حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا
آخر تحديث GMT06:02:24
 عمان اليوم -

كشفت تحريات الشرطة أنها كانت سيئة السمعة

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

حسناء أيت بولحسن
باريس - مارينا منصف

أعلنت السلطات الفرنسية مقتل أول انتحارية في أوروبا، تدعى حسناء أيت بولحسن، وتبلغ من العمر 26 عامًا، بعد أن فجرت نفسها وتحولت إلى أشلاء، أثناء حصار الشرطة في سانت دينيس، وداهمت قوات مكافحة التطرف الشقة التي اختبأت فيها حسناء مع ابن عمها عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس.

وكشفت أسرتها ومعارفها بعد يوم من وفاتها أن حسناء كانت سيئة السمعة وكانت معروفة بحبها للكحول والسجائر بدلا من التفاني في الإسلام، وكان لديها شبكة كبيرة من الأصدقاء الذكور، وذكر شقيقها يوسف أيت بولحسن أن حسناء لم تكن مهتمة بالدين ولم تقرأ القرآن، كما أنها بدأت في ارتداء الحجاب الإسلامي قبل شهر. وظهرت حسناء في صورة "سيلفي" في الحمام ووجها مغطى بالكثير من مستحضرات التجميل.

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

وكشف شهود عيان عقب الحادث، أنّ حسناء كانت تستغيث عند محاصرة المكان "ساعدوني.. أنا لست صديقته" قبل ثوان من تفجير الجهاز الناسف، وعُثر على رأسها والعمود الفقري في الشارع بعد تطايرهما من النافذة أثناء الانفجار، وأكدت النيابة العامة الفرنسية، الخميس، أن البلجيكىيأباعود قُتل في معركة بالأسلحة النارية، حيث أصيب بطلق ناري في رأسه وتمزق إلى أشياء بفعل القنابل اليدوية، وتعرف خبراء الطب الشرعي عليه من خلال عينات من اللعاب وقطع من الجلد، وكان أباعود متطرفًا في سوريا معروفا للسلطات الأوروبية.

ويبدو أن حسناء أصبحت متطرفة في تشرين الأول/أكتوبر فقط عندما تخلت عن أسلوب حياتها للانضمام إلى "داعش".
وأبرز شقيقها يوسف أنه لم يشاهدها تقرأ القرآن الكريم، مضيفا "كانت حسناء تعيش في عالمها الخاص ولم تهتم بدراسة دينها، وكانت دائما تستخدم هاتفها وتبحث على فيسبوك أو الواتس أب، وأخبرتها أن تتوقف عن كل هذا لكنها لم تستمتع لي، وتجاهلت كل محاولاتي لنصحها وكانت تقول لي إنني لست والدها أو زوجها ولذلك يجب أن أتركها وشأنها".

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

ووصف يوسف علاقته بشقيقته بكونها معقدة، موضحا "كانت تمضي وقتها في انتقاد كل شئ، وكانت ترفض قبول أي نصيحة، وفي المناسبات النادرة التي تحدثت إليها كنت أخبرها أن تتصرف بشكل أفضل، وأن تبقى أكثر هدوءا في اختيار ملابسها، واتصلت بي الأحد في الساعة السابعة مساء لأنني كنت قد اتصلت بها سابقا وبدت وكأنها يائسة من الحياة"، وهرع يوسف لتفقدها لكنه انتظر 15 دقيقة دون أي إجابة.

وذكر يوسف "اتصلت بي لكني أغلقت الهاتف وأخبرتها ألا تتصل بي مجددا بسبب الإزعاج الذي سببته لي وفي النهاية لا نصل إلى أى شئ، وأخيرا علمت صباح يوم من التليفزيون أنها قتلت نفسها، لقد كانت ضحية العنف منذ أن كانت صغيرة نتيجة سوء المعاملة والرفض، لأنها لم تنل الحب الذي تحتاجه، ومنذ سن الخامسة اقتيدت حسناء إلى الرعاية ونشأت لدى أسرة حاضنة".

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

وتابع يوسف "كانت سعيدة ومزدهرة في مرحلة المراهقة، ولكن فيما بعد أصبحت متهورة وتختار أصدقاء غير أسوياء، لم أكن قريبا منها وكان كل منا يعيش بعيدا عن الآخر، وعندما كانت تتاح الفرصة للحديث بيننا كانت مليئة بالحماس، وكانت حياتها غير مستقرة".

ووصلت عائلة حسناء إلى فرنسا في عام 1973 واستقرت العائلة في باريس، وولدت حسناء عام 1989 في كليشى لا غارين وهي ضاحية قريبة من سانت دينيس التي حاصرتها الشرطة الأربعاء، وانفصل والداها وهي في سن صغيرة ونشأت لدى أسرة حاضنة، وتعيش والدتها التي لم يُعرف اسمها في برج سكني في ضاحية " أولني سو بوا" التي تبعد 20 دقيقة خارج باريس، إلا أن حسناء لم تعش هناك لكنها كانت تزور والدتها أحيانا.

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

وبيّن أصدقاء حسناء أنها كانت على صلة وثيقة بوالدها، وكانت تزوره بانتظام في منزله في موسيل وعاشت معه لمدة شهرين، ووصفها أمين أبو، 26 عاما، وأحد السكان المحلين بالقول "كانت تحب الحفلات وارتياد النوادي"، وتابع "كنت أراها في أحد النوادي حيث كان الكحول رخيصا، وجاءت إلى هنا منذ عامين أو ثلاثة لمدة شهرين، ولم تعمل أو تذهب إلى الجامعة، ولا أعتقد أنها أنهت المدرسة، وكانت تحب الحفلات والنوادي وتشرب الكحول وتدخن وتخرج مع العديد من الشباب لكنها لم تكن علاقات جادة، وكان لها سمعة سيئة".

وتابع أمين "لم يكن لديها أي أصدقاء حقيقيين لكنهم كانوا مجرد عدد من الناس يقضون أوقاتهم معها، أعتقد أنه كان لديها الكثير من المشاكل مع عائلتها، ولم تكن تعيش مع والدتها ونشأت في بيوت حاضنة للأطفال، ولديها شقيق يعاني من الإعاقة الذهنية وكان يعيش في منزل في مرسيليا، لقد نشأت في سان دينيش وهى منطقة سيئة جدا، وعندما لا يكون لديك أسرة يسهل أن تنجرف إلى أشياء سيئة".

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

ولفت صديق آخر يدعى ماتيوس جاك، 24 عامًا، "كانت فتاة عادية ترتدى الملابس الغربية ولم تكن ترتدى الحجاب ولم تذهب إلى المسجد أو تصلي، ولم تتحدث أبدا عن الأخبار أو فلسطين أو ما شابه، إنها ليست متدينة على الإطلاق، كانت عادية مثلي ومثلك وخرجت وعاشت حياة حرة وكانت تحضر حفلات دائما، ولم يكن والدها يمانع ذلك، وكان والدها يعمل في مصنع للسيارات وهو متقاعد حاليا، وكان يذهب كثيرا إلى المسجد لكنه لم يكن متشددا، ويذهب في العطلة إلى المغرب كثيرا لأنه كان يعيش وحيدا".

ووصفت حسناء من قبل أصدقائها بكونها فتاة محبة للمتعة وتحب شرب الكحول، ولقبت براعية البقر بسبب حبها لارتداء قبعات رعاة البقر الكبيرة، وأوضح الجيران أن حسناء كانت موجودة في المنزل الذي تعيش فيه عائلتها في أحد ضواحي باريس منذ ثلاثة أسابيع، موضحين أنها كانت تحرب الخروج.

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

وبيّن أحد الجيران ويدعى حسان، أنها كانت ترتدي الجينز دائما والملابس الرياضية وقبعة سوداء حتى ثمانية أشهر عندما بدأت ترتدى الحجاب، مضيفا "لم تكن خائفة من أي شخص، وكانت مثل الجندي الصغير حيوية وديناميكية للغاية، ولكنها لم تكن ترتدي الحجاب من قبل، لكنها كانت فتاة فصيحة ومحترمة، وكانت متعاونة وحملت عني بعض المشتريات الثقيلة".

وأضاف حسان "قضت والدة حسناء الليلة الماضية وهى تبكي، ولا أستطيع أن أصدق أنها جزء من هذه الطائفة، عندما سمعت ذلك شعرت بالغثيان"، وذكر جار آخر "لقد تلوثنا بسبب هؤلاء الناس الذين لا يعرفون شيئا عن الإسلام"، وأشار آخر "لم يظهر عليها أنها انتحارية وكانت تشرب الكحول".

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

ودرست حسناء بولحسن في جامعة بول فيرلين في ميتز، وكانت مسجلة باعتبارها مديرة لشركة بناء باسم "بيكو للإنشاءات" في إبيناي سور سين والتي تبعد ثلاثة أميال عن سانت دينيس، وتم تصفية الشركة في العام المنصرم.
ووصف قائد شرطة مكافحة التطرف الفرنسية، جان ميشال، الذي قاد حصار سانت دينيس، أنه شاهد رأس حسناء تطير من خلال النافذة وسقط عمودها الفقري على سيارة الشرطة، وتابع "رأيت رأس امرأة تطير من خلال النافذة وتستقر على الرصيف على الجانب الآخر من الشارع، لقد فجرت الانتحارية نفسها وكان ذلك مدمرا"، ونفذت الشرطة عددًا من الاعتقالات أثناء الحملة كما قُتل أحد كلاب الشرطة.

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا حسناء آيت بولحسن أول انتحارية تفجّر نفسها في أوروبا



GMT 13:56 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خمس نساء يفزن بجوائز نانسن للاجئ لعام 2024

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 07:43 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 عمان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 07:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 عمان اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 07:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 عمان اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 10:15 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها
 عمان اليوم - نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 07:29 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab