أعربت أسر ثلاث طالبات بريطانيات مفقودات منذ شهرين، عن مخاوفها من التحاق بناتهن بصفوف تنظيم "داعش" عبر الحدود التركية، في ظل فشل الشرطة البريطانية في نقل معلومات مهمة، يعتقدون بأنها من الممكن أن تنقذ المراهقات من الوقوع في براثن التطرف.
وأكدت مصادر بريطانية، أنَّ الفتيات الثلاث هن: شاميما بيغوم (15 عامًا)، وكاديزا سلطانة (16 عامًا)، وأميرة عباس (15 عامًا)، سافرن من لندن إلى تركيا منذ أسبوعين ومن ثم عبروا الحدود إلى مناطق سورية التي يسيطر عليها "داعش".
وأكدت عائلتهن، أنَّ الشرطة فشلت في إبلاغهم بأنَّ الفتيات ذهبن قبل شهرين إلى الخارج، علمًا أنَّ نتائح التحقيق من قبل ضباط مكافحة التطرف لا زالت غامضة في ظل اعتقاد بأنَّهم فعلًا قد سافرن إلى سورية.
وتركزت شكوى العائلات تحديدًا على خطابات كتبتها الشرطة في شباط / فبراير الماضي بعد الاختفاء الأول، وأوضحت رسائل إلى الآباء أنَّ أطفالهم كانوا أصدقاء مع تلميذ من أكاديمية "بيثنال غرين"، وطلب الحصول على إذن لاتخاذ إجراء رسمي.
وحدث أنَّه بدلًا من تسليم الرسائل إلى أولياء الأمور، سلمتهم الشرطة إلى الفتيات أنفسهن، اللاتي أخفوها، ووجدت الأسر الرسائل في الكتب المدرسية داخل غرف نوم البنات فقط بعدما غادرت الفتيات بأسبوعين، وأكدت الشرطة أنّ الرسائل سلمت إلى الفتيات.
وصرحت شقيقة شاميما رينو بيغوم، بأنّه "كان يمكن أن نكون قادرين على منع ذلك إذا كنا نعرف أن هناك تحقيقُا للتطرف من قبل قيادة مكافحة التطرف السكوتلاندية، ونعرف مدى جدية ذلك ولكن ظللنا في الظلام".
وتزعم العائلات بأنّ الشرطة حصلت على عناوينهم قبل أسابيع من قبل المدرسة في وقت سابق، ويؤكدون أنهم لا يستطيعوا الحصول على إجابات من الشرطة أو المدرسة عن سبب عدم تلقيهم هذه المعلومات المهمة مباشرة.
وأكد والد أميرة حسين عباس، "إنّ الشرطة أهملتنا، وكذلك المدرسة كان يمكن أن يتم تنبيهي وبالتأكيد كنت سأمنع ذلك، ولكنهم لم يحذرونا، ولم يتم الاتصال بنا على الإطلاق".
ودفع اختفاء الفتاة البالغة من العمر (15 عامًا) قيادة شرطة سكوتلاند في مجال مكافحة التطرف من أجل التحقيق، وتحدث إليهم التلاميذ وتم تحديد سبعة طلاب كأصدقاء محتملين للفتاة المفقودة، وكان من بينهم كاديزا وأميرة وشاميما، وفي تلك المرحلة لم تجد الشرطة أي سبب للشك في أنهم يتعرضوا لخطر التطرف.
وأفادت الشقيقة الكبرى لكاديزا حليمة خنوم، قائلة "لم نكن نعرف مدى الجدية التي كان عليها الوضع الأول، مع العلم أن شقيقتي كانت قريبة جدًا من تلك الفتاة، فلو كنا نعرف، كنا سنتخذ خطوات حاسمة".
وتم الإبلاغ عن اختفاء الفتيات الثلاثة المفقودات في الثلاثاء 17 شباط / فبراير, وأطلقت شرطة "سكوتلاند يارد" بحث دولي بعد ذلك بوقت قصير.
وتؤكد الأسر أنه لم يكن هناك شيء لتنبيههم بأنَّ أبنائهم كانوا في خطر السقوط في دعاية "داعش"، وقال رينو بيجوم: لم يكن لدينا أي سبب للشك في أطفالنا، فكانوا أطفال جيدين، ومتفوقين دراسيًا.
وأعلنت بيجوم أنَّه بعد فشل شقيقتها في العودة إلى ديارهم وفتشت غرفتها، ووجدت رسالة تخشى أن تنبئ بالأسوأ، ودعت الشرطة على الفور "أجراس الإنذار تبدأ بالخروج".
وأشارت خنوم إلى أنَّه في حالة شقيقتها، وجدت خطاب "داخل أحد الكتب المدرسية الخاصة بها، في ظرف بني، وكان به القليل من المعلومات الحيوية التي كان يجب أن نُبلغ بها".
وكانت الفتيات يخططن رحلتهن لبعض الوقت، وتكهن حسين عباس أنَّ الرسالة أقنعت الفتيات للمضي قدمًا في تحقيق خططهن، وأضاف: ربما في هذه السن، خشوا أن يخبرونا بالرسالة.
ويعتقد أنَّ الثلاثة تم إقناعهن بالتطرف عبر الإنترنت وأنهن تبعن حسابات وسائل إعلام اجتماعية ذات صلة بتنظيم "داعش"، ولكن صرحت حليمة خنوم: تابعت أختي على "انستغرام"، ولم يكن هناك أي شيء خارج عن المألوف.
ويرجع تاريخ الرسالة إلى 2 شباط / فبراير، وتم تسليمها إلى الفتيات بعد ثلاثة أيام، وتكتب المباحث: نتفهم أن ابنتك قد عرفت كصديقة, ومن دوري أن أفهم الفتاة المفقودة بشكل أفضل وأفهم الأسباب التي جعلتها تقرر أن تترك هذا البلد.
وتابعت: نحاول أن نجمع المعلومات التي قد تساعد في العثور عليها وإعادتها لعائلتها, وهذا سوف يساعد الشرطة للفهم ومنع غيرهن من المراهقات المعرضين لذلك الخطر, لهذه الأسباب أسعى للحصول على إذنك للتحدث إلى ابنتك.
وتقول الرسالة: أود بيان مكتوب بخط اليد، وهذا سوف يغطي الفتاة المفقودة ومعتقداتها الدينية، ونمط الحياة والظروف التي كانت تعيش فيها قبل مغادرة المملكة المتحدة, يرجى أن تطمئنوا أنني لم أتحقق من ابنتك, فهم ليسوا تحت أي شبهة لفعل شيء خطأ, أنا ببساطة أحاول مساعدتها, وبإذن المدرسة قدمت نفسي لطفلك، وأوضحت الأسباب المذكورة أعلاه التي تجعلني بحاجة إلى مساعدتهم.
وتنتهي بتقديم زيارة شخصية من قبل المباحث، وتفاصيل اتصالاتها, ولا يبدو أن الشرطة أجرت بالمزيد من الاستفسارات, ولم يسمعوا شيئًا من أسر الفتيات الثلاث، وتقول الأسر إنَّ المدرسة أبلغتهم أنَّ الرسالة سلمت في جلسة جمعت السبع تلاميذ معًا.
وأعلنت أكاديمية "بيثنال غرين" أنها منعت الدخول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية في الفصول الدراسية وأنَّ التطرف لن يحدث في هذا المكان، ولم تعلق على مزاعم العائلات الجديدة على الرغم من طلبات التعليق.
أرسل تعليقك