أطلقت عليه اسم bayah show3 ثم قدمت عرضي الأخير بجوار برج ايفل في العاصمة الفرنسية، وستكون هناك مفاجآت كثيرة في الفترة المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت في عرض باريس على تبادل الثقافات والمزج بين التراث الحجازي الممتد في أعماق التاريخ وأحدث الصيحات الأوربية حيث قدمت العباءة الشتوية والفستان العربي الخليجي المطعم بالخامات الأوربية.
9- أية فئة من النساء تخاطبين في تصاميمك ؟
قلتها من قبل وأكررها، مصمم الأزياء أشبه بالطائر الحر الذي يحلق في كل الفضاءات بحرية بحثاً عن التميز، يركض خلف كل شيء مبتكر وغريب وغامض وكأنه يحاول كشف الطاقة الكامنة والأفكار الخلاقة التي تحمل نفحات من روح الأناقة الكلاسيكية والعصرية في آن واحد، لذلك من الصعب أن تحصر نفسك في خندق معين، صحيح أنني تخصصت في العباءة الخليجية والفستان الشرقي لكنني أقدمها بطريقة تناسب الجميع وليس المرأة الخليجية والسعودية فقط.
10- هناك رساله تودين توجيهها من خلال عباءاتك الى العالم وخصوصاً المرأة، هل هذا صحيح ؟
رسالتي واضحة في كل خطوطي، أريد أن أقول أن للعباءة االخليجية رونقها وجمالها وخصوصيتها. نحن لن نستطيع أن نلغي الاستيراد الخارجي، فالمرأة السعودية تتمتع بذوق رفيع جداً وهي تميل للأزياء التي تجمع بين الحداثة والتراث فنحن نعيش في قرية مفتوحة وننطوي تحت لواء منظمة التجارة العالمية، لكن لابد من تعزيز مكانة المنتج المحلي ودعمه ورفع درجة الوعي لدى البعض من خلال اللقاءات والندوات والمعارض والعمل على الترويج للمنتج المحلي كأحد المهام الوطنية لوزارة التجارة والصناعة والجهات الحكومية والقطاع الخاص أيضاً ومن المهم التنويه أيضاً بدور الإعلام الذي يعتبر شريكاً استراتيجياً لنا.
11- أخبرينا المزيد عن مجموعتك الأخيرة ؟
مجموعتي التي عرضتها في باريس تمزج بين الذوق الشرقي الأصيل وأحدث خطوط الموضة العالمية، فمجموعة الشتاء والخريف جاءت منسجمة بشكل كبير مع أهداف وغايات أسبوع الموضة في باريس، فلم تعد العباءة مجرد لباس تقليدي ترتديه المرأة الخليجية وحدها، بل استحوذت على اهتمام المصممين العرب والعالميين الذين طوّروا وأبدعوا بتصاميم العباءات وألوانها، أمثال: كريستيان ديور، وأوسكار دو لارنتا، وبرادا، وروبرتو كافالي، وفندي، وجان بول غولتييهل وألبرتا فيريتي، وفالنتينو ولو لم يكن للعباءة الخليجية مكانتها ورونقها لما عرضت في هذه الأسواق العالمية بأسعار باهظة، لذا بات من الضروري أن نقدم نحن أصحاب التراث والعراقة في هذه الصناعة أفكار مبدعة وأشكال براقة.
12- أين ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن ؟
أتمنى أن يتحقق حلمي بإقامة أكاديمية لفن صناعة الأزياء في جدة، تساهم في تخريج أجيال المستقبل من المحترفات بتلك الصناعة بفن وذوق واتقان، فهي أمنية ستفيد كل بنات وطني، والحمد لله أن السعودية بدأت تغطي احتياج أسواقها من صناعتها وقادرة على ذلك في المستقبل لو عملنا بإخلاص وتفاني على تحقيق هذا الحلم.
قد يهمك أيضا:
رايشما إسلام تقدّم مجموعة من الأزياء المحتشمة بمهرجان لندن
زيمرمان تشتري منزلًا بقيمة 5.5 مليون دولار أميركي في سيدني
أرسل تعليقك