لندن - كاتيا حداد
هربت شوكي بيجم، زوجة الانتحاري البريطاني الذي فجر نفسه مبتسمًا، أثناء الهجوم على قاعدة الجيش العراقي، من سورية، عندما علمت كيف تعيش النساء غير المتزوجات، بموجب حكم تنظيم "داعش"، وأخذت بيجم أطفالها الخمسة إلى سورية في أغسطس/ أب عام 2014، في محاولة لإقناع زوجها جمال الدين الحارث، الذي فجّر نفسه في الموصل هذا الأسبوع، للعودة إلى الوطن، وتوسلت بيجم للمساعدة في العودة إلى مانشستر بعد أشهر من وصولها إلى سورية، قائلة إن سورية "ليست البلد المفضل لها"، وأن النساء هناك أكثر خطورة والتواء عما كانت تتوقع.
وأضافت بيجم ، "أن هناك نوع من عقلية العصابات بين النساء غير المتزوجات، حديثهم عنيف ويجتمعون حول أجهزة الكمبيوتر المحمول لمشاهدة أشرطة فيديو "داعش" ومناقشتها، الأمر ليس من تفضيلاتي، كما أن هناك مئات من العائلات تعيش في قاعة واحدة، ويتقاسمون ربما واحد أو اثنين من الحمامات والمطابخ، والأطفال يبكون ويمرضون، كل شئ هناك يستغرق المزيد من الوقت، فيما عدا القتل الذي يتم بسرعة كبيرة".
وحصل زوجها عازف الكمان وسجين غوانتانامو السابق رونالد فيدلر، على مليون أسترليني رشوة بعد زعمه أن جهاز المخابرات البريطانية MI6 متواطئ في سوء معاملته في السجن العسكري المثير للجدل في كوبا، وتثير وفاته تساؤلات جدية لرئيس الوزراء السابق توني بلير الذي ضغطت حكومته، لإطلاق سراحه عام 2004 بزعم أنه لا يشكل أي تهديد، وفر الحارث الذي اعتنق الإسلام وأطلق عليه الاسم الحركي "أبو زكريا البريطاني" من بريطانيا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، فيما زعمت بيجم أنها أخذت أطفالها في عطلة إلى تركيا عقب سفره على أن يقابلها زوجها هناك، لكنها وجدت نفسها تعبر الحدود إلى سورية لاحقا بعد أيام.
وانتهى الأمر بعيش بيجم عند وصولها سورية، في منزل آمن مزدحم في معقل "داعش" في الرقة مع عشرات من النساء الأجنبيات اللاتي يبحثن عن أزواجهن قبل أن يتم لم شمل الأسرة في قرية الباب شمال سورية، وظنت بيجم أنه سيسمح لها بالعودة إلى بريطانيا، إلا أن تنظيم "داعش"، حاول أخذ أطفالها تحت عمر 9 أعوام في ذلك الوقت عندما أعلنت عن نواياها لمغادرة البلاد، ويعتقد أن بيجم ناشدت المحكمة الشرعية لدى داعش، للحصول على إذن بالمغادرة، ولكن قيل لها "النساء والأطفال ينتمون إلى أراضي داعش".
واضطرت بيجم إلى تنفيذ عملية هروب جريئة في يونيو/ حزيزان 2015، وقضت الأشهر القليلة المقبلة في المرور بين المهربين والجماعات المتمردة في حلب قبل أن يتم تحريرها، وظلت ظروف الإفراج عنها غير واضحة، ويعتقد أنه تم تيسير الإفراج عنها بواسطة مجموعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" وهي جبهة النصرة، وكان آخر مكان معروف تواجدت فيه بيجم على الحدود السورية التركية، وأوضحت بيجم في حديثها للقناة الرابعة أن زوجها الذي فر وهي حامل في شهرها السادس، كان رجل العائلة ويتمتع بخصائص جيدة، مضيفة " بالنسبة لي أن أخذ الأطال لرؤيته في سورية، ثم أعود هاربة من هناك هو أقوى شيء تعرضت له في أي وقت، كنت أشاهد في الأخبار أن داعش تتحول من سيئ لأسوأ، لذلك قررت الذهاب في محاولة للتحدث إليه، وفي الوقت نفسه أردت رؤيته، وأردت أن يرى الأطفال والدهم، وأردت أن يقابل طفله الصغير".
واعترف بيجم أنها لم تستطع إقناع زوجها بالمغادرة، قائلة "لم تسر الأمور بشكل جيد ما جعل الأمر أكثر صعوبة، أنني أرى زوجي فقط كل أسبوعين، إنهم يأخذون يوم إجازه كل أسبوعين"، وأصرت بيجم أنها وعائلتها لا تدعم "داعش"، حيث أرادت العودة بشدة إلى ديارها لكنها خشيت أن تواجه اتهامات بالإرهاب في بريطانيا، وقالت بيجم للقناة الرابعة أثناء وجودها في سورية، "أرغب في العودة إلى بريطانيا إنها بيتي لقد نشأت هناك وأصدقائي وعائلتي هناك هذا هو موطني، لكني لست متأكدة مع السجل الحافل حاليا لدى الحكومة، ما إن كانت بريطانيا المكان الذي سأحصل فيه على العدالة، أرجو أن أكون مخطئة".
وحذرت بيجم الآخرين الذين يرغبوا في إجراء هذه الرحلة، "لا تتوقعوا أن تأتوا إلى أراضي داعش، ثم تغادروا بسهولة لا توجد استقلالية شخصية هناك على الإطلاق".
أرسل تعليقك