القاهرة - العرب اليوم
تلقى العميد إبراهيم المليجي، مأمور قسم الجيزة، بلاغًا عبر جهاز اللاسلكي من شرطة النجدة بالعثور على جثة فتاة داخل شقة في منطقة المنيب. وفي حارة ضيقة لا يتجاوز عرضها مترين، عقارات متراصة كقطع الشطرنج، يتجمع العشرات أسفل أحدها، يصعد المقدم مصطفى كمال، رئيس مباحث الجيزة، درجات السلم مطالبًا الأهالي بالابتعاد عن الشقة محل البلاغ لحين انتهاء المعاينة بالاشتراك مع المعمل الجنائي وفريق من النيابة العامة. جثة، أسلاك بلاستيكية، بقايا عصا خشبية متناثرة على الأرضية، أيقن المقدم مصطفى كمال مع تلك الأدلة أنه أمام جريمة قتل دارت أحداثها داخل تلك الشقة، إذ عثر على جثة "شيرين"، 17 سنة، بها آثار كدمات وسحجات متفرقة بالجسم.
وأصابع الاتهام اتجهت صوب الأب "أيمن.ع"، 42 سنة، نقاش، خاصة مع أقوال بعض الجيران بسماعهم صوت مشادة كلامية حادة قبل الوفاة بفترة قصيرة، ليصطحب الرائد معتصم رزق، معاون مباحث الجيزة، المشتبه به الرئيسي إلى ديوان القسم للتحقيق، بينما يوجه العميد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، بتعيين الحراسة اللازمة على الشقة لحين انتهاء المعاينة.
"ايوا قتلتها.. بس ماكنش قصدي.. كنت عاوز أربيها"، لم يحاول الأب التنصل من فعلته، وأقر بجريمته أمام رجال المباحث، موضحا أنه عشية السبت الماضي، غادرت ابنته المنزل دون علمه، وشاهدها مع شاب لا يعلم هويته. يتوقف صاحب الـ42 سنة عن الحديث لحظات بينما تتساقط الدموع من مقلتيه محاولا استيعاب ما آلت إليه الأمور، مشيرا إلى أنه في اليوم التالي -يوم ارتكاب الجريمة- أحضر 2 لاصق طبي من صيدلية مجاورة، وصعد إلى الشقة، ووقعت مشادة كلامية حادة بينه وبين ابنته: "كتفتها بالحبال والأفيز البلاستيك، وكممت فمها، ونزلت فيها ضرب بالعصايا". وأكد المتهم أنه لم يقصد قتلها، وكان كل هدفه ضمان عدم تكرار فعلتها، مختتما اعترافاته قائلا: "وأنا باضربها قالت لي عايزة أشرب يا بابا"، فنزع اللاصق الطبي من فمها إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها جراء وصلة الضرب "مالحقتش تشرب".
أرسل تعليقك