لندن - ماريا طبراني
بدى واضحًا أن تيريزا ماي أخطأت الطريق في أول خروج لها من مكتب رئيس الوزراء الشهير باسم داونينغ ستريت، وضحكت رئيسة الوزراء المقبلة مع المصورين بعد أن خرجت من الباب الأسود الشهير عقب اجتماع مجلس الوزراء الأخير مع ديفيد كاميرون كرئيس للوزراء, وانعطفت بعد خروجها من الباب الى اليمين قبل أن تدرك خطأها وتتجه إلى الاتجاه الآخر، وأثارت هذه الحادثة النكات حول اصرار رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر على أنَّها لا تغير طريقها ولا تتراجع، في الوقت الذي أشيد بكاميرون باعتباره رئيس وزراء مثير للدهشة بين وزرائه بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير له.
وضرب فريق كاميرون الطاولات في أربع مناسبات في الاجتماع بما فيها عندما غادر رئيس الوزراء عند انتهاء الاجتماع الساعة العاشرة والثلث صباحًا كدليل على الفخر به، ويحضر كاميرون اليوم لإطلالته الأخيرة كرئيس للوزراء قبل أن يذهب في رحلة قصيرة إلى قصر باكنغهام ليقدم استقالته إلى الملكة غدًا.
وكشف المتحدث باسم رئيس الوزراء أن جو الاجتماع كان حارًا وايجابيًا وقال إن رئيس الوزراء تحدث عن شرفه وفخره في خدمة الوطن وخدمة مجلس الوزراء، واستمر الاجتماع لمدة ساعة ركز على استراتيجية فرص الحياة والردع النووي، قبل أن يختم كاميرون اجتماعه رقم 215 وآخر اجتماع له ليعكس انجازاته بما في ذلك زواجي مثليي الجنس والمدارس الحرة والتعليم الصناعة.
وأصبحت ماي زعيمة حزب المحافظين وهي ثاني أنثى تصل الى منصب رئيس الوزراء، ودفع المستشار جورج اوزبورون مكافأة لكاميرون قبل أن ينهي حكومته، وكانت ماي آخر الواصلين إلى اجتماع اليوم، وستستلم سلطتها غدًا بعد فوزها بتاج حزب المحافظين بسبب انسحاب منافستها الوحيدة أندريا ليدسوم الفجائي.
ورصد الصحافيون قدوم شركة لنقل الأمتعة إلى داونينغ ستريت كي تنقل أغراض أسرة كاميرون التي تستعد للرحيل بشكل عاجل لإفساح المجال للسيدة ماي وزوجها فيليب، وهناك تكهنات كثيرة في وستمنتسر حول كيفية تشكيل ماي لحكومتها الجديدة وسط توتر داخل حزب المحافظين على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وحضر بعض من خصومها إلى الاجتماع اليوم من بينهم وزير العدل مايكل غوف الذي احتل المركز الثالث في ترشيح حزب المحافظين، ووزير العمل وشؤون التقاعد ستيفن كراب الذي خسر في المرحلة الأولى، الى جانب حلفائها مثل كريس غريلينغ الذي ربما سيحصل على ترقية في العهد الجديد لها، وسيكون من مهماتها أيضا ايجاد مكان لأكبر الأسماء من عهد كاميرون مثل المستشار جورج أوزبورن.
وصرح وزير الثقافة جون ويتنيدال أن الاجتماع النهائي لرئيس الوزراء كاميرون كان عاطفي لدى مغادرته المجلس، وقالت وزيرة شؤون ايرلندا الشمالية تيريزا فيليرز " لقد كان يومًا حزينًا لرؤية الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء مع ديفيد كاميرون، انا متأكدة أن بلدنا في أيد امينة مع تيريزا ماي", وأضافت أن كاميرون يدخل التاريخ باعتباره رئيس وزراء مصلح.
أرسل تعليقك