لندن ـ وكالات
لم تكتف ياشيما دوجلاس وتانيا ويليام - فتاتان من مدينة بريستول في إنجلترا - بتغيير اسميهما إلى (سكينة ومنيرة)، بعد اعتناقهما الدين الإسلامي في عام 2005، بل أصرتا على تقديم صورة الإسلام الصحيحة في المدن الأوروبية بتمثيل فيلم يتكلم عن حقوق المرأة في الإسلام أطلقتا عليه اسم Hip Hop Hijabis.
تقول لـ "الاقتصادية" مخرجة الفيلم ميتي ريتزال، إن الفيلم عبارة عن فيلم وثائقي يتكلم عن قصة الفتاتين وقناعاتهما بالدين الإسلامي بعد تأثرهما بالداعية الأمريكي الراحل كالكولم إكس، إضافة إلى أنه يصور حياتهما التي تمارسانها دون أي إضافة مني كإخراج أو تأليف سيناريو، مشيرة إلى أن الفيلم يستهدف إبراز قناعات الصديقتين بحقيقة الدين الإسلامي، وكيف أن العادات والفهم الخاطئ هي التي قدمت صورة مغايرة للإسلام.
وأبانت المخرجة ريتزال أن الفيلم لن يكون مجرد مادة فيلمية على اليوتيوب، بل إن هدف فريق العمل الذي غالبيته من الإناث، إنتاج نسختين منه واحدة مناسبة للعرض التلفزيوني لمدة ساعة، والنسخة الثانية مناسبة للعرض السينمائي ومدتها 70 دقيقة، إضافة إلى نيتهن المشاركة به في مهرجان الفيلم الدولي وتجمُّع منتجي الشاشات.
وأوضحت ريتزال في حديثها أن ميزانية الفيلم المرصودة قرابة 174 ألف ريال، تم تحصيلها من استثمار شخصي لفريق الفيلم، إضافة إلى خدمات أخرى كتأجير معدات سينمائية ومواقع تصوير، والباقي مبالغ ستكون دفعات مؤجلة في حال عرض الفيلم وحقق أرباحا.
وقالت المخرجة إنه تم الإعداد وإنتاج الفيلم خلال أربع سنوات، إلا أنهم قرروا كفريق رفع ميزانية الفيلم بزيادة 74 ألف ريال، لتحسين نوعية الإنتاج وإضافة مشاهد أكثر، منوهة بأن هذا المبلغ يعمل فريق العمل على تجميعه، عن طريق حملة إلكترونية للمشروع في موقع خاص بالمشاريع الشبابية، حيث تستهدف الحملة جمع التبرعات خلال فترة زمنية محددة تنتهي غدا، وإلى اليوم تم تجميع نحو 9 في المائة من المبلغ.
وأضافت المخرجة أنها لا تعتقد أن الحملات الإلكترونية لهذا النوع من المشاريع تكون فعالة، خاصة أنه يناقش قضية محل جدال وخلاف من المجتمع الأوروبي، إلا أن كل ما يفعلونه الآن مجرد محاولة لتحسين إنتاج الفيلم، وجعله ليس مجرد فيلم ينتهي وقت عرضه، بل يصل ويصبح محط أنظار جميع الجهات من المدارس والمساجد وأوساط المنتجين السينمائيين والجمعيات النسائية، وتحسين المحتوي التعليمي من خلاله، إضافة إلى مساعدتهم بالتجهيز لورش عمل ومحاضرات تحتوي على تبادل الآراء ووجهات النظر في قضايا مختلفة يدور حولها الجدل في الغرب مثل الفن والمرأة والعنف، ولكن الفيلم تم الانتهاء منه بالفعل ولن يتوقف عرضه على حملة التبرعات الإلكترونية.
تؤكد ريتزال في حديثها أن كثيرا من الغربيين يحملون قناعات سلبية تجاه الدين الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب وحقوق المرأة، وهذا الفيلم يتحدى الرؤية الافتراضية للدين الإسلامي لدى الدول الغربية، لأنه يقدم فتاتين قويتين اختارتا أن تعتنقا الدين الإسلامي بحريتهما وقناعتهما، كما أنهما تتحدثان ضد الإرهاب وتقدمان صورة لحقوق المرأة الصحيحة في الإسلام.
أرسل تعليقك