المرأة الفولاذية الثابتة تيريزا ماي ترغب في قيادة بريطانيا
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

بعد استقالة ديفيد كاميرون من منصبه

المرأة الفولاذية الثابتة تيريزا ماي ترغب في قيادة بريطانيا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - المرأة الفولاذية الثابتة تيريزا ماي ترغب في قيادة بريطانيا

وزيرة الداخلية البريطانية والمرشحة الأوفر حظًا لرئاسة الوزراء في بريطانيا تريزا ماي
لندن - ماريا طبراني

تعتبر تيريزا ماي أكثر الشخصيات حظًا في تولي رئاسة وزراء بريطانيا، وقد كانت تحت نظر الجمهور لأعوام طويلة، فعندما فقدت قدرًا ملحوظًا من وزنها في عام 2013 كان هناك تكهنات حول تحول صورتها، ولكن تبين فما بعد أنها تعاني من داء السكري من النوع الأول والذي يحتاج إلى حقن أنسولين يوميًا،وصرحت لبي بي سي، بأن شعورها نحو المرض ونهجها تجاهه كان مشابه لكل نهج اتبعته في حياتها حتى الأن وهو تخطي الأمر والتعامل معه، ودفعتها هذه القوة إلى الصدارة في أعقاب تصويت بريطانيا بترك الاتحاد الأوروبي والتناحر الذي حصل في حزب المحافظين بشأن من الذي سينجح في خلف ديفيد كاميرون الذي سيستقبل بحلول الخريف.

وسيبدأ المشرعين المحافظين بالتصويت الثلاثاء لتضييق المنافسين الخمسة الحاليين إلى إسمين الذين سيصوت عليهم أعضاء الحزب في القول الفصل، وخدمت السيدة ماي في أطول مدة كوزيرة للداخلية في تاريخ البلاد منذ نصف قرن، مع سمعة بالعمل الجاد وتجنب الغدر والخداع المسيطر على حزبها.

وأوضحت الخميس " أعرف أنني لست سياسية استعراضية، فأنا لا أذهب في جولات على التلفزيون ولا أنقل الكلام بين الناس أو أغتابهم على الغداء وأنا لا أذهب إلى الشرب في حانات البرلمان."

وأشار زميلها البرلماني السابق تيم يو أن السيدة ماي تحضر الحفلات ولكنها ليست من النوع الذي يجذب حولها أناس للنميمة والضحك، وقد يكون هذا صحيحًا بالنسبة لوضعها فحذرها هذا سيقف إلى جانبها عندما يكون هناك حالة من الفوضى في كل مكان.ويعرف عنها أنها مثابرة مثل مارغرت تاتشر والمستشارة أنغيلا ميركل، وهي ابنه رجل دين تمامًا مثل السيدة ماي، وولدت هذه المرأة في عام 1956 وترعرعت في أكسفورد وهي طالبة صاحبة ضمير ولم تتمرد أبدًا على التنشئة الدينية التي حظيت بها، وكان بطلها في الرياضة جيفري بوكوت لاعب الكريكت الصلب العنيد المتخصص في اللعبة.

وحصلت على مكان في جامعة أكسفورد مثل كاميرون وبوريس جونسون الذي تراجعت شعبيتهما في الفترة الأخيرة في الحزب الجمهوري ولكنها سبقتهم بأعوام عدة، ولكنها قبل ذلك كانت ترتاد مدرسة ثانوية حكومية.

واهتمت دائمًا بالسياسية وكانت تحضر اجتماعات اتحاد أكسفورد المشهورة وانضمت إلى رابطة المحافظين في الجماعة، وفي إحدى التجمعات للرابطة قدمت لها زميلتها بنازير بوتو التي أصبحت رئيسة وزراء باكستان الرجل الذي تزوجته ماي لاحقًا فيليب ماي، وتصف ماي زوجها الذي أصبح مصرفي استثماري بأنه صخرتها، ولم ينجب الزوجين أي أطفال، وقالت عن الأمر ذات مرة " لم ننجب الأطفال، وأنظر إلى العائلات كل وقت وأرى أن هناك شيء لا أملكه."

وعملت هذه المرأة القوية في مجال الخدمات المالية بما في ذلك في بنك انكلترا لبعض الوقت، وواصلت طموحاتها السياسية في الوقت ذاته، ففازت بمقعد في البرلمان في عام 1997 ممثلة مايدنهيد وهي مدينة غرب لندن، واستطاعت أن تترقى بسرعة في صفوف المحافظين واكتسبت اهتمامًا وطنيًا بخطابها في المؤتمر السنوي للحزب، وهي عادة مناسبة تستخدم لتملق نشطاء الحزب.

وقالت في تلك المناسبة محذرة زملائها " لدينا قاعدة ضيقة جدًا، وفي بعض الأحيان فإن تعاطفنا ضيق جدًا، وتعرفون أن بعض الناس يسموننا حزب المزعجين." وعندما عاد المحافظون إلى السلطة بعد انتخابات عام 2010 في ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار ترقت إلى وزيرة للداخلية وهي واحدة من الوظائف الرئيسية في الحكومة، بالرغم من أن زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي نيك كلينغ طالب بالوظيفة لنفسه ولكنه أصبح نائب لرئيس الوزراء.

وقاومت في وزارة الداخلية الضغوط الأميركية بتسليم البريطاني المتهم بقرصنة الكومبيوتر غاري ماكينون بسبب بواعث للثلق فيما يتعلق بحقوق الانسان ولكنها تفاوضت على معاهدة بالتعامل مع الأردن لتسليم بريطانيا للواعظ الإسلامي المتشدد أبو قتادة، وعارض التسليم المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان والتي تخشي أن يكون الرجل يتعرض للتعذيب في الأردن.

واستطاعت ماي أن تكسب احترام مجموعة المصالح القوية المسماة اتحاد الشرطة والذي يمثل الضباط بالربتة العالية، وفي كلمة ألقتها أمام المجموعة في عام 2014 سردت سلسلة من اخفاقات الشرطة وطالبت بالتغيير فيما اكتفى الجميع حولها بالصمت.

وأفاد العضو في الحزب الليبرالي الديمقراطي نورمان بيكر الذي خدم تحت إمرتها في وزارة الداخلية خلال حكومة الائتلاف أن السيدة ماي سياسية غير ليبرالية وشخصية صعبة مثل المسامير، ولديها رغبة في الوقوف ضد رئيس الوزراء في بعض القضايا السياسية العامة لو اقتضى الأمر، ووصفها " لا يستطيع الوزير أن يصمد لمدة 6 أعوام في وزارة الداخلية بدون نوع من أشكال الجدارة."

وأضاف " أنا لا أريد أن أبدو إيجابيا للغاية لأنني لا أريدها أن تكون رئيسة للوزراء، ولأني أفضلها على بقية الأشخاص الذين ينافسونها فعلى الأقل هي جديرة بذلك."

وتعتبر قضية الهجرة بمثابة كعب أخيل السياسي لها والتي كانت كجزء من مسئوليتها كوزيرة للداخلية، وقد وعد كاميرون بخفض صافي الهجرة في بريطانيا إلى أقل من 100 ألف شخص سنويًا ولكن غاب الهدف مرارًا وتكرارًا، ولم تستطيع السيدة ماي كبح المقبلين من داخل الاتحاد الأوروبي الذين يحق لهم قانونية بتسوية مع بريطانيا، ولكن المقبلين من خارج الاتحاد والذي يمكن للحكومة السيطرة عليه ظل يرتفع بنسبة صافية لأكثر من 330 ألف شخص في عام 2015.

وتعتبر ماي يمنية أكثر من كاميرون على الرغم من أنها تؤيد جعل الزواج من نفس الجنس قانوني، وعندما دعت بريطانيا للاستفتاء كان عليها أن تتخذ قرار حاسم كي تكون، إما مع العضوية أو ضدها، فقررت في النهاية أن تدعم محاولة كاميرون في البقاء في الاتحاد الأوروبي ولكنها بقيت هادئة ولم تسمح أن تقدم نفسها كوجاهة للقضية التي قسمت حزبها.

ويعني هذا أن أي اتفاق تفاوضي مستقبلي مع الاتحاد الأوروبي حول علاقة بريطانيا المستقبلية معه ستعرض ماي للرقابة الشديدة من النقاد الأكثر أيديولوجية للاتحاد، ومن شأن هذا أن يترك لها مساحة محدودة من المناورة في هذه القضايا المركزية مثل وصول بريطانيا إلى سوق الاتحاد الأوروبي الواحد من السلع والخدمات، وحرية تنقل العمال، والهجرة.

وسعت ماي إلى طمأنة المتشددين الأسبوع الماضي بأنها لن تحاول البقاء داخل الاتحاد الأوروبي أو الانضمام إليه من الباب الخلفي، وقالت بحزم " الانسحاب يعني الانسحاب" مما يشير إلى أنه حتى وإن فشلت في التفاوض على شروط انسحاب بريطانيا فانها ستقبل الموقف وتتعامل معه.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الفولاذية الثابتة تيريزا ماي ترغب في قيادة بريطانيا المرأة الفولاذية الثابتة تيريزا ماي ترغب في قيادة بريطانيا



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab